بن سلمان : هل تنتقل واشنطن من ضرب الأهداف العسكرية إلى استهداف القيادات الحوثية ؟
[ad_1]
خالد سلمان*
واشنطن سربت إن تعقب قيادات الصف الأول ضمن حزمة خيارات تدرسها ، بعد أن سبق وأن قامت بذات الفعل ضد قيادات المليشيات العراقية، ومع ذلك لم تقرر إدارة بايدن البدء بسريان هذا التوجه بل تربطه بسلسلة متدرجة تعتمد على الخطوة خطوة، وصولاً إلى ردع شامل.
واشنطن تشتغل على ثلاثة محاور: المواجهة العسكرية المنضبطة التي لاتقود إلى حرب إقليمية بإستدراج ايران ، والعمل السياسي ضمن مسار دبلوماسي ،يحث الحوثي على وقف تهديداته للملاحة، مقابل جوائز سياسية عبر خارطة طريق التسوية، وفي حال فشل هذان المسارات فإن قتل رموز الحوثي من الصف الأول، بتواز مع تشديد الضربات وتنويعها ، هو ضمن توجهات ربما ينفلت معها الزمام ويقود إلى مواجهة شاملة ، وهو ماتحاول الولايات المتحدة تجنبها بوسائل شتى.
الإدارة الأمريكية تأمل عبر الرسائل الدبلوماسية، أن تصدر إيران توجيهها للقيادة الحوثية بوقف التصعيد على غرار أوامر سبق وان وجهتها لمليشياتها في العراق، آمال حتى الآن لم تنتج قبولاً إيرانياً ، مايوحي أن للبحر الأحمر مقاربة إيرانية مختلفة عن مليشياتها في سورية والعراق ، وأن ما يقدم من عروض لإيران لم يصل بعد حد تلبية كل مطالبها ، وبالتالي فان مهاجمة الحوثي للسفن ستستمر ، فإيران هدفها يتخطى ملفاتها التقليدية: النووي والعقوبات والأرصدة المجمدة ، إلى النفاذ إلى العمق الجيوسياسي للمنطقة ، والإقرار بمصالحها لا كمراقب بل كصاحب قرار تستمده من تعزيز نفوذها في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، مضاف له مضيق هرمز، الحوثي وحده من يوفر لها هذه الميزة الإستراتيجية.
هل ستقدم الإدارة الأمريكية على ماهددت به من تصفية القيادات الحوثية؟
لم تصل واشنطن لمثل هكذا قرار بصورة قطعية وفورية ، وفي حال الإقدام عليه فسيُحدِث إنعطافة حاسمة في ساحة الصراع، لاتشبه ماقبلها.
*من صفحة الكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي