رسالة من ناشط حقوقي إلى قادة شمال اليمن: دعوة لاحترام خيار الشعب الجنوبي

صحيفة الدستور /أسعد ابوخطاب

إلى قادة شمال اليمن، المشايخ، العقلاء، المثقفين، وكل شخص حر،

تحية طيبة وبعد،

أتوجه إليكم اليوم بصفتي ناشط حقوقي من الجنوب، حاملاً رسالة مليئة بالأمل والتطلع إلى مستقبل يعمه السلام والعدالة.
لقد مررنا بتجارب مريرة منذ الوحدة في عام 1990، وأصبح من الواضح لنا أن العودة إلى الوحدة ليست الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار.

تجارب الوحدة:
دروس وعبر عندما توحدنا في عام 1990، كانت لدينا آمال كبيرة في تحقيق الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
لكن ما حدث بعد ذلك كان خيبة أمل كبرى٬ لقد عانينا من الإقصاء والتهميش، وتعرضنا لغزوات وحروب في صيف 1994 ومرة أخرى في عام 2015.
الوحدة اليمنية التي كنا نحلم بها لم تتحقق، بل وجدنا أنفسنا الجنوبيين نعيش في ظروف أصعب مما كنا عليه قبل الوحدة.

الدعوة للعيش كدولتين متجاورتين:
من وجهة نظري، يجب أن نعود إلى وضع دولتين متجاورتين، حيث يمكن لكل دولة أن تعيش بسلام وعدالة.
يجب أن تتقبلوا وجهة نظر إخوانكم في الجنوب، الذين يرغبون في العودة إلى دولتهم المستقلة.
هذا الخيار سيضمن لنا جميعًا العيش بسلام واحترام متبادل.

لماذا دولتين أفضل من وحدة قسرية؟
1. السلام والاستقرار:
بتكوين دولتين متجاورتين، يمكننا ضمان السلام والاستقرار لكلا الطرفين.
ستكون لكل دولة سيادتها الخاصة، مما يقلل من الصراعات الداخلية ويعزز الأمن.

2. العدالة الاجتماعية:
سيكون لكل دولة نظامها الخاص الذي يعكس تطلعات شعبها، مما يعزز العدالة الاجتماعية ويقلل من التهميش والإقصاء.

3. الاحترام المتبادل:
بالعيش كدولتين متجاورتين، يمكننا بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، بدلاً من فرض الوحدة بالقوة.

4. تحسين العلاقات:
يمكن لكل دولة التركيز على تحسين علاقاتها الدولية والتنموية دون تدخلات خارجية تعيق التقدم.

الدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية:
الدليل من القرآن الكريم: قال الله تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13).
تدعو هذه الآية إلى التعارف والاحترام بين الشعوب والقبائل بدلاً من فرض الوحدة بالقوة.

الدليل من السنة النبوية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” (رواه البخاري ومسلم).
يشير هذا الحديث إلى أهمية العدل وعدم الظلم بين المسلمين، مما يعني ضرورة احترام حقوق الآخرين وعدم فرض الوحدة بالقوة.

الختام:
إلى قادة شمال اليمن، المشايخ، العقلاء، والمثقفين، أدعوكم للنظر بجدية في هذا الخيار.
لقد عانينا نحن الجنوبيين كثيرًا من الوحدة القسرية، وحان الوقت لنعيش بسلام وعدالة كدولتين متجاورتين.
دعونا نبني مستقبلًا أفضل لأبنائنا، حيث نحترم حقوق بعضنا البعض ونعيش في سلام.

لا تحاولوا فرض الوحدة بقوتكم٬ دعونا نتفق على العودة إلى دولتين متجاورتين تعيشان في احترام وحسن الجوار.
كما قال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أحد خطاباته “الوحدة أو الموت”، هذا المنطق خاطئ.
يجب أن نبحث عن حلول تحقق السلام والعدالة لنا جميعًا.

لكم مني كل التقدير والاحترام.

✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى