الاحتلال الاسرائيلي ودوره في خلق النزاعات الإقليمية بالمنطقة العربية
[ad_1]
عبد الواحد بلقصري
باحث في علم الاجتماع السياسي
تعتبر ظاهرة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني من الظواهر التي تعرقل التنمية الانسانية بالمنطقة العربية ، وإنها مازالت تساهم في الاضطرابات السياسية وخلل أنساق الحكم ،كما أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة يهدد مسيرة الإستقرار والأمن والتقدم ، لكن يبقى الضحية الأولى هو المواطن الفلسطيني ،حيث يعيق سياساتهم من مصادرة أراضيهم وخيراتهم ومياههم ومواردهم الطبيعية.
وقد شكلت القضية الفلسطينية إشكالية قومية وسياسية للأنظمة العربية مما جعل الصراع العربي الاسرائيلي يتقزم عبر المسار التاريخي الذي عرفته القضية الفلسطينية ليصبح صراعا فلسطينيا – فلسطينيا باعتبار أنها كانت تؤجج الشوارع العربية مما يزعج صانعي القرار السياسي في المنطقة العربية .
ولا تزال الممارسات الإسرائيلية والخروقات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني مستمرة في تحد سافر لقواعد القانون الدولي، وتواجه فلسطين الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة بسبب الإحتلال الإسرائيلى والممارسات العدوانية على الشعب والارض والمقدسات والحقوق،كل هاته الأسباب تجعل من المقاومة حقا مشروعا للشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن غاليا ولم ينعم بعد ببناء دولة فلسطينية مستقلة ،إن الشعب الفلسطيني يعاني من أبشع صور الاستغلال والقهر حيث أن الاحتلال يدمر الأطفال والشباب ويؤثر على الصحة والبيئة ،كما أن الافلاس المعنوي الذي يعاني منه الانسان الفلسطيني الذي يهم حياة الناس كالتعليم والصحة والتشغيل والحكم ،ولكن بالرغم من كل هذا فإن إرادة الإنسان الفلسطيني من أجل الوجود والبقاء لا تضاهى ،هاته الإرادة تكمن في إقامة نظام حكم ديمقراطي يقضى على الحيف والإقصاء الذي يطال المواطن الفلسطيني .
يرى الباحث محمد الزاوي في دراسته حول القضية الفلسطينية في فكرط طه عبد*1* الرحمان إنها تحتل مكانة عزيزة في وجدان المسلمين وأبناء الوطن العربي، وهي في وعي العديد من مفكري الوطن العربي قضية مواجهة احتلال وتصفية استعمار،و كما أشار كتاب القضية الفلسطينية لمؤلفه إدوارد سعيد الذي يعد كتاباً جيداً ومفيداً لا يقل في أهميته عن كتاب الاستشراق،وهو الكتاب الذي حقق الشهرة لهذا المفكر الأمريكي ذي الأصول الفلسطينية، والذي كان يدرّس الأدب المقارن في جامعة كولومبيا،*2* كما يضع هذا الكتاب إحدى وجهات النظر الفلسطينية القليلة حول تاريخ فلسطين بين يدي الثقافة الغربية،وقد أكد هذا الكتاب أن القصة الكاملة للغزو الصهيوني لفلسطين وإعلان دولة إسرائيل من جانب واحد يتمحور حول كيان ايديولوجي ستجسده في مرحلة لاحقة استراتيجية سياسية منهجية تتمثل في إنكار وجود الشعب الفلسطيني، وفي التصريحات التي كان يبوح بها الزعماء الصهيونيون البارزون – من ثيودور هرتزل إلى موزيس هيس ومناحيم بيغين وحاييم وايزمان – نستشف تجاهلاً منقطع النظر لوجود الشعب الفلسطيني، وفي أحسن الأحوال نرى هؤلاء الزعماء يصفون الفلسطينيين بالبرابرة والمرتزقة والكسالى ومنفلتي العقال. وترتبط بهذه الصورة النمطية الاستعمارية التي كان الزعماء*3* الصهيونيون ينشرونها الفكرة التي تقول بأن مهمة اليهود كانت تتمثل في امتلاك زمام الأمور في إقليم متخلف هجره سكانه بهدف إعادة بنائه من أساسه وتحديثه، ووفقاً لإحــــــــــــــدى التفسيرات الــــــــــراديكالية لـ المهمة الحضارية التي كانت تقودها أوروبا واستعمارها الذي يهدف إلى إعادة بناء الدول المستعمرة وإعمارها، عملت المؤسسة السياسية والاقتصادية الإسرائيلية على استبعاد أي شكل من أشكال التعاون مع سكان فلسطين الأصليين، ناهيك عن إخضاعهم واستعبادهم (في حين فتحت الدولة الإسرائيلية ذراعيها لاحتضان كافة اليهود من جميع أنحاء العالم).
مما سبق نسستج أن الحرب الاخيرة لغزة ساهمت في إحياء القضية الفلسطينية من جديد وبينت للرأي العام العالمي التي تعاطف بشكل إنساني لا مثيل له مع الشعب الفلسطيني همجية اللوبي الصهيوني الذي لا يؤمن إلا بمنطق القوة والهيمنة والعجرفة والاستيلاء ،وفي نفس الوقت أبانت القوى العظمى عن تحيزها ودعمها للكيان الاسرائيلي الغاشم .
المراجع والهوامش :
1- انظر مقال لوائل بورشاشن جريدة هيسبريس -الثلاثاء 01 يونيو 2021
2- انظر كتاب القضية الفلسطينية للمفكرالفلسطيني إدوارد سعيد
3- نفسه
4- نفسه