في اليمن | قرارات عبدالملك الحوثي تضع قدم إيران جنوب السعودية.. سابقة هي الأولى من نوعها في العالم | تفاصيلها
[ad_1]
#صحيفة الدستور الإخبارية
استبقت عناصر مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، إعلان التأييد لقرارات لم تُصدر عن سيدهم، فيما يُسمى بـ “التغييرات الجذرية” التي أعلن عن إجرائها عبدالملك الحوثي زعيم العصابة في خطابه بمناسبة ذكرى نكبة إنقلاب صنعاء 2014م.
وخلال الساعات القليلة الماضية أعلنت العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها وتديرها عناصر وقيادات مليشيا الحوثي، تأييدها ومباركتها لتلك القرارات التي لم تصدر بعد أو يتوقع صدورها الأربعاء القادم، الأمر الذي أثار سخرية كبيرة في أوساط اليمنيين والمحيط الإقليمي.
عدداً كبيراً من من الناشطين والسياسيين اليمنيين، توقعوا أن يشتغل زعيم مليشيا إيران باليمن عبدالملك الحوثي التقارب مع السعودية في إعلان تفرده بحكم المناطق المحتلة في صنعاء ومحيطها، وإجراء عملية إقصاء واسعة للقوى السياسية والكيانات المتواجدة في تلك المناطق، والتي ساندته في انقلابه وفرض سيطرته الميدانية خلال الفترة الماضية.
كما توقعت أن يعمل عبدالملك الحوثي، من خلال ما أعلنه من تغييرات جذرية في مناطق سيطرت عناصرها الإرهابية، على نقل التجربة الإيرانية بشقها السياسي، إلى اليمن، لتستكمل مليشيا إيران في إحتلال أجزاء كبيرة من اليمن، وتمكين الحرس الثوري الإيراني من حكمها.
ووفقًا للناشطين والسياسيين اليمنيين، فأن التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة بمناطق الحوثي ستتضمن الإعلان عن تشكيل حكومة حرب طائفية ذات مكون واحد “شيعية”، يتم خلالها دمج عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية مع بعضها، بهدف التمكن من إداراتها، وفقًا للخطط والبرامج التي رسمها الخبراء الإيرانيين الذين يديرون مناطق الحوثيين منذ سنوات.
و يتوقع أيضا أن يتم تشكيل لجان عليا لوضع مشروع تعديلات في بعض مواد القانون، بما يخدم التوجه الحوثي الطائفي المتفرد، وبما يواكب التغييرات الإقليمية التي بدأت بالتقارب مع الحوثيين، كما هو حال السعودية بالتنسيق مع إيران، الدولة المحتلة بشكل رسمي لمناطق عدة في شمال اليمن.
كما يتوقع أن تشمل أكبر عمليات تغيير السلطتين القضائية والتشريعية، بحيث يتم إعادة تشكيلها وفقًا للفكر الطائفي الحوثي وتوجهه خلال المرحلة المقبلة، والتي ستكون شبيه بما هو في إيران، فضلًا عن حل ما يُسمى ب”المجلس السياسي الأعلى”، واعلان رئيس من الحوثيين، بحيث يكون الحاكم الصوري، وعبدالملك الحوثي المرجع الرئيسي، كما هو الحال في إيران.
ويرى العديد من المراقبين للشأن اليمني، بأن قرارات عبدالملك الحوثي المرتقبة، ستكون الفصل بين الواقع الحالي، وما ستشهد مناطق سيطرة جماعته خلال الفترة المقبلة، والتي ستشكّل ضربة كبيرة لما تبقى من الحريات والنشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية، وستعمل على حكم تلك المناطق وفقًا للقانون والنهج الإيراني الشيعي المتطرف والطائفي.
ويذكر المراقبين، بأن المرحلة المقبلة في مناطق الحوثيين، ستشهد العديد من الإجراءات والاضطرابات عقب تلك القرارات، كما ستشهد مزيدًا من عمليات القمع والاضطهاد والاستعباد، وإقصاء الآخر، إلى جانب مزيد من الاعتقالات التعسفية والاختطافات وعمليات التصفية الجسدية لمن يعارض تلك القرارات الصادرة من صاحب الحق الإلهي، وراعي ولاية “آل البيت” في اليمن.
ووفقًا للمراقبين، فإن العرض العسكري الذي شَهِده ميدان السبعين “الخميس” 21 سبتمبر، كان عبارة عن رسائل عدة للداخل اليمني والمحيط الإقليمي والعالم، بأن المرحلة المقبلة في اليمن هي مرحلة إعادة تشكيل الوضع في المنطقة، ووفقًا لرؤية “ثورة الخامنئي”، والتي تعتمد تصدر ثورته من إيران إلى الدول العربية والاسلامية.
كما يعدُ العرض مُمهِدًا لما سيعلنه عبدالملك الحوثي، الاربعاء المقبل، مما سُمي بـ”التغيير الجذري”، الذي يوافق حكم الحرس الثوري للمناطق القريبة من الحدود السعودية الجنوبية، حيث شكّل العرض رسالة كبيرة للسعودية بأنها باتت محاطة بالهلال الشيعي بالكامل.
وكانت مصادر عسكرية يمنية، أكدت بأن تنظيم عرض السبعين الأخير، تولاه بجميع تفاصيله الحرس الثوري الإيراني، الذين تواجدوا بشكل كبير في الميدان، وفي منصة الاحتفال، والتي وصلت تدخلهم فيه إلى مستوى اختيار الألوان التي رُسمت على أرصفة ميداني السعبين، والعربات التي استخدمت في العرض، ولو أنها كانت معظمها عبارة عن مجسمات خاوية على عروشها، كما حمل العرض الطابع الإيراني بكل تفاصيله.
وفي توجه أخر، يتوقع العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن تشهد المرحلة المقبلة إتفاق شبيه لما حدث عقب الحرب الأهلية في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، فيما سُمي “إتفاق الطائف”، والذي قسم لبنان وفقًا للطوائف الدينية، وإعطاء الشيعية النصيب الأكبر من الدولة التي كانت توصف “بسويسرا الشرق”، أي ان اليمن مقبلة على أتون أزمات مشابهة لتلك الحاصلة اليوم في لبنان.