البرازيل.. إعادة بناء المظهر الخارجي لمؤلف "الكوميديا الإلهية" دانتي أليغييري
[ad_1]
وقد تم إنشاء صورة رقمية لدانتي أليغييري، وهو الشاعر الإيطالي الذي عاش في نهاية القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر والذي وصف في كتابه “الكوميديا الإلهية” دوائر الجحيم التسع.
ولم يتمكن العلماء من دراسة رفات دانتي لأول مرة إلا في عام 1865، عندما تم السماح بالوصول إليها لفترة قصيرة بمناسبة إحياء الذكرى الـ 600 لميلاده. لكن الدراسات التفصيلية لم يتم إجراؤها إلا في عام 1921، أي بعد 600 عام من تاريخ وفاته عندما أجرى المتخصصون ما مجموعه حوالي 300 قياس، فأثبتوا أن العظام تعود لرجل يبلغ طوله 160 سنتيمترا، وكان منحني الظهر. والتقط الباحثون صورا للجمجمة من زوايا مختلفة، وحسبوا أن دماغ دانتي كان يزن حوالي 1700 غرام، أي أن شاعر العصور الوسطى كان له رأس كبير جدا وفقا للمعايير المعاصرة.
كانت هذه القياسات بمثابة الأساس لعدة محاولات لإعادة بناء مظهر أليغييري في القرن العشرين. إلا أن لوحات البورتريه الموجودة لدانتي رسمت بعد سنوات عديدة من وفاته بناء على وصف الكاتب جيوفاني بوكاتشيو، وهو مؤلف كتاب “ديكاميرون” الخالد. وفي الوقت نفسه، لم يكن بوكاتشيو نفسه يعرف دانتي شخصيا، لكنه جمع معلومات حول مظهر معبوده من خلال الذين عرفوه جيدا.
واليوم، مع ظهور التكنولوجيا الرقمية، أصبح من الممكن استعادة مظهر دانتي بدقة متناهية. وقرر تنفيذ هذا العمل تياغو بيني، الأستاذ المساعد في كلية طب الأسنان في جامعة “أوبرلانديا” الفيدرالية البرازيلية، والمتخصص في مجال إعادة البناء ثلاثي الأبعاد سيسيرو مورايس.
وأكد أولا أن دماغ أليغييري يتميز بالحجم الكبير، وكان حجمه 1519 سنتيمترا مكعبا. ويمكن مقارنته بدماغ إيطالي عظيم آخر ومعاصر لدانتي، وهو بترارك الذي كان حجم دماغه 1553 سنتيمترا مكعبا، وعلى سبيل المقارنة، يبلغ معدل دماغ الإنسان المعاصر 1234 سنتميترا مكعبا.
فهل يرتبط الدماغ الكبير بالذكاء الفائق؟ – ليس لدى العلماء حتى الآن إجابة واضحة على هذا السؤال. ويعتقد أن أدمغة الإنسان بدأت في الانكماش منذ حوالي 3000 عام استجابة للتفاعلات الاجتماعية.
وتمت إعادة بناء مظهر دانتي باستخدام طريقة التشويه التشريحي. وللقيام بذلك، تمت رقمنة وجه الشخص الحي المتبرع. ثم قام الكمبيوتر بتمديد جمجمته وبالتالي وجهه بحيث تتطابق مع عظام الوجه والجمجمة في النموذج الأصلي. وبما أن المراسلات بين العظام وسمك وشكل الأنسجة الرخوة تمت دراستها بشكل جيد للغاية، فإن وجه المتبرع يأخذ على الكمبيوتر الخطوط العريضة الدقيقة لشخص عاش منذ مئات السنين.
إن وجه دانتي الذي أعاد العلماء تشكيله، هو الوجه الذكي لرجل جاد عانى كثيرا في حياته، وفقد حبيبته ومنزله ووطنه ومكانته في المجتمع، وكان مكروها من قبل مواطنيه دون مبرر.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا