هكذا كذب الملالي الغرب.. لا بل نحن من قام بعملية طوفان الأقصى

[ad_1]

في 29 نوفمبر 2023 اعترف النظام الإيراني رسميًا بأنه من قام بعملية طوفان الأقصى، التي استهدفت قاعدة إسرائيلية، وقد جاء هذا الاعتراف في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، قالت فيه إن العملية كانت “رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني” وأضاف البيان أن العملية “أثبتت أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه المشروعة، وأن مقاومة الاحتلال ستستمر حتى تحقيق التحرير الكامل”، وقد قامت مجموعة من الفصائل الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، ودخلت خلالها المجموعة إلى قاعدة إسرائيلية وفتحت النار على الجنود الإسرائيليين، وأسفرت عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً وإصابة 20 آخرين، وجاء الاعتراف الإيراني بالعملية بمثابة صدمة للحكومة الإسرائيلية التي كانت تتهم إيران بالوقوف وراء العملية لكنها لم تقدم أي أدلة على ذلك، واعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن الاعتراف الإيراني بالعملية هو “تحدٍ مباشر لها”، وهددت باتخاذ إجراءات رداً عليه، وتأتي عملية طوفان الأقصى في إطار التصعيد المستمر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الذي أدى إلى وقوع مئات القتلى والجرحى على الجانب الإسرائيلي، وآلاف القتلى والجرحى على الجانب الفلسطيني.
تآمر النظام الإيراني والغرب على غزة
يعارض النظام الإيراني حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ من أجل الاستمرار في استغلال القضية الفلسطينية، وتشير مؤامرة النظام الإيراني والغرب إلى نظرية تفترض أن النظام الإيراني “نظام ولاية الفقيه” يعمل مع الغرب الذي يحتاج إلى أزمات في المنطقة على توفير أسباب إبادة غزة وأهلها وتمكين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والغرب من تنفيذ مخططاتهما وأبسطها تعطيل عملية قيام الدولة الفلسطينية ومزيدا من التوسع والاستيطان للاحتلال الإسرائيلي من خلال شق صفوف الفلسطينيين الذي يعرقل عملية المضي قدما في مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة نظير الدعم الذي يقدمه الغرب لنظام الملالي والتغاضي عن جرائمه داخل إيران وفي سوريا والعراق واليمن، ووفقاً لهذه النظرية فإن نظام الملالي يدعم الفصائل الفلسطينية في غزة ويوفر لها التدريب والأسلحة بهدف تصعيد العنف في المنطقة، وإجبار إسرائيل على شن حرب واسعة النطاق على غزة والدخول في أزمات جديدة فيها مخارج للملالي من أزماتهم وفيها مكاسب جديدة للغرب، ومكاسب إضافية للمحتل الإسرائيلي بأقل الخسائر.
ويعتقد أن الغرب يدعم هذه المؤامرة لأنه يريد التخلص من غزة كتهديد لأمن إسرائيل، ويثبت للعالم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة القادرة على الحفاظ على السلام في المنطقة.
فما هي الأدلة التي تدعم هذه النظرية؟
هناك بعض الأدلة التي تدعم هذه النظرية مثل:
• التصريحات الغربية وبعض الجهات الإسرائيلية التي دافعت عن تورط نظام الملالي في عملية طوفان الأقصى على الرغم من يقين الغرب وسلطات الاحتلال من تورط الملالي في العملية.
• صمت النظام الإيراني المؤقت تماشياً مع التصريحات المدافعة عنه، وترويضه وتحييده لموقف حزب الله وخذلانهم لغزة.
• الصمت الأمريكي والغربي وسلطات الاحتلال بعد اعترافات النظام بدوره في عملية طوفان الأقصى.
العواقب الكارثية المحتملة لهذه المؤامرة
• مقتل وجرح آلاف الفلسطينيين في غزة، وقتل العشرات وأسر الآلاف في الضفة الغربية.
• تدمير غزة بالكامل ونكبة جديدة تلُم بأهلها.
