تصريحات متضاربة وأسئلة بلا أجوبة حول "مجزرة الطحين"

[ad_1]
63b3b90c ed48 4e6f ac6d ee852b5703dc

تحولت عملية توزيع مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة يوم الخميس الماضي إلى مأساة أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص في ظل تصريحات متضاربة وظروف لم يتم تحديدها بدقة، لكنها تشمل إطلاق جنود إسرائيليين النار وتدافع الحشود.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” بأن نيران الجيش الإسرائيلي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات في شمال القطاع المحاصر. ومن جهته أقر الجيش بوقوع عمليات إطلاق نار “محدودة”، مرجحاً أن غالبية الضحايا قضوا جراء “الازدحام الشديد والدهس”.

وأثارت المأساة إدانة دولية واسعة، وأسهم سقوط هؤلاء القتلى في رفع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 30320 قتيلا، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة.

ودعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء “تحقيق دولي محايد” في الواقعة، معتبراً أن “إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الحصول على مواد غذائية هو أمر غير قابل للتبرير”.

الاقتراب من الدبابات

قال شاهد عيان في مدينة غزة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحادثة وقعت عندما هرع آلاف الفلسطينيين وهم في أمس الحاجة إلى الغذاء نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي الواقع على شارع الرشيد في غرب المدينة.

وقال الشاهد، الذي طلب عدم نشر اسمه حرصاً على سلامته، “اقتربت شاحنات تنقل المساعدات من بعض دبابات الجيش التي كانت في المنطقة وانقض الحشد الذي يضم آلاف الأشخاص على الشاحنات”.

وأضاف “أطلق الجنود النار على الحشد عندما اقترب الناس من الدبابات”.

كان علي عوض أشقير، الذي ذهب لإحضار بعض الدقيق لأسرته التي تتضور جوعاً، ينتظر منذ ساعتين عندما وقعت الحادثة.

وقال “في نحو الساعة الرابعة فجراً بدأت الشاحنات بالوصول، وفور وصولها أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف المدفعية والرشاشات”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إنه حصل في البداية تدافع بوجود “آلاف الأشخاص، أصيب وقتل العشرات من الغزيين، بعضهم دهسته الشاحنات”.

ثم تمكنت بعض شاحنات القافلة من مواصلة طريقها.

وأضاف المسؤول أن “عشرات المدنيين هرعوا إلى الشاحنات واقتربوا من الدبابات والقوات القريبة منها، أطلق لجنود طلقات تحذيرية في الهواء ثم أطلقوا النار باتجاه من شكلوا تهديداً ولم يبتعدوا”. وشدد على أن “ردنا كان محدوداً، ونيراننا محدودة، لم يكن حدثاً جللاً من وجهة نظرنا”.

العديد من الأسئلة

وأظهرت صور ملتقطة من الجو نشرها الجيش الإسرائيلي من قال إنهم عشرات من السكان يحيطون بشاحنات المساعدات في مدينة غزة، إلا أن هذه الصور التي نشرها الجيش تثير العديد من الأسئلة.

فهي لا تؤشر إلى ما حصل في بداية الحادثة أو ختامها، كما أن بعض النقاط تبدو مغطاة بالأسود أو غير واضحة، وتظهر في منطقتين فيها، عربات عسكرية إسرائيلية متمركزة على مقربة من الطريق التي سلكتها قافلة المساعدات.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي إلى الآن على طلب وكالة الصحافة الفرنسية إيضاح بعض النقاط.

أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت على لسان المتحدث أشرف القدرة عن “ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس إلى 118 قتيلا و760 إصابة”.

وتابع “لا زال عشرات الإصابات في حالة الخطر مما قد يرفع عدد الشهداء في أي لحظة نتيجة عدم توفر الإمكانات الطبية لإنقاذ حياتهم”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري تحدث مساء الخميس عن مقتل أو جرح “عشرات الغزيين”.

ومساء السبت، شدد هاغاري على أن الجيش قام بـ”تأمين” عملية توزيع المساعدات، وتابع “نحن قمنا بهذه العملية الإنسانية، لا أساس للزعم بأننا هاجمنا القافلة وآذينا الناس عمداً”.

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن فريقا تابعا لها زار الجمعة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي استقبل مئات الجرحى، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة.

وأظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية مشيعين متجمعين حول جثث سجيت بأكفان بيضاء في مستشفى الشفاء.

وأمضى موظفون في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، ما يزيد على ساعتين صباح الجمعة في المستشفى، وفق ما أوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.

وقال ستيفان دوجاريك الجمعة إن “الشفاء استقبل أمس أكثر من 700 جريح، منهم 200 لا يزالون في المستشفى، ووقت هذه الزيارة أبلغهم موظفو المستشفى أنهم استقبلوا 70 جثة لأشخاص قتلوا أمس”.

إدانات دولية

أثار مقتل العشرات أثناء إيصال المساعدات سلسلة من الإدانات الدولية والدعوات المتجددة لوقف إطلاق النار.

وبدأت الولايات المتحدة السبت إنزال مساعدات إنسانية من الجو فوق قطاع غزة، غداة تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “علينا القيام بمزيد، والولايات المتحدة ستقوم بمزيد” حيال الوضع الإنساني في القطاع.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسياً وعسكرياً، “ستصر” على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات. وأوضح “لا توجد أعذار لأن الحقيقة هي أن كمية المساعدات التي تدخل غزة بعيدة كل البعد عن الكمية الكافية، حياة الأبرياء على المحك، حياة الأطفال على المحك”.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة “لوموند” نشرت السبت السلطات الإسرائيلية معتبراً أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

منذ عدة أشهر، تحذر منظمات الإغاثة من حالة يأس تزداد حدة بين المدنيين في غزة، وقال مسؤول من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الإثنين إن انتشار المجاعة على نطاق واسع “يكاد يكون حتمياً” إذا لم يتغير شيء.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 2.2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، مهددون بالمجاعة، خصوصاً في المناطق الشمالية المحيطة بمدينة غزة.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دخلت ما يزيد قليلاً على 2300 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة في فبراير (شباط)، وهو عدد يقل بنحو 50 في المئة عن المسجل في يناير (كانون الثاني).

وهذا أقل بكثير من 100 شاحنة يومياً في المتوسط، مقارنة مع نحو 500 شاحنة كانت تدخل يومياً قبل الحرب.

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القافلة التي ضمت 38 شاحنة دخلت إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وحمولتها تعود إلى “شركات خاصة”.

من جهته قال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني “لم تشارك الأونروا ولا أي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة في عملية التوزيع هذه”.

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button