كندة وتقرير مصير حضرموت
مقال الرأي/الدستور الاخبارية/بقلم الشيخ أنس باحنان
أن أي تكتل سياسي أو اجتماعي أو حتى قبلي من نافلة القول ان يكون له قضية وهدف يسعى جاهدا إلى تحقيقها ، نظرت إلى بعض التكتلات السياسية وربما الاجتماعية والقبيلة الموجودة على الساحة اليمنية و الحضرمية فوجدت لكل منها قضية وموقف تجاهر به وتدافع عنه و تسعى إلى تحقيقه بكل السبل المشروع وغير المشروعة الأخلاقية وغير الأخلاقية ، فخذ مثلا ما يسمى الانتقالي يرفع شعار اعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن وفك الارتباط مع دولة الوحدة اليمنية ، بينما احزاب أخرى ومنها حزب محافظ المحافظ ورئيس مجلس الرئاسة وهو حزب المؤتمر على النقيض من ذلك فهو يرفض هذه الدعوة ويتمسك بالوحدة وحدة الشعب والأرض اليمنية ، وايضا هيئات وتجمعات أخرى تدعوا الى قيام دولة حضرمية مستقلة ، وهذا الطرح كنا نحن في التجمع الوطني الحضرمي ندعوا اليه مشروط باستفتاء شعبي و جماهيري لهذا الاستحقاق .
اليوم وبعد أن تداعى أبناء قبيلة كندة العربية التي سكنت حضرموت منذو أن كانت لاعادة مجدها إلى سابق عهده ، ونجاح مؤتمرها الأول منقطع النظير برعاية شيخها الشيخ علي بن هفتان الصيعري ، كان لازما عليها أن تحدد لها موقفا سياسيا واضحا يكون لها به علامة مميزة في نهجها السياسي العام ، بعيدا عن الازدواجية والضبابية وخلط الاوراق في تحديد مواقفها السياسية .
سوف اجتهد في رسم هذا الموقف وهي وجهة نظر خاصة واجتهاد شخصي ولكل مجتهد نصيب .
إن تحديد أي موقف سياسي لاي كيان لابد أن يستند إلى خلفية ثقافية وتاريخية واجتماعية وفكرية يستند عليها ، فحينما نريد أن نوضح أو نبين أو بالأصح أن نجتهد في رسم خط عام وموقف سياسي لقبيلة كندة لابد أن نأخذ بعين الاعتبار كل هذه الأمور ، فتاريخيا قبيلة كندة هي قبيلة عربية قحطانية سبيئة كهلانية سكنت أودية حضرموت و اقامة بها حضارة ومملكة عريقة استمرت ما يقرب من الفين عام ، هذ الحضارة والمملكة ذاع سيطها وامتد نفوذها في الجزيرة العربية بل إلى أبعد من ذلك ، وليس هنا مجال سرد وعرض تاريخي لهذا الأرث العظيم فما في بطون الكتب يغنينا عن ذلك.
وانطلاقا من هذا الموروث والعمق التاريخي فقبيلة كندة هي صاحبة الحق في الأرض الحضرمية ، وهي التي يحق لها أن تقرر مصيرها السياسي ، وخاصة ان أفخاذ وبطون قبيلة كندة هم اليوم يشكلون السواد الأعظم ممن يعيش على ارض حضرموت ، نعم أيضا هناك قبائل أخرى حميرية وهمدانية ومذحيجة وقرشية وهاشمية وغيرها نزحت إلى حضرموت وعاشت إلى جوار كندة بل و اقام البعض في القرون المتاخر دول ونفوذ على أرض حضرموت، وكانت هذه القبائل النازحة مع كندة وايضا بين بطون كندة نفسها ما بينها من حالة الحرب والسلم والاتحاد والاختلاف فترة بفترة ، وتمر السنين تلو السنين وتقلبات الدهر باهله يمنة ويسرى حتى يرتسم المشهد كما هو اليوم من أن يكون أبناء حضرموت هم قبائل وشعوب وبطون عدة ولكن يجمعهم وطن واحد وارض واحدة تسمى بلاد حضرموت وأبناء حضرموت لا يجمعهم وحدة الأرض والتاريخ والثقافة الذي اشترك الجميع في صياغته ورسم مشهده ، بل اصبحت بين أفراد هذا المجتمع ما بينها من التلاحم و العلاقات الاسرية والعائلية التي يصعب تمزيقها و تفكيكها بل واختراقها فهم نسيج واحد وكتلة واحدة.
فإذا علمت هذا فإننا نقول إن الموقف السياسي الذي يجب أن تتخذه كندة سبيلا لها هو أن تكون في صف و وحدة كل القبائل الحضرمية بل وكل مؤسسات المجتمع المدني وأبناء حضرموت قاطبة ، ولما لكندة من إرث حضاري يجب إن تتصدر وتقود وحدة الصف الحضرمي والدفاع عن حقوقه وانتزاعها من مغتصبيها ، وان تسعى جاهدة لجمع كلمة الحضارم بغية الوصول بهم إلى مصاف المجتمعات الراقية والمتحضرة التي يسودها العدل والامن والرخاء والمواطنة المتساوية ، فحضرموت الأرض والإنسان هي ام الكل و الحاضنة لكل ابنائها ، أما رسم مستقبلها السياسي في خضم هذه التعقيدات التي تسود المشهد اليمني ، فنرى ليس من خيار يصلح لها افضل من أن يقرر الحضارم مصيرهم السياسي بأنفسهم بعيدا عن الوصايا و أن يختاروا بين ان يكونون مع دولة يمنية واحدة أو دولة جنوبية أو دولة حضرمية مستقلة .
فهل يتبنى شيوخ كندة و مقادمتها ومثقفيها خيار حق تقرير مصير حضرموت السياسي والأدبي والثقافي والاجتماعي .
نسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح .