هل تدخل الحرب العالمية الثالثة؟ .. تصريحات بوتين تثير القلق حول مستقبل أوروبا

توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بمزيد من “الدمار” بعد الهجوم الواسع الذي شنته أوكرانيا بالطائرات المسيّرة، والذي استهدف برجًا سكنيًا في مدينة قازان الروسية. وقال بوتين في كلمة متلفزة خلال اجتماع حكومي: “أيًا كان ما يحاولون تدميره، سيواجهون دمارًا مضاعفًا، وسيندمون على محاولاتهم ضد بلادنا”. يأتي ذلك بعد الهجوم الذي وقع يوم السبت ولم يسفر عن إصابات.

وهاجمت أوكرانيا مدينة قازان الروسية يوم السبت باستخدام الطائرات المسيّرة، وهو الهجوم الأحدث في سلسلة الهجمات الجوية المتصاعدة منذ بداية الحرب، حيث استهدف الهجوم بناء سكني في المدينة التي يسكنها أكثر من 1.3 مليون نسمة. وذكرت السلطات المحلية أن الطائرة المسيّرة اصطدمت بمبنى شاهق دون أن تتسبب في سقوط ضحايا.

من جانبه، قال رستم مينيخانوف، رئيس تتارستان، عبر تطبيق “تليغرام” إن قازان تعرضت “لهجوم واسع النطاق” باستخدام الطائرات المسيّرة. وشهدت الأشهر الماضية تصعيدًا في الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، لاسيما بعد أن وافقت الولايات المتحدة على منح أوكرانيا صواريخ لاستهداف أهداف عسكرية في مناطق قريبة من الحدود الروسية.

بوتين يرد على تصعيد الأوضاع ويؤكد على استعداد روسيا للرد على أي تحدٍ

في تصريحات سابقة، أكد الرئيس بوتين أن روسيا تواجه تصعيدًا في الوضع من قبل خصومها، مشيرًا إلى أن “عدونا هو من يرفع وتيرة التصعيد”. وأضاف في حديثه للصحفي الروسي بافيل زاروبين: “إذا كان هذا ما يريدونه، فنحن مستعدون للرد على أي تحد”.

وتابع بوتين قائلاً: “نحن لا نؤمن بحرب عالمية ثالثة، ولكن المخاطر تتزايد، ومن المهم أن يدرك الجميع أنه لا بد من إيجاد حلول وسط”. كما أشار إلى استعداد روسيا للتفاوض مع الولايات المتحدة في حال كان هناك رغبة حقيقية من الجانب الأمريكي، مؤكداً أن روسيا لن تبني علاقاتها مع أي دولة إلا وفقًا لمصالحها الوطنية.

الانتقادات المتزايدة لحلف الناتو وتخوفات روسيا من التوسع غربًا

في الوقت ذاته، وجه بوتين انتقادات شديدة لحلف الناتو، مشيرًا إلى أن الحلف يستعد للحرب مع روسيا. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن روسيا تأخذ تهديدات الناتو في عين الاعتبار في تخطيطها العسكري. وأضاف أن روسيا ستضمن أمنها في جميع السيناريوهات، مشدداً على أن سلوك الناتو العدواني يعد تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا.

منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، أبدت موسكو مخاوف من توسع حلف الناتو نحو حدودها، وفرضت شروطًا للموافقة على أي مفاوضات مع أوكرانيا، من أبرزها وقف مساعي انضمامها إلى الحلف الأطلسي.

هجمات هجينة وتهديدات مستمرة لألمانيا

على الصعيد الدولي، حذر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، من الهجمات الهجينة المحتملة التي قد تشنها روسيا ضد بلاده. وقال بيستوريوس: “بوتين يشن هجمات هجينة، ونحن في بؤرة استهدافه”. وأوضح أن هذه الهجمات قد تشمل الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الألمانية، بالإضافة إلى التدخل في الحملات الانتخابية ودعم الأحزاب الشعبوية.

وتسعى روسيا من خلال هذه الهجمات إلى زعزعة استقرار الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا، لتقسيم المجتمع الألماني وزيادة تأثيرها في السياسة الداخلية.