• تصاعد حد التوتر بين إسرائيل والعرب الذين أصبحوا بين نار أزمتين حادتين أزمة مع الاحتلال الإسرائيلي وأخرى أوسع مع نظام الملالي.
• توسع عملية الوجود العسكري الغربي بالمنطقة بموجب الأسباب التي توفرت لذلك خاصة وأن لدى الغرب رغبة استعادة وجوده ونفوذه في الشرق الأوسط بعد هيمنة الصين عليه.
موقف الدول العربية من هذه المؤامرة
ترفض الدول العربية تآمر النظام الإيراني المعهود ضد الدول العربية، وترفض أيضاً النيل من نضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والدفاع عن نفسه، بالإضافة إلى رفضها القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة، وتؤكد الدول العربية أن الفصائل الفلسطينية تمثل إرادة الشعب الفلسطيني وأنها تدافع عن حقوقه المشروعة وأن مقاومة الشعب الفلسطيني هي رد فعل لما تعرض ويتعرض له منذ ٧٥ سنة.
موقف نظام الملالي الحاكم في إيران من الحرب على غزة
كان موقف الملالي من الحرب على غزة موقفا غادرا متخاذلا، وقد سعى إلى استغلال قتل ومعاناة الشعب الفلسطيني لإيصال رسائله من جهة والابتعاد عن تبعات هذه الحرب في الوقت نفسه والنأي بنفسه عن الحرب على غزة عن طريق الخداع ونشر الأخبار الكاذبة من جهة حتى لا يتضرر من تبعات هذه الحرب، ويبقى أهالي غزة الأبرياء وخاصة النساء والأطفال يتحملون عواقب ذلك ويدفعون الثمن، ومن جهة أخرى يبذل قصارى جهده لاستغلال مكاسب هذه الحرب لنفسه كعادته خاصة وأنه بحاجة إلى طوفان من التطبيل والتهليل للتغطية على عار خذلانه لغزة وتآمره مع الغرب والإحتيال عليه بطرق ملتوية في الوقت ذاته خاصة بعد تصريحات الغرب المدافعة عن الملالي والتي لا يمكن التراجع عنها.
والجدير بالذكر أن هدف نظام الملالي من هذه الحرب هو التغطية على أزماته الداخلية المستعصية التي أدت إلى انتفاضة عام 2022، ومن ناحية أخرى توسيع هيمنته وسلطته على المنطقة من أجل الحفاظ على حكمه في طهران.
إن نظرة تحليلية بسيطة إلى مواقف مسؤولي النظام تُظِهر بوضوح دور الملالي في هذه الحرب وخططهم الإجرامية للزحف والتمدد في المنطقة، وبطبيعة الحال جزء من هذه الدعاية والشعارات يُستخدم اليوم كمادة ارفع الروح المعنوية لقوات الحرس التي فقدت معنوياتها خلال انتفاضة 2022 في إيران وعانت من انهيار شديد، لكنها تُظهِر في الوقت نفسه خطط الملالي الحاكمين في إيران للترويج للحروب وبأساليب منزوعة القيم ولا علاقة لها بأي دين، ففي كلمة أمام عدد من عناصر النظام في 21 نوفمبر أشار اللواء سلامي قائد قوات الحرس إلى مخططات النظام الإجرامية والغبية للسيطرة على المنطقة وقال: “… من غزة فلسطين إلى الضفة الغربية وإلى لبنان وإلى سوريا وإلى العراق وإلى اليمن وإلى أفغانستان وإيران، في كل مكان ترى نمطاً وفكراً وفكرة وقضية واحدة، هذه الوحدة هي واحدة من أهم الإنجازات الأساسية التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة… يمكنكم أن ترون بصمات البسيج (قوات مليشيات التعبئة التابعة للحرس) في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي شامات للدفاع عن ناموس المسلمين… اليوم النقطة المحورية للتطورات السياسية في هذه المنطقة هي النظام الإيراني… ولهذه التعبئة نطاق ومساحة عالمية… البسيج في الميدان يغير المعادلات السياسية، ويغير أحياناً الخريطة السياسية في العالم… ليس هناك نقطة توقف لهذا التفكير…” (قناة شبكة أخبار النظام –21 نوفمبر).
وفي سياق متصل ومخادع يكذب تصريحات مسؤولين آخرين قال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في لقاء أسبوعي مع الصحفيين: إن جماعات المقاومة في المنطقة لا تعمل تحت إمرة إيران لتتلقي الأوامر من إيران، كما أن إيران ليس لديها مجموعات وكيلة في المنطقة لإعطاء الأوامر لهم.” وكالة أنباء فارس التابعة للحرس– 20 نوفمبر).
لكن بعد احتجاز سفينة رهينة جنوب البحر الأحمر من قبل قوات الحوثيين التابعة للنظام الإيراني قال وزير خارجية النظام الإيراني عبداللهيان: “لا تزال فصائل المقاومة تتمتع بقدرات كامنة”. (رويترز – 20 نوفمبر).
وقال الملا أعرافي ممثل خامنئي في محافظة يزد الإيرانية بلغة تناقض ذاتها ومثيرة للسخرية : “السؤال الثاني هو أن إيران هي المحرض والعامل الرئيسي في إشعال نار الحرب في فلسطين والمنطقة.. إيران تعمل وفق القوانين الدولية وحقوق الإنسان وفي إطار قواعد صارمة وصحيحة متطابقة مع المعاهدات والاتفاقيات، على التحفيز لمواجهة الظلم، ولا نخشى من ذلك”. (قناة يزد– 18 نوفمبر).
وكتبت صحيفة “رسالت” التابعة لعصابة خامنئي في 16 نوفمبر: “على الرغم من كل جرائم الكيان الصهيوني وآلاف الشهداء الفلسطينيين، هل كان الأمر يستحق ذلك؟” نعم يستحق ذلك مائة بالمائة…من خلال وضع نفسها في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تأمل إيران أن تكون قادرة على كسب موقع القيادة العالمية والتفوق الأخلاقي، وبالنسبة لطهران تأتي حرب إسرائيل في غزة في لحظة مناسبة… وإلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي ذي مصداقية، ستلعب إيران دورا فريدا في القضية الفلسطينية”.
وفي 15 نوفمبر كتبت صحيفة “سياست روز” التابعة لعصابة خامنئي: “إيران الإسلامية تتولى ريادة حركة المقاومة، ورغم أن فصائل المقاومة تتصرف بشكل مستقل في التعامل مع الكيان الصهيوني واتخاذ القرار بالقتال ضدها لكنها منسجمة مع سياسات إيران، وإيران تدعم أفعالهم أيضا…”، ويبدو أن ما أوردته هذه الصحيفة وتصريحات أخرى كان صفعة على فم ناصر كنعاني والغرب الذين ينكرون تورط النظام الإيراني في طوفان الأقصى.
وكتبت صحيفة تابعة للنظام تُدعى “اعتماد” في 15 نوفمبر: “تمكنت إيران باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة من التصرف بطريقة جعلت دور إيران كلاعب جديد في التطورات الإقليمية مقبولاً من قبل الحكومات الكبرى”.
تغريدة وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في 22 نوفمبر: “اليوم في بيروت خلال اجتماع مع مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني أُطلعت على آخر التطورات في غزة والضفة الغربية والمزيد من التفاصيل حول وقف إطلاق النار الإنساني والسيناريوهات المستقبلية. ”
قال حسن نوروزي نائب رئيس اللجنة القانونية والقضائية في برلمان النظام: “جبهة جديدة ستٌفتح حتماً ضد إسرائيل، وسيتم ذلك قريباً وهو أمر مؤكد، لكن لا أستطيع أن أخوض في التفاصيل”. (موقع “رويداد 24” – 22 نوفمبر).
