تحليل .. هل يستطيع حزب الله استغلال رفض إسرائيل للقرارات الدولية لصالحه؟

تحليل/الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

 

 

يُخطئ من يظن أن رفض إسرائيل تنفيذ القرارات الدولية هو انتصار لها، أو أنه يُضعف إيران والمقاومة. تصرفات بعض الجهات التي تحاول منع التمويل الإيراني لإعادة الإعمار تُعد خطوة غير ناضجة، وتتناقض مع مصلحة لبنان والشعب اللبناني بأسره. رفض الأموال الإيرانية في هذه الظروف يُعتبر خطأ كبيرًا، فالحديث عن أن ذلك يضعف الشيعة هو ببساطة خاطئ.

إيران والمقاومات والشعوب التي تعرضت لحروب إبادة وحصارات طالت سنوات طويلة قد طورت وسائل لضمان احتياجاتها. على سبيل المثال، استطاعت غزة الحفاظ على قوتها وإمداداتها رغم الحصار الذي دام 20 عامًا. بالنسبة لحزب الله، الأمر أكثر سهولة وأقل تكلفة عندما يتعلق الأمر بتأمين الأموال للإعمار وشرعنة استمرارية المقاومة وتعزيز قدرتها العسكرية.

حزب الله يدرك تمامًا أن القانون الدولي والسابقة تجيز له ربط تنفيذ قرارات مثل 1701 و1559 بتنفيذ إسرائيل لقرارات 183 و192، ومن المهم أن يرفض أي وقف للمقاومة إلا إذا تم تطبيق ترسيم الحدود بما كان عليه قبل عام 1948، إضافة إلى العودة إلى هدنة عام 1948.

كما يمتلك حزب الله الحق في المطالبة بالتعويض عن تدمير لبنان والحروب التي تعرض لها، فضلاً عن سرقة المياه والثروات، وإن لم يكن ذلك، فيمكنه أن يطالب بتعويضات عن تدمير البلدات والقرى. فماذا لو ربط حزب الله بقاء السلاح والمقاومة بإعادة الإعمار؟ طرح معادلة واضحة: إما أن تعمروا أنتم وحلفاؤكم، أو أن تمول إيران ذلك، وفي حالة الرفض، ستستمر الحرب حتى يتم تعويض لبنان وتُعاد الحياة إلى البلاد بشكل أفضل.

مستقبل المقاومة وسلاحها هو جزء لا يتجزأ من مستقبل لبنان والمنطقة. والممارسات الخاطئة من قبل بعض الجهات داخل لبنان، بالإضافة إلى الضغوط الخارجية، تقدم لحزب الله فرصة ذهبية لتعزيز موقفه في الصراع واستمرار تأثيره في المنطقة. الحزب سيستخدم هذه الفرصة لتعديل استراتيجياته وتحقيق أهدافه، سواء عن طريق الأموال الإيرانية أو عبر استمرارية المقاومة حتى تُجبر إسرائيل وحلفاؤها على دفع التعويضات، واختيار اللبنانيين الآن هو إما القبول بهذه المعادلة أو العيش في صراع مستمر.

تحليل: د. ميخائيل عوض، كاتب ومحلل سياسي لبناني.

 

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى