الفقر يجعل المجتمع الإيراني يلجأ إلى «الحياة بالتقسيط»
[ad_1]
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
بعد أن وصل الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة مخيفة من التدهور وبات معدل التضخم يهدد بانهيار الاقتصاد المتهالك، لجأت شرائح عدة في المجتمع الإيراني إلى العيش في نمط جديد يعرف باسم “الحياة بالتقسيط”، لإنقاذ نفسها من طائلة الجوع في ظل تدهور الحالة المعيشية وانتشار الفقر بشكل سريع.
لقد ارتفع معدل التضخم بأكثر من 40% في السنوات الأخيرة وكان له تأثير كبير على حياة الشعب الإيراني، ومن هذه التأثيرات يمكن أن نذكر انخفاض القوة الشرائية وانخفاض جودة السلع الاستهلاكية، لكن هذه المسألة ليست هي البُعد الوحيد للقضية، بل تحدثت وسائل إعلام نظام الملالي عن وجود “أسلوب الحياة بالتقسیط” في إيران؛ بمعنى آخر، بدأ الناس في الدفع بالتقسيط حتى عند شراء الطعام.
ويؤكد تقرير لصحيفة «دنياي اقتصاد» على هذه القضية، ويذكر أن هذا النمط من الحياة سببه التغيرات التي طرأت على نمط حياة المجتمع، خاصة في السنوات القليلة الماضية.
وجاء في تقرير الصحيفة أن الناس تحولوا إلى «الشراء بشروط» من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية، بما في ذلك الغذاء، وقد أدى ذلك إلى آثار سلبية على القوة الشرائية للناس، ونتيجة لذلك، واجهت الشركات أيضاً الركود، ولجذب العملاء، من محلات السوبر ماركت إلى متاجر الملابس، لجأ الجميع إلى استخدام البيع بالتقسيط للمواد الغذائية.
كما تأثرت العلامات التجارية الكبرى وسلسلة المتاجر بالتقلبات الاقتصادية السلبية، وباتت تظهر اللوحات الإعلانية على الطرق السريعة في جميع أنحاء إيران والتي تعرض البضائع بالتقسيط طويل الأجل دون فوائد.
وتشير الإحصائيات التي نشرها مركز الإحصاء التابع لنظام الملالي إلى أن معدل التضخم وصل إلى 44.9% في تشرين الثاني/ نوفمبر، في حين أن الدعاية المتزايدة لمسؤولي نظام الملالي حول انخفاض التضخم مع مرور الوقت تتعارض مع الواقع، وأدى التضخم الذي بلغ 52.2 بالمئة في قطاع المواد الغذائية والتضخم الذي يقارب 45 و52 بالمئة في قطاع الغذاء، إلى جانب ارتفاع طفيف في أجور الطبقة المحرومة، إلى تفاقم حالة عدم الرضا لدى الناس عن الوضع الاقتصادي.
إن حسابات سجلات أصحاب المتاجر، التي كانت قبل سنوات لا تُرى إلا في المناطق المحرومة وكانت مخصصة لبيع السلع الأساسية بالتقسيط، دون ربح وعلى المدى القصير، يمكن مشاهدتها الآن في معظم المتاجر وفي جميع مناطق إيران بسبب تفشي التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للناس، وتكشف التقارير الميدانية أن القدرة الشرائية النقدية للناس قد انخفضت بشكل كبير وأن الطلب على الشراء بالتقسيط يتزايد يوما بعد يوم.
تمثل هذه القضية الوضع الاقتصادي لإيران اليوم وتكشف أن العيش بالتقسيط أصبح أمراً لا مفر منه للناس في الوضع الحالي.
ويستمر انتشار الفقر في المجتمع الإيراني بسرعة بينما يدعي مسؤولو النظام باستمرار السيطرة على معدل التضخم ونمو الإنتاج، وبعد استقراره في الحكومة الثالثة عشرة، وعد إبراهيم رئيسي بـ”القضاء” على الفقر، لكنه عمليا عمل على تغذية الاضطراب الاقتصادي وجعل الشعب الإيراني أقرب إلى حافة هاوية الفقر والبؤس.
وقال شهاب نادري، عضو برلمان النظام، قبل عامين، إن أكثر من 80% من الشعب يعيش تحت خط الفقر.
إن الفقر والبطالة والاستياء العام كبيران لدرجة أن النظام لجأ إلى القمع قدر الإمكان لمنع اندلاع غضب الناس. كما نرى أخبار الإعدامات في إيران كل يوم. إن القمع الشديد وتصدير الأزمات هما وسيلتان يستخدمهما النظام الإيراني للسيطرة على الوضع، وهو يتصرف بنفس الطريقة منذ أربعة عقود. لكن الوضع حرج للغاية لدرجة أن صبر الشعب المضطهد قد نفد ولم تعد هذه الروافع فعالة، والنظام في وضع حيث سيتم الإطاحة به من خلال انتفاضة الشعب على مستوى البلاد والمقاومة المنظمة التي تتجلى في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.