اعترافات سلطات النظام الحاكم في إيران حول دورها في إشعال الحروب واستغلال الحرب في غزة
قال عزت الله ضرغامي وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية:
“ذهبت إلى المنطقة بصفتي الشخص المسؤول عن إنتاج الصواريخ سواء لحزب الله أو للفلسطينيين، وهذه هي نفس الأنفاق التي يقاتلون فيها اليوم والتي كنت قد قضيت بداخلها بعض الوقت … كان ذلك قبل 6-7 سنوات في الأنفاق حيث كنت أذهب لأعطيهم دورة تدريبية حول كيفية استخدام الصواريخ، لقد كانت واحدة من أنجح الدورات” (تلفزيون “أفق” الحكومي – 24 نوفمبر)، ومن يأتي بالصواريخ على الفكر والمعرفة والثقافة لا نعلم فتلك هي سلطةالملالي.
قال العميد محمد تقي أصانلو أحد قادة الحرس: قناة إشراق للنظام 24 نوفمبر:
“اليوم خنادقنا تبعد ألفي كيلومتر عن حدودنا، وهم يقاتلون في اليمن، وقد أخذ المحاربون الأفغان والباكستانيون والعراقيون والسوريون جميعهم يقاتلون في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين، وهذه الحرب التي بدأناها لا تنتهي.. حربنا ستستمر وستتطور”.
قال المعمم دري نجف آبادي، ممثل خامنئي في محافظة مركزي ووزير مخابرات سابق في النظام: “هل نحن وحدنا؟ غزة ولبنان، واليمن وسوريا، والعراق وأفغانستان، والمحيط الهندي وبحر عمان تشكل العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية” (شبكة “آفتاب” التابعة لنظام الملالي – 25 نوفمبر).
قال العميد رضا طلايي نيك، نائب وزير دفاع النظام والمتحدث باسم وزارة الدفاع – تلفزيون النظام – 25 نوفمبر:
“لقد قدم الحاج قاسم سليماني هذا الانموذج من الثقافة التعبوية والدفاع البسيجي للعراق وسوريا والدول الأخرى ولبنان وفلسطين”.
قال العميد قاسم قريشي، نائب قائد منظمة البسيج التابعة للحرس في كلمة أمام قوات البسيج: “حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة واليمنيون والرجال السوريون الأحرار يسترشدون بأفكاركم وتدريباتكم وتعاليمكم، وتوجيهات القائد (علي خامنئي) تمنحهم التوجيه والإرشاد”. (تلفزيون قم الحكومي – 24 نوفمبر).
قال إبراهيم رئيسي رئيس النظام 24 نوفمبر – قناة الخبر الفضائية:
“… برأيي لقد أُغلقت قضية التطبيع تماما، وكثير من مثل هذه القضايا، وتغيرت الأوضاع والأحوال تماما، وانقلبت معادلات كثيرة، برأيي أن طوفان الأقصى… ستغير معادلات الدول الإسلامية و دول المنطقة والعالم”.
قال ممثل حماس في لبنان: “يرجع الفضل في الانتصار الأخير إلى داعمي محور المقاومة وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.(صحيفة “اعتماد” التابعة لنظام الملالي – 23 نوفمبر).
وبعد زيارة لبنان وقطر، قال وزير خارجية النظام الإيراني عبداللهيان: “في لقائي مع قادة الفصائل تبين لي أنه إذا استمرت الحرب، فسيتم تنفيذ سيناريو أكثر صعوبة وتعقيدا” (وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس ، 23 نوفمبر).
وتتوالى السيناريوهات بين الملالي والغرب.. يناوران يخادعان، وأحدهما يكذب الآخر في العلن لكن ما خفي أعظم.
تلك هي تصريحات الملالي ومخططاتهم.. وعليه فإن الشرق الأوسط بحاجة إلى صحوة.. صحوة تؤخذ بعين الاعتبار كلفة ما جرى وما يجري وأن نتيجة بقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران ستكون كارثية على المنطقة.. ولا خلاص للمنطقة دون تغيير في إيران .
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى