لعبة المصالح الدولية .. هل تملي أجندات خارجية على سوريا الجديدة؟

سوريا/الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

 

بعد أيام قليلة من سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا، بدأت هذه الجماعات اتخاذ إجراءات عملية تجاه المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت الجماعات الحاكمة في سوريا، يوم الجمعة الماضي، حظر أنشطة فصائل المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي السورية. هذه الخطوة قد تكون بمثابة رسالة تطمين موجهة إلى الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تؤكد أن سوريا، تحت حكم “جبهة النصرة”، لن تقتصر على عدم تبني أي مواقف عدائية تجاه إسرائيل، بل ستذهب إلى حد حظر أي أنشطة معادية للإسرائيليين في البلاد.

ويرى الكثير من المراقبين أن “هيئة تحرير الشام”، التي باتت الحاكم الفعلي في سوريا، تتبنى سياسات متناقضة تماماً مع سياسات نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد تجاه “إسرائيل”. هذه السياسات تبدو وكأنها امتداد لمواقف تركيا أردوغان، التي تنتقد إسرائيل إعلامياً بسبب مجازر غزة، لكنها لا تتخذ أي خطوات عملية تترجم هذه التصريحات إلى أفعال.

من جهة أخرى، يعتقد العديد من المحللين أن الجماعات المسلحة الدينية التي استولت على الحكم في سوريا تتناقض وجدانيًا مع العقيدة الدينية التي تدعي تمثيلها. فقد أعلن قائد الجماعات المسلحة في سوريا، أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، في مقابلتين مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية، وقناة الجزيرة، أنه “ليس بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل”. ورغم ما قامت به إسرائيل من احتلال مزيد من الأراضي السورية على مدى العقود الماضية، إضافة إلى تدمير العديد من المنشآت العسكرية والحيوية في سوريا، يبدو أن الجولاني يتجنب اتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل.

تصريحات الجولاني تثير تساؤلات حول موقفه من قضايا الأراضي السورية والمقدرات الوطنية. وهو يظهر وكأنه يتنازل عن أحد المبادئ الأساسية في العقيدة الإسلامية، والمتمثل في قتال العدو الذي يحتل الأرض ويهاجم البلاد. ورغم تأكيده في مقابلته مع الجزيرة بأن “الاعتداءات الإسرائيلية ستؤدي إلى إشعال الصراع في المنطقة”، إلا أنه بدا مترددًا في إبداء أي دعم مباشر للموقف السوري ضد إسرائيل، وكأن هذا الصراع لا يشمله.

وبالرغم من تصاعد التوترات في سوريا بعد سيطرة الجماعات المسلحة، لا يبدو أن هناك تغييرًا جوهريًا في الأفق. يعتقد العديد من الخبراء أن الأوضاع المستقبلية في سوريا ستكون محكومة بمزيد من الاقتتال الداخلي العنيف، دون أن تتأثر أي من تلك الصراعات بالصراع مع “إسرائيل”.

 

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى