قضية الوسط والمظلومية التأريخية
[ad_1]
محمد عبدالله القادري
لو بحثت في كل كتب التأريخ عن أكبر مظلومية ستجدها قضية الوسط في اليمن الذي يضم إب تعز البيضاء الحديدة ريمة مأرب الجوف ، وعمر مظلومية قضيتهم منذ الف ومائتين سنة أي منذ بداية عهد الأئمة وأولهم الهادي الرسي ، والحوثي اليوم يعتبر امتداد لذلك الظلم ، والمشكلة الأخرى تكمن في عدم التفاف أبناء هذه المناطق حول انفسهم وتوحدهم حول قضيتهم كون ذلك سبيل وحيد لإنصافهم والقضاء على مصدر ظلمهم والسيطرة عليه.
نحن مع وحدة القوى السياسية ضد الحوثي ، ولكن أن يكون ذلك في صنعاء ومحيطها ، أما في مناطق الوسط فلا حاجة لتلك القوى ويجب توحدهم عبر قضية مظلوميتهم من خلال تكتل واحد يضم الإلتفاف حوله سياسياً وعسكرياً وجماهيرياً.
ألا ترون أننا كمناهضين للحوثي في الشمال بدأنا نستفيد من القضية الجنوبية فيما يخص محاربة الحوثي ورفضهم أن يحصل على عوائد من ثروات الجنوب ، نحن في الوسط لو قمنا بتفعيل قضية مظلوميتنا من قبل لما كان اتفاق السويد ولما ظل الحوثي ينهب الثروات في الوسط وعلى رأسها ميناء الحديدة.
وما نحتاجه اليوم هو أن تكون هذه القضية قضية واحدة شاملة كل مناطق الوسط دون تجزأتها ، وعبرها سنقضي على الصراع أو الخلاف والتباينات في المناطق المحررة في بعض مناطق الوسط ، ويتم الاتجاه لتحرير كل الوسط وثم مساندة تحرير صنعاء وما حولها حتى صعدة.
نحن في الوسط لا نريد التوحد حول قضية مظلوميتنا بشكل يؤدي لأن نكون دولة منفصلة عن صنعاء كما يروج البعض الذين هم في الأساس يحاربون قضية مظلوميتنا ولا يخدمونها ، ولكن من أجل أن نصد الظلم القائم حالياً ونحصن أنفسنا من تعرضنا. للظلم مستقبلاً ، ونضمن العدالة وأحقيتنا بالتداول في التربع على عرش حكم صنعاء مثلما هو واجب علينا مساندة تحريرها.
أعتقد ربما أنه يجب علينا تشكيل تكتل خاص بكل محافظة في الوسط شريطة أن يكون مستقلاً وخالياً من السيطرة الحزبية ، كون هذه التكتلات تحتاجها المناطق المحتلة من قبل إيران كمسار لتوحيد أبناءها ضد الحوثي ، ثم تتبلور هذه التكتلات لتشكل مكون واحد في الوسط يمثل قضية مظلوميته سياًسياً وتفاوضياً ويحمل رؤية ذات تشخيص حقيقي وحلول جذرية.
صحيفة الدستور الإخبارية