اللواء ركن طيار فائز منصور التميمي يكتب .. تباع الأوطان عندما يموت ضمير المسؤول
مقال الرأي/الدستور الإخبارية
في أحدى المعارك تقدم من نابليون ضابط نمساوي وأعطاه معلومات عسكرية تساعد القائد الفرنسي نابليون في معركته التي كان يخوضها ضد النمسا ، وبعد أن حسم نابليون معركته مع النمساويين جاء إليه الضابط ليتقاضى الثمن المعلوماتي ، فألقى له نابليون كسيا من الذهب على الأرض ، فقال له الضابط النمساوي : ولكني اريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور .
فأجابه نابليون قائلا : الذهب لأمثالك ، وأما يدي لا تصافح رجلا يخون بلده !!!
وأعظم خيانة وأسواء عاقبة من رجلا تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها …للإمام محمد الغزالي ..
حين تبكي الأوطان متألمة من أوجاعها و جراحاتها العميقة فتأكدوا جميعاً أنه لا يبكي معها إلا الشرفاء والمخلصين ، لا يزعجني نفاق المنافقين و المتخاذلين فقط يزعجني حديثهم عن الوفاء والإخلاص والشرف ، والإنسان الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر أنقياء و أوفياء و مخلصين لأوطانهم ، ومن أدمن على عفن العبودية يؤذيه عطر وعبير الحرية ..
إن للأوطان في دم كل حر يدا سلفت ودين مستحق ، والشخص المسؤول الذي يرتضي لنفسه أن يكون أداة للغير و جسراً للأجندات والسياسات الخارجية مصيره سوف يكون مرهونا بإنتهى فترة صلاحية إستخدامه ويتم إستبعاده و رميه بالشارع ، وبعد ذلك لن يتقلد أي منصب أو وظيفة حكومية في بلاده والشواهد كثيرة ، وهذه حقيقة واقع عايشناه في حاضرنا وليس كلاماً جزافاً أو مجازاً يحتوي التوقعات ..
عزيزي المسؤول لست أول من باع الوطن ولست أخر من خان الأمانة ، وربنا سبحانه وتعالى هو من يقدر الأقدار ويعطي كل شخص على قدر نيته التي لا يطلع عليها إلا هو سبحانه، وأما عملك الظاهر الذي يطلع عليه الشعب هو ما يحدد إخلاصك وقيمك ومبادئك ، وفي حضرموت بالتحديد لدينا من الرجال الكوادر الذين ارتبطت حياتهم بالأهداف السامية و المقدسة لشعبهم وأرضهم ، غرستها في وجدانهم وفي عقولهم المراحل والمنعطفات التي مرت بها حضرموت والوطن عامة تاركين خلف ظهورهم جميع المصالح و كل التفاصيل الأخرى دون إلتفات إليها ، لذلك هم الساسة والقادة والرجال الأوفياء الذين لم يلطخوا تأريخ مسيرتهم المهنية طوال حياتهم بفسق العبودية والخنوع وبيع الذات مقابل الفتات المتسخ والكرسي الزائل الذي بنيت قوائمه من قهر ومعاناة الشعوب ، فلا يعزي عن مجرد كونه قصراً بني على نهر من دم فهو لا محالة غارق .
وأخيراً …
أن الذي لا يملك قرار نفسه لا يمكن أن يقدم شئ لشعبه .. انطلاقاً من قاعدة فاقد الشئ لا يعطيه ، ومن يصون حق شعبه بالحياه سوف ترسم صورته بقلوب الأحرار و يحفر اسمه بالوجدان أبد الدهر ..
بائع وطنه كسارق بيت أبيه ليطعم اللصوص .. فلا ابوه يسامحه ولا اللص يكافئه