نظام ولاية الفقيه وميليشياته المُسماة بـ المقاومة
[ad_1]
حقيقة الأمر لا ولاية هناك ولا فقيه فالولاية تحتاج إلى شرعية والفقيه يحتاج إلى علمية ونقاء وجميع شروط الأهلية غير متوفرة، ولا يجد داخل جمهورية الملالي نفسها إجماعٌ على ما يسمى بـ (ولاية الفقيه) التي تم فرضها كأمر واقع من خلال ميليشيا الحرس والبسيج داخل إيران والميليشيات الأخرى خارج كتلك التي في العراق واليمن ولبنان وسوريا وأفريقيا، وتخضع جميع مكونات الدولة في إيران لسلطة بندقية الحرس التي تحمي خامنئي ويحميها، وعليه فإن الحكم في ظل نظام الملالي حكمٌ ميليشياوي تم نقله إلى لبنان والعراق واليمن وسوريا وأفريقيا، ومن ينظر ملياً في طبيعة نظام الملالي وتفكيره ونمطية حكمه وكيفية تعاطيه مع الغير يجد أن نظام الملالي في إيران وإسرائيل وجهان لعملة قمع وقتل وانتهاكات لحقوق الإنسان وأبشع صور الإرهاب والغاية تبرر الوسيلة خداع وكذب ومناورة وعربدة واستخفاف بأرواح الأبرياء.. نسخة طبق الأصل وبالفعل وجهين لعملة واحدة وغير مستبعد أن يكون هناك تنسيق بينهما نظراً لما كشفته الكوارث الجارية على غزة الصامدة التي غدر بها الملالي ووفروا لسلطات الاحتلال في فلسطين الحجة لإبادة غزة لتسويتها كملعب كرة قدم كما بعض المسؤولين في سلطات الاحتلال، وهنا وجب على العالم الحر أن يضع حداً لذلك.
المسماة بـ المقاومة تحطم دولها وشعوبها تماشياً مع مخططات نظام ولاية الفقيه
ترى وجهة نظر أن المقاومة في دول المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا، ساعدت في تحطيم دولها وشعوبها، وذلك تماشياً مع مخططات نظام ولاية الفقيه في إيران.
ويرى أصحاب وجهة النظر هذه أن المقاومة في هذه الدول ساهمت في إشعال الصراعات المسلحة، وتسببت في سقوط ملايين الضحايا، ونزوح الملايين من السكان، وتدمير البنية التحتية وتراجع التنمية الاقتصادية، كما يرى هؤلاء أن المقاومة ساعدت في إضعاف الدول وتعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
وهناك أدلة تدعم وجهة النظر هذه، حيث أن المقاومة في العراق وسوريا شاركت في القتال ضد الحكومة المركزية في هاتين الدولتين، مما أدى إلى سقوط هذه الحكومات، وسيطرة الفصائل المسلحة على الحكم، كما أن المقاومة في هاتين الدولتين تلقت الدعم المالي والعسكري من ملالي إيران مما يدل على أن الملالي كانوا يسعون إلى تحقيق مصالحهم في المنطقة من خلال مسمى المقاومة.
وعليه ومن هذا المنطلق فإن ما تسمى بالمقاومة في هذه الدول والتابعة لنظام الملالي والمجردة من الإرادة الوطنية قامت بتحطيم دولها وشعوبها بمجرد أن أصبحت بندقية لصالح إرادة سياسية خارجية ومعادية في توجهاتها لدول المنطقة وقد تم استخدام هذه الميليشيات تحت هذا العنوان في تحطيم دولها وشعوبها على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولم تثبت حتى صحة الاسم الذي ألصقوه بها فمن تقاوم ومن قاومت إن لم يكن لها دور تحرير فلسطين أو على الأقل فيما تتعرض له غزة، أما إذا تم النظر للمقاومة هذه من خلال المعايير السياسية والإقليمية والدولية وتصريحات الغرب التي تبرأ الملالي من أحداث غزة فإن المقاومة أداة لدى الملالي للتلويح بها وكذلك تخدم الغرب بشكل غير مباشر استناداً لتعاون الملالي مع الغرب فلا تغرنكم الشعارات والتصريحات.
