في اليمن | صراع من نوع جديد وصفقة غير معلنة وراء احتجاز طائرات اليمنية بمطار صنعاء
[ad_1]
#صحيفة الدستور الإخبارية
احتجزت ميليشيا “الحوثي” ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية فور هبوطها في مطار صنعاء الدولي الثلثاء، ناقلة الحجاج من مطار جدة في السعودية، ليصبح عدد الطائرات المحتجزة أربعاً، إضافة إلى طائرة “إيرباص 330” ذات السعة الكبيرة، المحتجزة في مطار صنعاء منذ أكثر من شهر.
وهذه أول مرة تحتجز فيها طائرات مدنية.
وقالت شركة الخطوط الجوية اليمنية في بلاغ رسمي: “جميع طائراتنا تعرضت للاحتجاز في مطار صنعاء لحظة وصولها قادمة من مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث كانت تقل مئات الحجاج العائدين من المشاعر المقدسة عقب إتمامهم فريضة الحج، وهو تشغيل مباشر بين جدة وصنعاء الذي كانت الشركة قد دشنته في 20 حزيران (يونيو) الجاري”، مشيرة إلى أن احتجاز هذه الطائرات من شأنه أن يؤثر في سير رحلات الناقل الوطني، وأن يكبدها خسائر إضافية كبيرة.
وأضافت “اليمنية”: “سبب وصول الطائرات المحتجزة إلى مطار صنعاء هو أن هناك نحو 8400 حاج من صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، يتطلب نقلهم من مدينة جدة إلى صنعاء خلال مدة أسبوع، ولهذا اضطرت الشركة بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني السعودية لتشغيل أكثر من رحلة في اليوم الواحد من جدة إلى صنعاء، لاستكمال نقل الحجاج إلى أرض الوطن في الوقت المحدد”.
صراع على المكاسب
يقول الصحافي اليمني أيمن بجاش لـ”النهار العربي” إن احتجاز الطائرات يندرج ضمن الصراع بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وحكومة صنعاء التابعة للحوثيين على إيرادات “اليمنية”، “خصوصاً بعد قرار الشرعية منع بيع التذاكر في مناطق الحوثي وهو ما كان قد بدأ فعلياً، قبل التراجع عنه بسبب ضغوط دولية وإقليمية تحت مسمى التهدئة لإحلال السلام في اليمن، الذريعة نفسها التي يستخدمها الحوثي لتحقيق أهدافه”.
يضيف بجاش: “قامت جماعة الحوثي بهذا التصرف لتخفيف آثار قرار البنك المركزي اليمني بشأن نقل مقرات البنوك إلى عدن وما لحقه من قرار بشأن إيقاف ستة بنوك لم تنقل مقرها إلى عدن، وهذا التأثير تجسد بإيقاف التحويلات الخارجية إلى مناطق سيطرة الحوثي والتي كانت تدر على الميليشيا ملايين الدولارات شهرياً”.
ويشير بجاش إلى أن “الحوثيين” ميليشيات لا تهتم بالمواطن أو الوطن، “وكل ما تسعى إليه هو تحقيق مكاسب تبقي على سلطتها”، لافتاً إلى أن قرار إيقاف بيع التذاكر في مناطقها يزيد من خسائرها الاقتصادية، “لذلك لجأت إلى هذا التصرف لإنفاذ قرارها الصادر قبل أيام بشأن حصر بيع تذاكر المسافرين عبر مطار صنعاء في مناطق سيطرتها، لأن هذا يعني استمرار توريد المبالغ إلى حسابات ’اليمنية‘ في صنعاء، ويعرف الجميع أن الحوثي وضع يده عليها”.
صفقة غير معلنة
من جانبه، يرى صالح الحنشي، المدير العام لإذاعة أبين، أن احتجاز الحوثيين أربع طائرات “صفقة غير معلنة”، مشيراً إلى أن برمجة رحلات في مواعيد متقاربة “لا يعقل أن تكون مجرد سوء تصرف أو خطأ إداري”.
ويضيف: “كان الحوثيون يحتجزون طائرة في مطار صنعاء منذ فترة بعد صدور قرار وزارة النقل بعدن بنقل كل ما يتعلق بالشؤون المالية للشركة إلى عدن، وبعدما تحولت كل مبيعات تذاكر طيران الشركة إلى عدن، وهي المبيعات التي كانت تحصل جماعة الحوثيين على أكثر من 60 في المئة منها”، مؤكداً أن احتجاز “الحوثيين” الطائرات أمر متوقع حدوثه، “ولهذا يستحيل أن يكون ما حصل مجرد سوء تصرف”.
ولفت إلى الطريقة التي وصلت بها ثلاث طائرات إلى صنعاء بعد وضع برنامج رحلات بصورة استثنائية، “فالطائرة الأولى وصلت في الواحدة بعد منتصف الليل، تلتها أخرى في الخامسة فجراً، أي بعد أربع ساعات. وبعد ساعة فقط، وصلت الطائرة الثالثة، وإرسال ثلاث طائرات إلى مطار صنعاء خلال مدة لا تزيد على خمس ساعات سابقة لم تحصل من قبل، ولا يمكن تفسير ما حصل إلا بأن هذه صفقة غير معلنة، لكننا لا نعلم من وراء الصفقة، ومن قبض الثمن”.
حجاج عالقون
تسبب احتجاز الحوثيين هذه الطائرات في تعثر عودة المئات من الحجاج العالقين في الأراضي السعودية، ينتظرون دورهم في العودة إلى صنعاء.
وأصدرت وزارة النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بياناً قالت فيه إن 1300 حاج عالقون في مطار الملك عبد العزيز الدولي والأراضي المقدسة، بسبب احتجاز الميليشيات الحوثية طائرات “اليمنية” في مطار صنعاء مع طواقمها الفنية.
وأشارت وزارة النقل في بيانها إلى أن “اليمنية” قد شغّلت أكثر من 100 رحلة جوية بين صنعاء والأراضي المقدسة ذهاباً وإياباً، من منطلق أن نقلهم لأداء مناسك فريضة الحج مسألة دينية وإنسانية وأخلاقية مقدسة.
مناشدات للتحالف
وناشدت وزارة النقل “الأشقاء في التحالف العربي والمبعوث الأممي لليمن بالتدخل العاجل للإفراج عن طائرات الخطوط الجوية اليمنية المحتجزة في مطار صنعاء وأرصدتها التي استولت عليها الميليشيات “الحوثية”، ومساعدة الشركة على اتخاذ كل الإجراءات لحماية أصولها وإيراداتها المالية لضمان استمرار التشغيل وتعزيز أسطولها وتطويره”.
وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن ومنظمات النقل الجوي الدولية وكل الجهات ذات الاختصاص بإعلان موقف واضح إزاء ما سمّاها “الجريمة النكراء”، والشروع الفوري في تصنيف ميليشيا الحوثي “منظمة إرهابية”، وتقديم الدعم الحقيقي والفاعل للحكومة الشرعية، لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.
المصدر : جريدة النهار العربي