إغلاق فنادق تاريخية في العاصمة الجزائر يثير التساؤلات

الجزائر/الدستور الاخبارية/متابعات

 

أُغلقت خلال السنوات الأخيرة العديد من الفنادق في العاصمة الجزائر، وإلى جانب الآثار الاقتصادية، فإنها خلفت آثارا اجتماعية، لأنها بنايات شكلت لعقود هوية المدينة، لما كان لها من هندسة معمارية متميزة وكذا لمعايشتها محطات تاريخية هامة.

“السفير”، “إنجلترا”، “البير الأول”، “المفاوضين” ، “لا خديجة” وفنادق أُخرى أغلقت إما بسبب إخضاع البناية لأشغال الترميم، أو لأسباب أمنية أو بسبب انعدام المداخيل التي تضمن بقاءها المادي.

“تميز واجهة وسط المدينة”
وخلال جولة قادت “العربية.نت” إلى عدد من الشوارع الكبرى للعاصمة الجزائر، وقفنا على حالة بعض الفنادق التي كانت إلى وقت قصير تميز واجهة وسط المدينة، على غرار فندق البير الأول، الذي يقع في نهج باستور، والذي يُطل على خليج الجزائر، ويواجه القادمين من محطة “تافوراه” الأكبر في الجزائر.

كانت شرفاته الزرقاء المرصعة بزخرفة صفراء ذهبية، معلما يدل زائري المدينة على شوارع المدينة، فعلى اليمين تتجه نحو شارع العربي بن مهيدي، وعلى اليسار تكون الوجهة متعددة نحو نفق الجامعة المركزية الذي ينتهي بساحة موريس اودان، أو صعودا نحو شارع الدكتور سعدان.

منذ سنوات قليلة أغلقت أبوابه ليصبح مثل فنادق أُخرى بناية مهجورة، يقف عندها سكان المدينة القدامى للتحسر على أضوائه التي كانت تشعل سماء المدينة ليلا، أما حديثو العهد بالعاصمة فصاروا يمرون منه كما لو كان واحدا من العمارة بدون عنوان.

ومن بين الفنادق الشَهيرة في الجزائر أيضا فندق “السفير”، الآخر الذي يُعتبر مفترق طرقٍ بين بلديتي الجزائر الوسطى والقصبة السفلى، حيث يقع في شارع عسلة حسين، ويتجه المارون منه إلى شارع عبان رمضان أو زيغوت يوسف.

وكان الفندق من أربع نجوم، كان واحدا من بين أحسن القبلات للسياح القادمين إلى العاصمة الجزائر، قبل أن يغلق سنة 2016 ليَخضع لأشغال ترميم.

كما يعتبر فندق “لو نيغوسيون” من بين الفنادق التاريخية في العاصمة الجزائر، أُغلق بدوره سنة 2018 لترميمه، حيث يُشرف على عملية الترميم المهندس مجيد توهامي.

“تاريخ من الاجتماعات السرية”
وكان الفندق التاريخي يحتضن الاجتماعات السرية لقادة الثورة التحريرية الجزائرية، رغم موقعه في قلب شارع يسكنه الفرنسيون والمستوطنون.

ومن جهته، قال المهندس والمختص في العقار، نبيل شيحي، إن “أغلقت فنادق في العاصمة الجزائر لأسباب مختلفة، ولكن بالمقابل بنيت أخرى خاصة في شارع كريم بلقاسم والعربي بن مهيدي وديدوش مراد”، ما جعله يؤكد أن “المشكل ليس في العدد ولكن في رمزية تلك الفنادق والتي كانت جزءا من هوية العاصمة”.

وأضاف المتحدث: “هناك العديد من الفنادق والمراقد في العاصمة، لكن يبقى أن السائح سواء الجزائر أو الأجنبي، لا يبحث عن سرير فقط، ولكن يبحث عن فنادق لها هوية وتعبر عن حضارة وتاريخ”.

وعن وتيرة ترميم الفنادق قال: “صحيح أن الوتيرة بعض الشيء، لكن هذا يفسره محاولة المحافظة على الهندسة أولا، كما أن الترميم أحيانا أصعب من الإنجاز”.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى