وسيلة حوثية جديدة للدعاية في مواجهة الغرب
[ad_1]
مثلما تسعى الجماعة الحوثية لاستغلال مختلف الأحداث المحلية والإقليمية للترويج لأجندتها، تعمل على تفسير أي ظواهر أو أنشطة غريبة بما يخدم مشروعها أو للتغطية على ممارساتها.
زعمت الجماعة الموالية لإيران، عبر عدد من قادتها وناشطيها ومؤسساتها حديثاً، أن سكان العاصمة المختطفة، صنعاء، تلقوا اتصالات من أرقام غريبة من خارج اليمن بعد دقائق من آخر الضربات الأميركية على مواقع في المدينة ومحيطها، وأن الاتصالات جاءت للتهديد بالانتقام منهم على خلفية استهداف الملاحة البحرية وقوات تحالف حارس الازدهار.
وفي حين اتهم القادة الحوثيون التحالف الذي تقوده واشنطن بمحاولة ترهيب أنصارهم وإثنائهم عن مواقفهم الداعمة للفلسطينيين في غزة من خلال هذه الاتصالات، ذهب بعضهم إلى تفسير هذه الاتصالات بأنها تهدف إلى رصد وتتبع أصحاب الهواتف التي استقبلت الاتصالات؛ لتحديد مواقع عسكرية تابعة للجماعة.
كما زعم قادة آخرون أن هذه الاتصالات تهدف إلى تشتيت أجهزة أمن الجماعة في تتبع مَن وصفوهم بـ�الجواسيس والمخبرين الذين ينقلون معلومات للتحالف�، مشددين على ضرورة الحذر منها، والتركيز على مَن ينقلون المعلومات وتكثيف المساعي للوصول إليهم.
وطالب أحد ناشطي الجماعة بتتبع مصادر هذه الاتصالات، ليرد عليه آخر بالتساؤل عن الفائدة من تتبعها، وهي تأتي من خارج البلاد، إلا أن الأول أكد قدرة أجهزة أمن الجماعة على التصدي لهذه الاتصالات وردع مَن يقف وراءها، فالمخابرات تستطيع التعامل مع هذه الأعمال بوسائلها، بحسب رأيه.
و استغل عددٌ من الناشطين، وبينهم النائب في برلمان الجماعة الحوثية، أحمد سيف حاشد، الأمر للسخرية من القيادي عبد السلام جحاف الذي رأوا أنه يقف خلف هذه الاتصالات لكونها أحد أساليبه في الترويج للجماعة والدعاية لأعمالها.
وكان جحاف نفسه يصف هذه الاتصالات بأنها تعبير عن �حالة عجز أميركية هي الأولى في تاريخها�، حيث فشلت استخباراتياً وعسكرياً وفي كل المجالات، ما يجعل الجماعة الحوثية هي الأقوى، كما جاء في كلامه، في وقت طالب فيه أحد أقاربه بعدم الرد على أي اتصال يأتي من الخارج، وعدم إتاحة الفرصة للمتصل لمعرفة أي تفاصيل.
وجحاف هو عضو ما يعرف بـ�لجنة الدفاع والأمن�، التابعة للجماعة الحوثية، واشتهر بادعاءاته الكثيرة حول تلقيه تهديدات خارجية عبر الهاتف ورسائل مواقع التواصل الاجتماعي باستهداف حياته؛ بسبب مواقفه وموقعه القيادي في الجماعة.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن جحاف تلقيه تهديداً بالاستهداف المباشر لحياته عبر اتصال من الولايات المتحدة، ومطالبته بإغلاق حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعطى ناشطون وقادة آخرون تفسيرات مختلفة لتلك الاتصالات التي قالوا إنها أحد الأساليب الإسرائيلية المتبعة مع أهالي جنوب لبنان، لدفعهم للتخلي عن دعم �حزب الله�، وفق ادعاءاتهم، ومحاولة تجنيد جواسيس ومخبرين من بينهم؛ للحصول على معلومات حول مواقع وإحداثيات عسكرية لقصفها.
ودخل جهاز الأمن والمخابرات، التابع للجماعة، على الخط عبر إعلانه أن تلك الاتصالات تهدف إلى التجسس وتحديد المواقع العسكرية، فـ�العدو يعتمد على الحديث المتبادل على منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الهواتف الشخصية بين المواطنين من أجل تكوين بنك أهداف�، كما جاء في منشورات لحسابات عدة تابعة للجهاز في مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلها عدد من القادة والناشطين.
ووجّه الجهاز الحوثي السكان بقصر أحاديثهم عبر الهواتف على الاطمئنان على بعضهم بعضاً فقط، �وعدم الخوض في أي حديث قد يخدم العدو من حيث لا نشعر�، وتعميم هذه التعليمات بشكل واسع لتصل �إلى الجميع؛ بهدف التنبيه بضرورة التكتم على أي معلومات�.
و ناقضت وزارة الاتصالات في حكومة الجماعة الحوثية التي لا يعترف بها أحد، كل تلك التفسيرات التي قدمها القادة والناشطون، وجهاز استخبارات الجماعة، حول الاتصالات الغريبة من خارج البلاد.
وحذّرت الوزارة السكانَ من الرد على المكالمات والرسائل المشبوهة أو فتح الروابط التي قد تصلهم من أرقام خارجية مجهولة، كون ذلك قد ينتج مخاطر تضر بهم، ويعرض بياناتهم للاختراق، وأنها تتخذ إجراءاتها للحد من ذلك.
وبينما كان القادة والناشطون الحوثيون يحاولون استثمار هذه الاتصالات للترويج للجماعة والإشادة بقدراتها العسكرية والاستخباراتية، سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تلك المزاعم، وكشفوا عن مضامين الاتصالات التي تلقاها بعضهم.
خ
وذكر عدد منهم أن هذه الاتصالات ترد إلى هواتفهم منذ أشهر وربما سنوات، وإن كانت قد ازدادت خلال الفترة الأخيرة، وأن المكالمات التي يتلقونها من دول عدة مثل الهند وبنغلاديش والسنغال وتايلاند والكاميرون يقف خلفها محتالون يحاولون الحصول على الأموال.
ويتلقى كثير من اليمنيين في مختلف المناطق والمحافظات اتصالات من خارج البلاد؛ للاحتيال عليهم، ودفعهم إلى التبرع بالأموال، بإغرائهم بالحصول على ثروات أو جوائز ثمينة مقابل دفع رسوم معينة، أو لإرشادهم إلى كنوز في مناطقهم إن قدموا لمرشديهم مبالغ نظير ذلك.
وعدّ ناشطون مناوئون للجماعة الحوثية هذه التفسيرات محاولات لطمس المجزرة التي شهدتها مدينة رداع منذ أيام، حيث أقدمت قوة أمنية تابعة للجماعة على تفجير منازل عدد من المواطنين بالعبوات الناسفة، موقعة عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
[ad_2]