تاريخ مدينة حلب السورية وأهم أماكن الآثار فيها؟ #الدستور
[ad_1]
رحلة في تاريخ حلب السورية: استكشاف أهم أماكن الآثار والتراث التاريخي.
تعتبر مدينة حلب أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان، وأحدى أقدم المدن المأهولة في العالم. تشتهر حلب بتاريخها العريق وثقافتها الغنية وتنوعها الديني والعرقي. تضم حلب العديد من الآثار والمعالم التاريخية التي تعكس مراحل مختلفة من الحضارات التي مرت بها. في هذا المقال، سنتعرف على بعض من أهم هذه الآثار والمواقع الأثرية، والتي تشمل المساجد والكنائس والقلاع والأسواق والمدارس والحمامات وغيرها.
تاريخ مدينة حلب السورية
تعود أقدم آثار لاستيطان الإنسان في حلب إلى العصر الحجري القديم، حيث تم اكتشاف قرية تل مريبط القريبة من وادي الفرات بحلب وفيها اثار تعود للعام 11 الف قبل الميلاد. ¹ كما تم العثور على لوحات مسمارية تشير إلى أن حلب كانت عاصمة لمملكة يمحاض الآمورية في الألفية الثانية قبل الميلاد.
مرت حلب بعد ذلك بالعديد من الفترات الحضارية والسياسية، فحكمها الحيثيون والسريانيون والأكاديون والإغريق والرومان والفرس والعرب والأمويون والأيوبيون والمماليك والعثمانيون والفرنسيين والسوريون. كل هذه الحضارات تركت آثارها وبصماتها في مدينة حلب، وجعلتها مدينة متعددة الثقافات والتقاليد والمذاهب.
أهم أماكن الآثار في حلب
تضم حلب العديد من الأماكن الأثرية التي تمثل شهادة حية على تاريخها وثقافتها. من أهم هذه الأماكن:
قلعة مدينة حلب السورية
تعتبر قلعة حلب أحد أهم رموز المدينة وأقدم القلاع في العالم. تقع القلعة على تل صخري يرتفع عن مستوى الأرض بحوالي 50 متراً، ويحيط به خندق عميق.
تم بناء القلعة في القرن العاشر قبل الميلاد على أنقاض معبد حثي قديم، وتم تطويرها وتوسيعها على مر العصور بواسطة الحكام الذين تعاقبوا على حلب. تضم القلعة العديد من المباني والمنشآت الأثرية، مثل البوابات والأبراج والجدران والقباب والمساجد والمدارس والحمامات والقاعات والمتاحف.
المسجد الأموي
يعتبر المسجد الأموي في حلب أحد أقدم وأجمل المساجد في العالم، وأحد أهم المعالم الدينية في المدينة. تم بناء المسجد في القرن الثامن الميلادي على أنقاض كنيسة بيزنطية، وتم تجديده وتحسينه على مر العصور. يتميز المسجد بمئذنتيه الرائعتين وقبته الذهبية وصحنه الواسع ومحرابه المزخرف ومكتبته الغنية. يحتوي المسجد أيضاً على ضريح يُعتقد أنه يضم رأس النبي يحيى (عليه السلام).
سوق حلب
يعتبر سوق حلب أو السقاطية أحد أكبر وأقدم الأسواق المغطاة في العالم، وأحد أهم المراكز التجارية والاقتصادية في المدينة. يمتد السوق على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، ويضم أكثر من 4000 محل تجاري، يبيعون مختلف أنواع السلع والبضائع، مثل الحرير والقطن والذهب والفضة والتوابل والعطور والمجوهرات والكتب والأسلحة وغيرها. ينقسم السوق إلى عدة أقسام تحمل أسماء الحرف والمهن التي تزاول فيها، مثل سوق العطارين وسوق الصياغ وسوق الحدادين وسوق العتمة وسوق العبارة وسوق خان الحرير.
كنيسة الأربعين شهيداً
تعتبر كنيسة الأربعين شهيداً أحد أقدم وأهم الكنائس في حلب، وأحد رموز التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في المدينة. تم بناء الكنيسة في القرن الخامس الميلادي على أنقاض معبد روماني، وتم تجديدها وتحسينها على مر العصور. تتميز الكنيسة بواجهتها الحجرية.
مواقع أثرية أخرى في حلب
بالإضافة إلى الأماكن الأثرية المذكورة أعلاه، تضم حلب العديد من المواقع الأثرية الأخرى التي تستحق الزيارة والاهتمام، مثل:
إيمار، مدينة قديمة تعود إلى العصر البرونزي، تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، وتضم بقايا معبد إيشتار وقصر زملي ومقابر ومنحوتات.
الجبول، مدينة أثرية تعود إلى العصر الحديدي، تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتضم بقايا معبد الإلهة عطرت ومنشآت دفاعية ومنحوتات.
قلعة سمعان، قلعة أثرية تعود إلى العصر البيزنطي، تقع على بعد 60 كم شمال حلب، وتضم بقايا كنيسة القديس سمعان العمودي ومنشآت دينية وعسكرية ومدنية.
خراب شمس، موقع أثري تعود إلى العصر الروماني، تقع على بعد 50 كم جنوب حلب، وتضم بقايا معبد الإله الشمس ومسرح وحمام ومنشآت أخرى.
فافرتين، موقع أثري تعود إلى العصر البيزنطي، تقع على بعد 40 كم شمال شرق حلب، وتضم بقايا كنيسة القديس سرجيوس وباخوس ومنشآت أخرى.
نهاية المطاف
في هذا المقال، تعرفنا على تاريخ مدينة حلب السورية وأهم أماكن الآثار فيها، والتي تشمل المساجد والكنائس والقلاع والأسواق والمدارس والحمامات وغيرها. رأينا كيف تعكس هذه الآثار مراحل مختلفة من الحضارات التي مرت بها حلب، وكيف تمثل شهادة حية على تاريخها وثقافتها وتنوعها. نأمل أن يكون هذا المقال مفيداً وممتعاً لكم، وندعوكم لزيارة حلب واستكشاف آثارها بأنفسكم.