وفي السياق ذاته نتساءل ما معنى أن ناصر كنعاني ونظامه يرون أن الدولة العبرية هي العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، وأن هذه الدولة غير قادرة على قبول فشلها الاستراتيجي والذريع والمتعدد الجوانب من قبل المقاومة في فلسطين.. هل يعني ذلك أن الملالي يقاتلون هذا العدو اللدود من خلال ما يسمونها بالمقاومة أما هو مجرد تصريح ناري للاستعراض والمزايدة كمن سبقه.
اللي بيته من قزاز ميحدفش الناس بالطوب (من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة)
نظرة على دعوة إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية الملالي من على منبر قمة الرياض إلى: “تشكيل محكمة دولية للقوات الإسرائيلية المشاركة في عمليات القتل في غزة، ولماذا تحديده لمصطلح القوات الإسرائيلية المشاركة في عمليات القتل في غزة حيث قال إبراهيم رئيسي إن قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهكت القيم الإنسانية وشنت هجوما وحشياً على غزة باستعمال القنابل المحظورة دوليا مبينا أن أغلب ضحايا الاحتلال هم من الأطفال والنساء والطواقم الطبية والإغاثية؛ مؤكداً
بأن غزة باتت أكبر سجن في العالم بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تتعرض له داعيا إلى اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ومبيناً بأن التظاهرات المليونية في مختلف أنحاء العالم تؤكد أن الدفاع عن فلسطين في ضمير الشعوب”، وبالتأمل في تصريحات ودعوة إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية إيران الإسلامية إلى تشكيل محكمة دولية للقوات الإسرائيلية المشاركة في عمليات القتل في غزة، نتساءل :
• هل إبراهيم رئيسي ونظامه معنيين بالقضية الفلسطينية، ولماذا استخدم مصطلح تشكيل محكمة دولية لمحاكمة القوات الإسرائيلية ولم يستخدم قادة إسرائيل.. هل ينوي تبرئة قادة إسرائيل ويجعل غيرهم كباش محرقة فداءا لهم.
• هل وحدها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي انتهكت القيم الإنسانية؟ ألم ينتهك هو ونظامه القيم الإنسانية في إيران والعراق وسوريا واليمن وفي غزة التي إبادتها من خلالها جرها للهاوية وتوفير الأسباب لأشباههم لكي يبيدوا غزة ويقتلوا الأبرياء فيها.. ألم تجروا غزة للهاوية ثم تبرأتم من صلتكم بذلك أمام المجتمع الدولي وحمدكم الغرب على موقفكم الذي سرعان ما تبينت حقيقته.. إنكم أيضا تستحقون المحاكمة ويتوجب اتخاذ مواقف صارمة بشأنكم نظراً لسجلكم الإرهابي الدموي وقتلكم للنساء والأطفال ونهجكم العنصري في إيران وتحويلكم العراق وسوريا واليمن أطلال ومقابر ونهبت الثروات والمقدرات.
• ألم تجعلوا من إيران أكبر مجزرة في العالم المعاصر بمجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبتموها وسجونكم التي تحوي على ملايين الأبرياء وبعض سجنائكم داخل السجون والبعض الآخر سجينا في بيته وفي الشوارع والبعض لا يستطيع مغادرة منطقته عوضاً على أن إيران أكبر سجن في العالم بما تمارسونه من قمع وكبت بحق الشعب، وإسرائيل لم تفعل ذلك بحق شعبها لكنكم فعلتم ذلك، وأما موقف الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعم إسرائيل فكان موقفاً شجاعا أم أنتم فوعدتم وخدعتم وغررتم وخذلتم.. ولا نعرف من أين لكم للحديث بهكذا منطق وأنتم مدانون.. ولا نرى نحن وغيرنا فيكم وفي خطابكم سوى فقاعات للاستعراض ليس أكثر.
• أما عن التظاهرات المليونية التي تحدث عنها رئيسي فلم يستطع هو حشد عشرها بأي شكل من الأشكال في إيران ذلك لأنه لا شرعية له ولن يلبي الشعب أي نداء منه وخروج مؤيديه إلى الشوارع سيفضحه ويظهر حجمه المهين.
نظام الملالي في إيران، وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
نظام الملالي في إيران، وإسرائيل وجهان لعملة واحدة من حيث اغتصاب حقوق الغير واحتلال أراضيه والعنصرية والعنف والتطرف انتهاك حقوق الإنسان والإرهاب وقتل الأطفال والنساء، ويملك كليهما سجلاً إجرامياً حافلاً.
مقارنة بين الكيانين
يشترك نظام الملالي في إيران، وإسرائيل في العديد من الخصائص من بينها:
• الاستبداد: يحكم كل من النظامين بنظام قمعي يعتمد على القمع والاضطهاد لمعارضيه.
• الميكيافيليه: كلا النظامين يعملان بقاعدة الغاية تبرر الوسيلة وعدم الإعتراف بالغير وعدم الصدق معه وعدم احترام المواثيق والعهود.
• النهج العنصري: يمارس كل من النظامين تمييزًا ضد فئات معينة من السكان، مثل النساء في إيران والفلسطينيين في إسرائيل.
• احتلال أراضي الغير: كلا الكيانين يحتلان أراضٍ عربية بشكل مباشر مثل احتلال إسرائيل لفلسطين وهضبة الجولان السورية وأراضي ومواقع لبنانية، ويحتل الملالي أربعة دول عربية بشكل غير مباشر وهذا باعتراف مسؤولي نظام الملالي أنفسهم ولا يحتاج الأمر إلى أدلة
• دعم الإرهاب: يدعم كل من النظامين بعض الجماعات الإرهابية في المنطقة.
• الحكم الديني العنصري: يستند كلا الكيانين إلى ادعاءٍ ديني فالملالي يدعون بأنهم حكومة دينية على ملة الإسلام ولا يوجد من يصدق بهم بسبب عنصريتهم الطائفية واضطهادهم للمسلمين السنة وجهلهم بالدين وبعدهم عنه وابتداعهم بدعا لا أساس لها في الدين والملالي لم يردعهم إسلامهم عن قتل الأطفال والأبرياء وسائر جرائمهم الأخرى، بينما تعلن إسرائيل نفسها كدولة يهودية وتنتهج نهجا عنصريا متطرفا لا علاقة له باليهودية وتدعي الديمقراطية وأنها دولة حضارية ولم يمنعها كونها دولة حضارية من اغتصاب حقوق الغير وقتل النساء والأطفال والمسنين وسائر جرائمهم الأخرى، وكلا الكيانين يعتمد بشكل كبير على القمع والاضطهاد والقوة العسكرية.
هل ما قاله ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة خارجية النظام الإيراني صحيح: “أعلنا مرارا أن قوات المقاومة في المنطقة تمثّل دولها وشعوبها وتقرر بناءً على مصالح دولها وشعوبها”.. هل صحيح أن المقاومة كما قال ناصر كنعاني تمثل دولها وشعوبها أم هي التي حطمت دولها وشعوبها تماشياً مع مخططات نظام ولاية الفقيه الذي يعمل لأجله كنعاني.
الدولة العبرية هي العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية
العداء الذي يعلنه نظام الملالي لأمريكا وإسرائيل عداء متفقٌ عليه ومفضوح ولم يعد بالإمكان ستره والتعتيم عليه وفي إطاره مسموحٌ للملالي والموالين بمساحة من التنديد واللعنة وما شابه مما لا يضر ولا ينفع كإطلاق الشعارات والكتابة على أرضية الشوارع الصراخ في الإعلام.. والمهم في الأمر أنه في المواقف الجدية لا يُسمح لهم بأدنى موقف حتى مجرد ضربهم لقاعدة أمريكية لابد أن يستأذنوا قبلها، وقد رأيتم في غزة لم يتطور موقف الملالي أكثر الصراخ والهتاف حتى الموالين لهم كانت مواقفهم كوميدية هزيلة تتواجد قواتهم في سوريا ولبنان بالقرب من فلسطين ويتظاهرون يريدون فتح الحدود الأردنية للدخول والقتال لتحرير فلسطين وهم بالأمس القريب من قتل وشرد الفلسطينيين في العراق وسوريا ولبنان.
ختاماً نحن مع فلسطين عزيزة حرة سائدة على كل شبر من أراضيها الكنعانية لكننا لسنا مع كذب وخداع الملالي ونأسف على العرب والمسلمين الذين جعلوا من مثل هذا النظام الدموي العنصري رقماً بقبول التعاون معه وقبوله في هكذا مؤتمرات وفي المؤسسات الإسلامية العالمية.، ولأجل فلسطين حرة ومنطقة مستقرة لابد من دعم الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية لإسقاط نظام الملالي وقطع أذرعه من منطقة الشرق الأوسط وإنهاء هذه المرحلة الكئيبة من تاريخ المنطقة.
د. سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي