الحوثيون يجرون مناورات عسكرية بالقرب من الحدود السعودية (تساؤلات)
[ad_1]
وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، الجمعة والسبت، عشرات الضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع، سفنا تجارية في البحر الأحمر فيما اعتبروه “تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا بين إسرائيل وحركة حماس”.
والسبت، استهدفت ضربة أميركية جديدة، موقعا عسكريا للحوثيين في الحديدة بغرب اليمن، ردا على صاروخ أطلقوه منها باتّجاه البحر الأحمر، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
وتتداخل مصالح عديد الدول التي تستخدم الممرات البحرية التي يستهدفها الحوثيون، لذلك، فكثير من الدول معنية بهذه التطورات، ولا سيما عقب الرد الأميركي- البريطاني، خصوصا إيران الداعم الأكبر للحوثيين.
ميزان الخسارة والربح
يقول المحلل، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، فيصل جلول، إنه يصعب النظر بميزان الخسارة والربح بينما الضربات الأميركية والبريطانية، لا تزال في بدايتها.
لكنه عاد ليؤكد في مقابلة مع موقع الحرة، أن تصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، والذي تحدث خلاله عن قلقه من أن يؤثر الوضع في الشرق الأوسط على ارتفاع أسعار النفط “قد يشير إلى أن الولايات المتحدة متوجسة من أن تكون بين الخاسرين، إذ أن أكبر خاسر مما قد يقع، هي البلدان المستهلكة للنفط” وفق تقديره.
وأظهرت بيانات الشحن من منصة Kpler أن أربع ناقلات نفط على الأقل حولت مسارها من البحر الأحمر منذ الغارات الليلية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن.
هل ينفجر التوتر الأميركي الإيراني في البحر الأحمر؟
بعد إرسال إيران سفينة حربية ومدمرة إلى المنطقة لدعم الحوثيين، هل يتحوّل التوتر في البحر الأحمر إلى مواجهة أميركية إيرانية مباشرة؟.
عسكريا، يرى جلول أن الحوثي قد يكون خاسرا على أساس أن الضربات الأميركية والبريطانية طالت عدة مواقع عسكرية.
وقال “بما أن الضربات لم تمس حتى الآن البنى التحتية للحوثيين، فمن الصعب أن نقول أن هناك خاسرا عسكريا صريحا، لكن يمكن القول أن الضربات تكبح قوة الحوثي”.
ماذا عن إيران؟
رغم أن المتمردين الحوثيين من الجماعات القريبة من إيران، بالتالي يمكن أن تنجر عن خسارتهم، خسارة إيران أيضا، إلا أن جلول يرى أن الحوثي وطهران ليسا حليفين بالمعنى العقدي للكلمة، حسب تعبيره.
على أساس ذلك، لا يرى جلول بأن إيران ستستميت في “الدفاع” عن الحوثي قائلا “نحن في حرب مستمرة وحساب النتائج لا يكون إثر ضربة واحدة، أو اثنتين”.
من جانبه، يرفض المحلل الإيراني، حسن رويران، اعتبار بلاده من الخاسرين المحتملين للمستجدات التي قد تطرأ في البحر الأحمر بعد الضر بات الأميركية البريطانية.
هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟
سلط التصعيد الحاصل في اليمن الضوء على الموقف “الحرج” الذي وضع فيه الحوثيون طهران، التي تجنبت خلال سنوات المواجهة المباشرة سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب.
وقال رويران لموقع الحرة “لا أتصور أن إيران هي الخاسر الأكبر في هذا الإطار لأن هناك ضربات متبادلة بين الطرفين والمعركة لم تنته بعد، وحتى الأماكن التي ضربت كانت خالية”، حسب قوله.
وتابع “القول بأن الضربة الأميركية البريطانية حسمت الموقف وبالتالي هناك رابح وخاسر، منافٍ للواقع” مشيرا إلى أن “كل الاحتمالات مفتوحة” وقد تنتهي بـ”فوز إيران مما يحدث” وفق تعبيره.
رويران عاد ليقول “لا يزال الوقت مبكرا للحكم على من خسر ومن فاز، وليس من الممكن أن نقيّم الوضع لصالح هذا الطرف أو ذاك”.
ثم تابع “في تصوري الهجمات ضد الولايات المتحدة، في العراق وسوريا والبحر الأحمر، ظاهرة جديدة، قد تضعها هي في موقع الخاسر” قبل أن يضيف “الحوثي ليس لديه أي شيء يخسره، بينما إيران لها حلفاء آخرون وهي متمسكة بهم وتتعامل معهم، في كل الظروف”.
رويران ختم حديثه لموقع الحرة بالقول “خلق إيران لمحور مقاومة هو بحد ذاته، انتصار” وفق تعبيره.
الإمارات والسعودية
أما بخصوص الإمارات التي شاركت في الحملة بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين، قبل سنوات، في إطار التحالف العربي، فهي تلعب دورا مهما في البحر الأحمر، إذ هي بصدد بناء بعض الموانئ اليمنية، وبالتالي فهي معرضة، حسب جلول، لميزان الربح والخسارة ضمن معادلة ما يحدث في البحر الأحمر.
أما السعودية التي نأت بنفسها عن الضربة الأميركية البريطانية، في نظر جلول، فموقعها مما يحدث “بين منزلتين” أي ليست خاسرة تماما ولا رابحة تماما.
“براغماتية” سعودية تجاه الضربات الأميركية والبريطانية لمواقع الحوثيين
في أعقاب عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، اتجهت المملكة الخليجية إلى الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن، حيث تدفع الرياض باتجاه تسوية سياسية بين الأطراف المتحاربة هناك.
“العالم كله خاسر”
في مقابل رؤية فيصل جلول، ترى المحللة الإماراتية، ابتسام الكتبي، إنه لا يوجد في العلاقات الدولية “شيء اسمه أبيض أو أسود” في إشارة لتصنيف “رابح- خاسر” جراء الضربات الأميركية والبريطانية.
وفي اتصال مع موقع الحرة، شددت الكتبي على أن “العالم كله خاسر جراء ما يحدث في البحر الأحمر، وباب المندب”.
وشددت على أنه “لا يمكن الحديث عن الربح والخسارة” عندما يتعلق الأمر بحرب أو نزاع.
وأضافت “الجميع خاسر في هذه الحرب، الملاحة، المشاريع التي تم التوافق عليها مثل الممر الهندي عبر الخليج لأوروبا” ثم أردفت” الخسارة ليست فردية، حتى الأوروبيين خاسرون وإلا لما أعلنوا عن قوة في البحر لحماية التجارة هناك”.
ذات الرأي ذهب إليه المحلل السعودي، سالم اليامي، الذي لم يعتمد في تحليليه على ميزان الربح والخسارة، خلال حديثه لموقع الحرة، حيث قال إن، المملكة العربية السعودية، تنظر للتطور في منطقة البحر الأحمر على أنها تصعيد خطير و”أكدت بوضوح أهمية احترام القوانين والأعراف الدولية التي تكفل حرية الملاحة في هذه الممرات الحيوية”.
وذكّر بأن المملكة أكدت في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية السعودية بعد التطورات العسكرية في البحر الأحمر إلى أن ما يحدث يشكل قلقا لها و”يوجب على كل الأطراف التمسك بقدر أعلى من التعقل وضبط النفس”.
وكان المحلل السعودي، سعد عبد الله الحامد، قال خلال مداخلة سابقة مع موقع الحرة إن “المملكة ستنأى بنفسها عن الصراع الدائر في البحر الأحمر بين الحوثيين والولايات المتحدة مع حلفائها” مشيرا إلى أن الرياض “تتعامل ببراغماتية وتبحث عن مصالحها وأمن واستقرار المنطقة”.
قطاع الشحن البحري
بخصوص مستقبل قطاع الشحن البحري في المنطقة وإمكانية تصنيفه على أساس الربح والخسارة إثر الضربات الأميركية- البريطانية، يرى الخبير الاقتصادي والمهتم بالتجارة العالمية، صادق الركيبي، أن هذا القطاع “من بين أكبر الخاسرين” ولو مؤقتا.
وفي حديث لموقع الحرة، قال الركيبي إن قطاع الشحن البحري سيعرف ارتفاعا محسوسا في الكلفة والأسعار عموما، وهو ما يضعه في موقف الخاسر، بينما سيتسفيد قطاع الشحن الجوي والبري إلى حد ما، من هذه الوضعية، ما يضعهما في نطاق القطاعات التجارية الرابحة والمستفيدة من الوضع.
ذات الخبير، عاد ليُذكّر بأن الاستفادة ستكون محدودة على اعتبار أن الشحن الجوي مثلا لا يمكنه أن ينقل بعض السلع مثل السيارات، كما أن الشحن البري مرهون باليابسة ما يحد من إمكانية استفادته بشكل كبير من الوضع العام للتجارة الدولية في غمرة التوتر بالبحر الأحمر.
وقال “لعل الخاسر الأكبر ستكون شركات الشحن البحري، بينما شركات التأمين ستكون الرابح الأكبر على اعتبار أن فاتورة عمليات التأمين سترتفع”.
وأضاف “أغلب السلع السعودية والإماراتية ستتأخر للوصول إلى أوروبا لأنها ستسلك طرقا أطول، لذلك ستعرف البلدان بعض الخسارة “.
ثم أردف “لكن السعودية والإمارات يمكن أن يعوضان خسارتهما على مستوى الشحن البحري التجاري بالاستفادة من ارتفاع أسعار النفط” التي تسببت بها الهجمات الحوثية، وقد تزيد منها الردود الأميركية والبريطانية.
“ضبابية”
المحلل السياسي الأميركي، المتخصص في الشؤون العربية، وليام لورانس، قال إن اعتبار هذا البلد أو ذاك خاسرا أو رابحا، على أساس تطورات الأحداث في البحر الأحمر “غير موضوعي، بالنظر إلى ضبابية الموقف”.
وفي حديث لموقع الحرة، شدد لورانس على أن أكبر الخاسرين حتى الآن هم الفلسطينيون، حيث أن مساس الحوثيين بمصالح الدول التي من المفترض أن تقف إلى جانبهم مثل السعودية قد تضطرها (تلك الدول) إلى النظر في مصالحها، أكثر من بحث سبل الوصول إلى حل لما يحدث في قطاع غزة.
أما بخصوص الولايات المتحدة، فلا يتوقع لورانس أنها معنية بالربح والخسارة بقدر ما هي مهتمة بكبح قدرات الحوثيين مخافة أن يهددوا بشكل أكبر المنطقة.
ثم عاد ليؤكد أن واشنطن كانت ستكون رابحة حتما، لو بادرت بضرب الحوثيين على مدى الأسابيع الماضية، في إشارة إلى أن رد الفعل الأميركي تأخر.
وخلال حديثه عن إيران، قال لورانس أنها يمكن أن تكون رابحة طالما نجحت في تأطير الهجمات الحوثية، حيث لاحظ أن الأخيرة لم تهاجم المصالح النفطية الإيرانية.
لكنه قال “لا يوجد شيء مضمون حتى الآن”.
بعد الضربات على الحوثيين.. واشنطن تعلن تسليم “رسالة بشكل خاص إلى إيران”
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن حركة الحوثي المتحالفة معها والتي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
لورانس يعتقد أن هذه الضربات ستجبر الحوثي على التريث قبل التفكير في ضرب مصالح الملاحة البحرية مجددا، بينما ستعمل الضربات الموجهة إليه على تحجيم قدراته على الإضرار.
وضيف “الحوثي قد يكون أقل خطورة مع مرور الأيام، لكن لا أحد يعرف بعد، مآلات الوضع، القول بأن الضربات ستردعه تماما صعب نوعا ما الآن.”