الذكرى الـ57 للاستقلال: استمرار النضال لاستعادة الوطن
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:
بقلم : رابعة السقاف
في مثل هذا اليوم من عام 1967، وقف أبناء الجنوب العربي شامخين، أحرارًا، أسيادًا على أرضهم، يكتبون بدمائهم الطاهرة ملحمة الاستقلال الأول، الذي أزاح عن كاهلهم نير الاستعمار الأجنبي، وأعاد لهم سيادتهم المسلوبة وكرامتهم المهدورة. كانت تلك اللحظة التاريخية تجسيدًا لمعنى الحرية، ورسالة خالدة بأن الشعوب الحية لا تموت، ولا تخضع مهما حاولت قوى الطغيان والإجرام كسر إرادتها.
واليوم، ونحن نحيي الذكرى الـ57 للاستقلال، نستذكر بفخر واعتزاز تلك التضحيات الجسام التي قدمها آباؤنا وأجدادنا. لكن في الوقت ذاته، نقف في وجه واقع جديد، واقع يتطلب منا جميعًا أن نواصل النضال لتحقيق استقلالنا الثاني واستعادة دولتنا الجنوبية الحرة ذات السيادة، التي حاول الطامعون تدميرها وسلب هويتها تحت شعارات زائفة ووحدة مهترئة لم تجلب إلا الحروب والدمار.
النضال مستمر حتى النصر
إن الاستقلال الأول لم يكن سوى البداية، والجنوب اليوم يقف أمام تحدٍ تاريخي لإتمام ما بدأه الأحرار قبل 57 عامًا. لقد حاول الأعداء بكل الوسائل الممكنة، من مؤامرات دولية إلى تحالفات محلية مشبوهة، أن يطفئوا شعلة الحرية في قلوب أبناء الجنوب، لكنهم فشلوا وسيظلون عاجزين عن تحقيق مآربهم. إن إرادة شعب الجنوب أقوى من كل المؤامرات، وعزيمتنا راسخة كجبال ردفان الشامخة، لن تنكسر أمام التحديات، ولن تهتز أمام التهديدات.
اليوم، نستمد قوتنا من ذاكرتنا النضالية ومن شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى الجنوب حرًا وأبيًا. نستمد إصرارنا من صمودنا أمام حملات التشويه والإقصاء، ومن وحدتنا كشعب يرفض الذل والخنوع، ويفرض وجوده في الميدان كقوة لا يمكن تجاهلها.
الاستقلال الثاني: حقٌ لا رجعة عنه
إن نضالنا ليس خيارًا، بل واجبًا مقدسًا. استقلالنا الثاني ليس مطلبًا قابلًا للتفاوض، بل حق لا مساومة فيه. نحن أصحاب الأرض، ونحن من يقرر مصيرها، ولن نسمح لأي كان أن يفرض علينا واقعًا لا يمثل إرادتنا. الجنوب العربي كان وسيظل دولة مستقلة، بشعبها الأبي، وثرواتها التي حاولت قوى الاحتلال نهبها.
رسالتنا اليوم واضحة وصريحة: نحن مستمرون في النضال حتى تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة دولتنا الجنوبية الحرة ذات السيادة، شاء من شاء وأبى من أبى. لن نتراجع، ولن نهادن، ولن نتنازل عن حقوقنا المشروعة التي دفعنا وما زلنا ندفع ثمنها من دمائنا وأرواحنا.
دور المرأة في النضال الوطني
وفي خضم هذا النضال العظيم، كانت المرأة الجنوبية وستظل شريكًا رئيسيًا في معركة التحرير. هي الأم التي تربي الأجيال على حب الوطن، وهي المناضلة التي تقف جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل في الميدان، وهي القائدة التي ترسم ملامح المستقبل المشرق. نؤمن بأن المرأة الجنوبية قادرة على صنع التغيير، وإعادة بناء الوطن الذي نحلم به جميعًا.
ختامًا
في الذكرى الـ57 للاستقلال الأول، نجدد العهد لدماء الشهداء ولآمال الأجيال القادمة بأننا لن نتوقف حتى نرفع راية الجنوب عاليًا على كل شبر من أرضنا. الجنوب قادم، ودولته المستقلة تلوح في الأفق، وستكون مثالًا للسلام والاستقرار في المنطقة.
لن يُكسر شعب اختار الحرية، ولن يُهزم وطن أضاء التاريخ ببطولات أبنائه. الجنوب حُر، وسيظل حُرًا.