السعودية..وأزمة المراوحة في المنتصف.
[ad_1]
السعودية ..وأزمة المراوحة في المنتصف.
خالد سلمان
جندي بحريني رابع أُعلن عن وفاته جراء الهجوم الحوثي على مواقعهم في الحد الجنوبي ، ما يجعل السعودية أمام حرج سياسي مع الحلفاء، وفي حالة إرتباك بين الحراك الدولي لطي ملف حرب اليمن من جهة ، ومن جهة ثانية التعنت الحوثي في إبقاء الحرب ماثلة ، كحاجة داخلية تطيل من بقاء هيمنته ،وتؤجل إستحقاقات الإيفاء بالتزاماته تجاه المواطنيين الواقعين قسراً تحت سلطات ألأمر الواقع.
يلعب الحوثي على حساسية جديد السياسة السعودية، ورغبتها الملحة بمغادرة ساحات التوترات الإقليمية، والإنشغال بملفاتها الإقتصادية الداخلية ، والإقرار بإن الخروج من المستنقع اليمني قرار لا رجعة فيه، من هذه المساحة يمارس الحوثي سياسة مزدوجة ،فهو يفاوض السعودية وفي ذات الوقت يبرز عضلاته العسكرية ، ويمضي على خط التصعيد ، ولا يشعر إن السلام بالنسبة إليه حاجة ملحة ، طالما يستطيع من خلال هذا الوضع المراوح بين السلام الحرب ، تحقيق كامل مصالحه من موقع الإملاء وبلا تنازلات مقابلة، تعزز مصداقية صنعاء وجدية توجهها بإخراج اليمن من مأساة حرب مضت منها تسع سنوات ،وما زالت إن بقي الحوثي حاكماً بتواطؤ الجوار ، مفتوحة على إحتمالات التمدد لسنوات قادمة.
بعد الهجوم على مواقع القوة البحرينية، لا يبدو أن السعودية في وضع يمكنها من إستمرار إبقاء يدها للسلام ممدودة، ولا هي في وارد العودة إلى الإنخراط ثانية في مسرح العمليات المسلحة ، وفي هذا الإرتباك والمساحة المتاحة لصنعاء، يلعب الحوثي بورقة الإبتزاز للداخل اليمني تحت مسمى شبح العدوان، وإبتزاز الجوار ببيع حاجتهم لتطبيع الأوضاع ، مقابل إستكمال بنك مصالحه: من تسميته حاكماً لليمن ،وقبل ذلك تطبيع علاقاته التجارية والسياسية مع الخارج كمالك لمفاتيح التسوية ،وصياغة معادلة الشراكة المسبقة بالثروات مقابل صفر تنازلات.
أسئلة مربكة تواجه صانع السياسة السعودية :
هل يمضي بسياسة إحتواء الحوثي بترضيات مكلفة، وشراء وهم السلام ، دون أن يصل معه إلى صفقة ملزمة لتأمين الداخل السعودي أمنياً من شبح الاستهدافات المحتملة، او حتى الوعد ببدء مسار الحل التفاوضي النهائي ؟
هل ينجح التطبيع مع إيران بتحويل الحوثي إلى قوة منضبطة، لجهة عدم خرق التفاهمات بين العاصمتين طهران والرياض؟.
هل توقف السعودية سياسة ضخ المكاسب لحصالة الحوثي، وتنفض يدها عنه، وتنحاز لسياسة نشطة : تفاوض مع بقاء التلويح بالقوة ضمن حزمة الخيارات؟.
السعودية تخسر في كل الإتجاهات:
مع الحوثي بالعجز عن تقليم مخالبه العسكرية، وترويض فوضاه السياسية، ومغامرات آلته العسكرية المنفلتة.
ومع الحلفاء المحليين وهي تمارس إقصاء الشرعية ، وسياسة الإضعاف الممنهج جنوباً، بخلق الكيانات والتجمعات وتفتيت وحدة الموقف ،ومحاولة تجريف مابقي من قوة مؤهلة لصنع التوازنات، تجبر الحوثي على الرضوخ من موقع التوازن لمتطلبات التسوية.
تاريخ تسع سنوات من النزف يقطع يقيناً بأن الحوثي بحاجة للحرب ما بقي خارج الضغط والعزل ، وأن هناك علاقة شرطية بين بقاءه حاكماً، وبين حفاظه على فزاعة العدوان لقمع وترويع الداخل ، في ما السعودية لم تجنِ السلام عبر المفاوضات والتنازلات، ولا هي على إستعداد للإنخراط ثانية في سياقات الحرب.
هي أزمة المراوحة في المنتصف.