أوضاع اساتذة الجامعات في خطر.. من عميد لكلية الى حظيرة الأغنام

[ad_1]
57032caa a92e 4861 b0da 4499f84725d7

صحيفة الدستور الإخبارية اندبندنت:

‏بلغت أوضاع اليمن حداً لم تعد سنوات العمر التي قضاها الأستاذ الجامعي بين طلابه وأروقة كلياته كافية لحمايته من صنوف الدهر وتقلبات الزمن الصعب ليجد نفسه مكشوف الظهر لجلدات واقع لطالما بحث في تعرية تقلباته ومزاج صناعة قبل أن يقع ضحيته. ومثلما بات يعيش منسياً إلى الحد الذي لم يعد يجد فيه قوت يومه، يكتشف أنه وحيد كالسيف المضنى دون سؤال من سلطات متعاقبة غارقة في الصراع السياسي بفعل لسان حال الحرب التي أنتجت معادلة فادحة، أحالت المكانة والسطوة لحملة السلاح والحضور القبلي، وأفرغت العلماء والأساتذة الأكاديميين من مكانتهم العلمية والاجتماعية

من المحاضرة إلى الحظيرة

‏من هنا يمكن فهم أحد تجليات الأزمة الموغلة التي بلغها اليمن على نحو غير مسبوق، وهي حال تكشف بجلاء عن أن القادم الذي يخرج من عباءة العنف وصراع الإزاحة المحموم هو الأشد قتامة على العلماء وحملة الفكر

وجاء مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في اليمن يظهر خلاله عميد كلية التربية السابق بمحافظة شبوة ناصر العيشي وهو يشتري بعض الأعلاف للمواشي التي يربيها، ليذكر بالمأساة الإنسانية التي يشهدها اليمن، وصنفت بالأسوأ على مستوى العالم وفقاً للأمم المتحدة

والعيشي أكاديمي ولد في شبوة بنهاية الستينيات وحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية من العراق الذي حاز فيه شهادة الدكتوراه بعنوان “الخلاف النحوي في القراءات القرآنية”، التي عدت بحسب باحثين مرجعاً إضافياً فريداً وتدرج منذ عقود مضت في السلك الأكاديمي حتى وصل لعمادة كلية التربية بمحافظة شبوة النفطية حتى ما قبل الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي في عام 2014

وأثار المقطع ردود فعل واسعة، واعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعبيراً عن الحالة الصعبة التي وصل إليها اليمنيون، وفي مقدمهم العلماء والأكاديميون جراء حالة الصراع التي تعصف بالبلد منذ سنوات، خصوصاً للعيشي الذي عرف بحضوره المؤثر في ميادين التعليم الجامعي والأدبي والشعري

يقول العيشي إن ظهوره في سوق علف كان سببه “مجيئي لشراء علف لبعض الأغنام التي أعطيت لي من بعض الأقارب لكي أستفيد من تربيتها وتكاثرها في حياتي المعيشية”. ويوضح أن البعض أساء تداول المقطع “ظناً منهم أنهم يشوهون الأستاذ الجامعي ومكانته العلمية، وهم يجهلون أن كثيراً من رجالات العالم قد اشتغلوا في مهن وضيعة لم تؤثر في شخوصهم وحازوا مكانة علمية وعملية رفيعة”

الشهادة في مزاد لقمة العيش

يضيف بصوت تعلوه حشرجة حزينة تحاول جمع كبرياء الأستاذ الذي شغل الكليات بأطروحاته وأوراقه المثيرة، أن “بعض أساتذة الجامعة ارتادوا العمل في الأسواق الشعبية لتحسين مستوياتهم المادية، فهناك من اشتغل ببيع القات وآخرون ببيع الذرة الشامية في عربات يدوية وكثير منهم يذهبون إلى الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة أو يذهبون إلى بيوت التجار والمسؤولين والقادة العسكريين ليقوموا بتدريس أبنائهم مقابل مبالغ زهيدة لا تغطي المستلزمات المادية المعيشية والتعليمية لأبناء هؤلاء الأساتذة، ناهيك بحاجاتهم العلمية كأساتذة”

وفقاً لدراسة أعدها موقع دراسات متخصص في الشؤون الأكاديمية العربية، كشف عن أنه “مع اقتراب الحرب اليمنية من الدخول في عامها التاسع يعيش أساتذة الجامعات في مختلف أنحاء البلاد أوضاعاً مأسوية متفاوتة، تتفاقم حدة سوئها في مناطق سيطرة الحوثيين، شمالي البلاد، إثر انقطاع مرتباتهم منذ أواخر عام 2016، مما دفع كثيراً منهم للبحث عن أي أعمال أخرى توفر لهم أقل قدر من الحياة الكريمة، في حين لجأ آخرون إلى بيع مقتنياتهم الشخصية وأثاثهم المنزلي لتوفير إيجار مسكن لأسرهم وسد حاجاتهم”

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button