خارطة الطريق : فخ آخر للشرعية اليمنية
[ad_1]
د. نادين الماوري *
في ظل تعقيدات الأزمة اليمنية المستمرة، ظهرت خارطة الطريق السعودية/الحوثية كإحدى المبادرات الرامية إلى إنهاء النزاع. ومع ذلك، يجب علينا أن نتساءل: هل هذه الخارطة في مصلحة الشرعية اليمنية؟ أم أنها فخ آخر يهدد وجودها ومستقبل اليمن؟
توقيع خارطة الطريق
بمجرد التوقيع على خارطة الطريق، قد نشهد مشهداً مشابهاً لما حدث في ستوكهولم عام 2018، حيث تبادلت الابتسامات الباهتة بين ممثلي الحكومة الشرعية والحوثيين. هذه المرة، سيكون التوقيع في الرياض، والموقعون من أعلى مراتب الشرعية والحركة الحوثية. ولكن ماذا بعد التوقيع؟
مصير الشرعية
التاريخ يعلمنا أن من يوقع على مثل هذه الاتفاقيات باسم الشرعية، غالباً ما يختفي من الساحة السياسية كما حدث مع وزير خارجية هادي السابق. وقد يصبح مصير هؤلاء الموقعين مصير “بن حبتور” الذي استسلم للواقع ورضخ لسيطرة الحوثيين في صنعاء.
تأثيرات على العلاقات الإقليمية
ستتغير ديناميكيات العلاقات اليمنية السعودية بشكل جذري. السعودية ستنهي أدوارها التقليدية مع مشائخ قبائل الشمال، مما سيسمح للحوثيين باحتكار التعامل مع المملكة. كما أن دور الإمارات في اليمن سيشهد تراجعاً حاداً، مما يهدد نفوذها في الجزر والموانئ اليمنية.
تهديد للأحزاب اليمنية
الحوثيون سيعملون على تهميش وإقصاء الأحزاب السياسية والمنظمات في اليمن، إما بتحويلها إلى أدوات تابعة لهم أو بمنعها تماماً. هذا سيساهم في القضاء على التعددية السياسية ويزيد من سيطرة الحوثيين.
التبعات الاقتصادية
سيستولي تجار صعدة والمجاهدون الحوثيون على كافة أنواع التجارة والإستيراد والتصدير، مع تفضيل استيراد البضائع من إيران. هذا سيؤدي إلى احتكار الاقتصاد اليمني من قبل فئة واحدة، مما يضر بالمصالح الاقتصادية الوطنية.
النفوذ الإيراني
تواجد إيران في اليمن سيزداد بشكل ملحوظ، سواء من خلال دعم الحوثيين عسكرياً أو من خلال تعزيز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة. هذا سيشكل تهديداً مباشراً لأمن السعودية وسيزيد من التوترات الإقليمية.
السيناريو العسكري
ستتعاظم القوة العسكرية للحوثيين مع تدفق الخبراء الإيرانيين والصناعة العسكرية المشتركة. هذا سيجعل الحوثيين قوة عسكرية إقليمية يصعب مواجهتها.
ما يجب على الشرعية فعله
القيادة الشرعية اليمنية يجب ألا توقع على خارطة الطريق تحت أي ظرف كان، إلا إذا أرادت أن تسكب العسل على “بنت الصحن” في شوارع صنعاء وتدفع باليمن إلى طريق اللاعودة. وعلى السعودية إعادة النظر في هذه المبادرة لتجنب الدخول في طريق محفوف بالمخاطر والتحديات التي لا تحمد عقباها.
خارطة الطريق الحالية قد تبدو وكأنها خطوة نحو السلام، لكنها في الحقيقة تحمل في طياتها تهديدات جسيمة للشرعية اليمنية واستقرار المنطقة بأكملها.
7/ يوليو / 2024
* اكاديمية ودبلوماسية سابقا