خلق الامل الزائف وخطوات الوهم الکبيرة

[ad_1]

موسى أفشار*
صعب جدا إن لم يکن المستحيل بعينه التمکن من منع إيقاف صخرة کبيرة من التدحرج من قمة الجبل الى الاسفل ماخلا إصدامها بصخور أخرى وتفتتها أکثر من دون أن تتوقف، فتلك الصخرة ومن دون أدنى شك ستستمر بالتدحرج حتى تستقر في الاسفل بعد أن کانت في العلياء، وهذا مايحدث تماما للنظام الايراني ولاسيما منذ إنتفاضة 28 ديسمبر2017، ومرورا بإنتفاضة 15 نوفمبر2019، والى إنتفاضة 16 ستمبر2022 وحتى الان!
قد يحتج ويعترض البعض على ذلك ويعتبرونه مبالغة أو مجرد سفسطة في الکلام، لکن من لايتابع مايصدر عن القادة والمسٶولين في هذا النظام من تصريحات مختلفة تعکس بصورة عامة أوضاع النظام ومايعانيه بعد الانتفاضة الاخيرة، فإنه شاء أم أبى ينجرف أو على الاقل يتأثر بمزاعم وإدعاءات النظام الواهية بالقوة والثبات والسيطرة على الاوضاع. وعلى سبيل المثال، فإن تصريحات ابراهيم رئيسي الاخيرة وفي عملية مواجهة خائبة مع حالة تداعي النظام وإنهياره التدريجي والتي يدعو فيها قادة النظام ومسٶوليه الى ماسماه ب”خلق الأمل في المجتمع” وتأکيده على إنه”ليس من حقكم أن تتعبوا ويجب أن تخطوا خطوات كبيرة” في هذا الاتجاه! هذه التصريحات تحديدا أشبه بتلك الصخور أو المعوقات التي تقف بوجه تدحرج الصخرة الکبيرة من قمة الجبل نحو الاسفل حيث لاتتمکن إيقاف تدحرج تلك الصخرة الکبيرة نحو الاسفل، ورئيسي هنا يعکس ويجسد واقع النظام ومايعانيه حاليا من تداع ومن تلاش وتضعضع وإنهيار في قواه بعد کل الذي واجهه ويواجهه من مقاومة وصراع مضاد له.
تصريحات رئيسي هذه تزامنت وبصورة ملفتة للنظر مع تأکيدات رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف على دور الحرب المناهضة للوطن في الحفاظ على النظام بقوله “تخلينا عن مبادئنا ومعتقداتنا، يضعف الإيمان بالأسس الإلهية التي لدينا، مقابلنا عدونا، وإذا راوحنا في مكاننا وأهملنا، يطل عدونا الداخلي، سواء في القوات المسلحة، أو في المجالين الاقتصادي والثقافي، هؤلاء اعداء داخليون يقودوننا نحو الضعف والفشل”، وإعتراف قاليباف هذا جاء بعد إعتراف مهم جدا لرجل الدين أبو القاسم دولابي، الممثل الخاص لإبراهيم رئيسي للشٶون الدينية والذي أقر فيه وبشکل صريح وبحسرة وألم قائلا:” من حوالي 75 الف مسجد في البلاد، أبواب 50 ألف مسجد مغلقة، وهي مأساة يجب أن نذرف الدم بدل الدمع من أجلها”، وبطبيعة الحال فإن إهتزاز الاساس الفکري للنظام يحمل الکثير من المعاني والاعتبارات بالغة الخطورة والتي تٶکد بصورة وأخرى بأن النظام صار يقف على قاعدة رخوة.
مايجدر الإشارة له هنا وأخذه بنظر الاعتبار إن خامنئي وقبل رئيسي وقاليباف کان قد إعترف علنا ب”المرض القاتل” والمتمثل في عمليات التراجع والانهيارات والابتعاد عن النظام عندما قال إن:” هناك عوامل اجتذاب كثيرة للابتعاد عن هذا الصراط المستقيم، كانت هذه الانحرافات موجودة دائما، واليوم أكثر من أي وقت مضى، لا بد من إرادة قوية للتمكن من مقاومة هذه الانجذابات الشريرة”، هذه الارادة القوية عمل رئيسي بإعتباره رئيس السلطة التنفيذية للنظام کل مابوسعه من أجل إيجادها وخلقها لکن لايبدو إطلاقا بأن کل ماقد سعى إليه وأنجزه لحد الان وخصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة لم يتجاوز حدود الخيال والوهم إذ لم يتمکن من تغيير أي شئ في مواجهة الحد من تفاقم الاوضاع أکثر سوءا بل إنه تماما کالمفلس الذي يمني نفسه بأن تهطل عليه ثروة طائلة من السماء!
غیر ان الحقیقة الیقینیة التي‌ لا مفر منها، هي ان الواقع الثوري هو السمة الشاملة التي‌ یتسم بها المجتمع الإیراني‌ الیوم حیث باتت فیه:
– ان الطبقات الحاکمة تعجزعن فرض نفسها و” ارادتها” علی المجتمع من جهة،
– والطبقات المضطهدة لا تتحمل ولا ترضخ بعد للظلم المطبق علیها … وان غدًا لناظره قریب!

*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى