المناضل أديب العيسي: بين التهميش والأقصاء والاتهامات الجديدة
كتب / محمد جلال
أديب العيسي، إسم لامع في تاريخ النضال الجنوبي، يحظى بسجل حافل بالإنجازات والتضحيات من أجل الوطن والشعب. لسنوات طويلة، وقف كرمز للمقاومة والدفاع عن حقوق الجنوبيين، مقدمًا في سبيل ذلك العديد من التضحيات. من هذه التضحيات، محاولات اغتيال تعرض لها مرارًا وتكرارًا، إذ أصبح حياته سلسلة من التهديدات بسبب موقفه الثابت من قضايا الجنوب.
في إحدى أكثر الفصول إثارة للأسى في حياته، سجنه على يد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فقد أظهر إلى أي مدى يمكن أن يذهب صالح لإسكات الأصوات المعارضة، خصوصًا تلك التي دافعت بلا هوادة عن حقوق الجنوبيين. رغم هذه المحن، ظل العيسي صامدًا ومتفانيًا في نضاله، ما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الجنوب الحديث.
اليوم، بعد كل هذه التضحيات والإنجازات التي حققها من أجل الوطن والشعب، يواجه أديب العيسي اتهامات جديدة تسعى إلى تشويه سمعته ومحو إنجازاته. هذه الاتهامات لا تمثل إلا تكملة لسلسلة التهميش والإقصاء التي يعاني منها العيسي منذُ سنوات عديدة، لكن بصورة أكثر قسوة وظلمًا.
مقارنة بين التهميش والإقصاء الذي يواجهه العيسي، والاتهامات الحالية تُظهر استمرارية لعدم العدالة والاعتراف بتضحياته. تدل هذه المعاملة على أن الجهود التي بذلها من أجل الوطن والشعب ربما تُنسى أو تُهمش عمدًا من قبل أولئك الذين يختلفون معه سياسيًا.
تحليل قسوة المعاملة التي يتعرض لها العيسي والمسببات المحتملة لهذه القسوة يشير إلى أن الخصومات السياسية والصراعات الداخلية ضمن الحركات السياسية الجنوبية قد تلعب دورًا جوهريًا في تأجيج هذا الوضع. السعي إلى إسكات صوته وتشويه إرثه يُعد موقفًا لا يتسق مع المبادئ التي قضى حياته يكافح من أجلها.