محللون: الضربة الإسرائيلية على اليمن سيستغلها الحوثيون
تحليل / الدستور الإخبارية / خاص :
قال محللون: إن الهجوم الإسرائيلي الأول على الحوثيين في اليمن، التي جاءت بعد تحدي وتهديد لأشهر، وخاصة ضربات شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، من شأنه أن يشجع المتمردين الحوثيون والميليشيات التابعة لإيران على الدخول في تلك الحرب واستغلالها لصالحهم وتنفيذ عمليات أخرى.
وقامت طائرات إسرائيلية حربية بتوجيه ضربة إلى ميناء الحديدة، المطل على البحر الأحمر، والذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 90 شخصًا، عدا عن الأضرار المادية التي لحقت بالميناء اليمني، فيما أعلنت ميليشيا الحوثي تنفيذ عمليتين عسكريتين، استهدفتا ما وصفتهما بأنهما “أهدافاً مهمة”، إحداهما في مدينة “إيلات” جنوب إسرائيل.
وقال ماجد المذحجي، المؤسس المشارك لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية: إن الضربة التي نفذت يوم السبت على مدينة الحديدة الساحلية، والتي يقول المتمردون إنها أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتسببت في حريق هائل، ستوفر للحوثيين “رأس مال سياسي”، بحسب حديثه لجريدة “جنوب الصين الصباحية”.
وأضاف: “إنهم يضفي الشرعية على ادعاءات الحوثيين بأنهم يشنون حرباً مع إسرائيل”، الأمر الذي قد يزيد من جاذبية المتمردين وسط الغضب المتزايد في اليمن بشأن حرب غزة.
وأوضح أنها تضفي الشرعية على ادعاءات الحوثيين بأنهم يشنون حربا مع إسرائيل، الأمر الذي قد يزيد من جاذبية المتمردين وسط الغضب المتزايد في اليمن بشأن حرب غزة.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في أكتوبر، وضع الحوثيون أنفسهم كعضو رئيسي في شبكة حلفاء طهران الإقليمية، والتي تشمل الجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق.
وقد شنوا ما يقرب من 90 هجومًا على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر، وفي يوم الجمعة، اخترق هجوم بطائرة بدون طيار تابعة للحوثيين الدفاعات الجوية الإسرائيلية المعقدة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد في تل أبيب؛ مما أدى إلى شن إسرائيل غارة على الحديدة.
وبعد ساعات من هجوم الحديدة، خرج مئات اليمنيين إلى شوارع العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، وهم يهتفون – “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” – وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية.
وقالت أفراح ناصر، الزميلة غير المقيمة في المركز العربي بواشنطن العاصمة، إنه بالنسبة للمتمردين، تعتبر هذه الهجمات بمثابة أداة دعائية قوية، حيث يمكنهم حشد مؤيديهم من خلال تصوير أنفسهم كمدافعين ضد معتدٍ خارجي جديد، وهذا يمكن أن يجذب مجندين جدد ويعزز قاعدتهم.
وقد صمد المتمردون منذ يناير منذ هجمات أمريكية وبريطانية متكررة، بهدف ردع هجمات الحوثيين على السفن.
وفشلت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عشر سنوات في إضعاف المتمردين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد، بما في ذلك جزء كبير من ساحل البحر الأحمر.
وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في الشؤون اليمنية بجامعة كامبريدج: “إن العقد الماضي من الحرب الأهلية الدولية في اليمن يظهر أن قيادة الحوثيين لا تردع الضربات العسكرية”.
وتابعت: “سيزداد جرأة الحوثيين بسبب سمعتهم السيئة المتزايدة وسيستمتعون بوضعهم الهندسي كمدافعين عن فلسطين”.
وظل ميناء الحديدة، وهو نقطة دخول حيوية لواردات الوقود والمساعدات الدولية للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في اليمن، بمنأى إلى حد كبير خلال الحرب.
وقال أندرياس كريج، المحلل العسكري والمحاضر البارز في الدراسات الأمنية في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إن الضربة الإسرائيلية “لن تؤدي إلى تآكل سلسلة توريد الحوثيين للأسلحة بشكل كبير”.
وقال: “يمكن تسليم أجزاء مكونات الصواريخ عبر طرق مختلفة ولا تتطلب منشآت موانئ ضخمة”، مضيفًا أن “إيران لديها سلاسل توريد متنوعة للغاية وستجد طرقًا مختلفة” لتوصيل مكونات الأسلحة التي يمكن تجميعها محليًا.
ومع ذلك، لن يخرج الحوثيون سالمين من الهجوم الإسرائيلي، الذي قد يعيق واردات الوقود المستقبلية وأثار بالفعل مخاوف من نقص الوقود وسط أزمة مالية حادة.
وقال محمد الباشا، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي ومقرها الولايات المتحدة: إن الضربة، التي دمرت صهاريج التخزين، “ستؤدي إلى نقص حاد في الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن؛ مما يؤثر على الخدمات الحيوية مثل مولدات الديزل للمستشفيات”.
وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، فإن الأضرار التي لحقت بمحطة الكهرباء في الحديدة، إلى جانب حرارة الصيف الحارقة، ستؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين بشكل كبير”، مضيفاً أن إعادة الإعمار “ستكون مكلفة وصعبة على حد سواء”.
كما قال نيكولاس برومفيلد، الخبير في الشؤون اليمنية: إن الهجوم “سيكون له آثار إنسانية وخيمة على ملايين اليمنيين العاديين الذين يعيشون في اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون”، مشيرًا إلى أنه على وسائل التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى ارتفاع “أسعار ليس فقط الوقود ولكن أي شيء تنقله الشاحنات”.