تحليل: من هو أبو محمد الجولاني الذي أطاح ببشار الأسد وما الذي يسعى لتحقيقه؟

الدستور الاخبارية/متابعات

 

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية منذ عدة سنوات عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، التي صنفتها واشنطن كجماعة إرهابية. ومع ذلك، أصبح الجولاني الآن قائدًا للفصائل التي أطاحت بنظام بشار الأسد في هجوم مفاجئ للعالم، ليصبح الزعيم الفعلي لأكثر من 23 مليون سوري وملايين اللاجئين الذين يطمح الكثير منهم في العودة إلى ديارهم بعد رحيل الأسد.

الجولاني: من مقاتل إلى قائد

في أوائل العشرينات من عمره، عبر الجولاني إلى العراق للقتال ضد القوات الأمريكية أثناء غزوها في 2003، مما قاده في نهاية المطاف إلى السجن في معسكر بوكا الذي تديره الولايات المتحدة، والذي أصبح مركزًا رئيسيًا لتجنيد الجماعات الإرهابية، بما في ذلك داعش. بعد تحريره، انتقل الجولاني إلى سوريا للقتال ضد نظام الأسد، مدعومًا من أبوبكر البغدادي، مؤسس داعش.

أسس الجولاني في سوريا جماعة “جبهة النصرة” التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، لكنه انفصل عن التنظيم في 2016 ليؤسس “هيئة تحرير الشام”، التي أخذت على عاتقها مهمة حكم مناطق في محافظة إدلب وتقديم الخدمات الأساسية لسكانها، مما يختلف عن نهج تنظيم القاعدة الذي كان يروج لـ”حرب مقدسة عالمية”.

هل تغير الجولاني؟

في مقابلة نادرة مع CNN، حاول الجولاني التأكيد على أنه يختلف عن الجماعات السنية المتطرفة مثل داعش والقاعدة. قال الجولاني إن “الناس الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له أو لا يفهمونه بشكل صحيح”، مشيرًا إلى أن الأقليات العلوية والمسيحية في سوريا يمكن أن تتعايش بسلام في ظل حكمه.

وأضاف الجولاني، البالغ من العمر 42 عامًا، أنه قد نضج منذ أيامه الأولى كمقاتل في العراق، مؤكدًا أن “الشخص في العشرينات من عمره سيكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات”. رغم ذلك، يبقى من الصعب التنبؤ بتوجهاته المستقبلية ومدى صدق تصريحاته.

هل هو جهادي قديم في ثوب جديد؟

مقارنة بالجماعات المتطرفة مثل طالبان وداعش، يعتبر الجولاني مثالًا على القيادات التي قد تسعى لتطبيق “إسلام سياسي” يختلف عن التطرف العنيف. لكن، يبقى التحدي الأكبر بالنسبة له هو كيفية تعامله مع الأقليات في المناطق التي يسيطر عليها، خاصة في ظل تاريخ من التطهير الطائفي في العديد من التنظيمات المتطرفة.

في ظل هذه المعطيات، سيظل تعامل الجولاني مع العلويين والمسيحيين في المناطق التي يسيطر عليها مؤشرًا مهمًا على توجهاته المستقبلية، ويُنتظر أن تلعب علاقته مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة دورًا في تحديد مستقبله السياسي.

التاريخ يعيد نفسه؟

من المفارقات أن الجولاني قد يجد نفسه في وضع مشابه لما واجهه صدام حسين بعد غزو العراق أو معمر القذافي بعد التدخل العسكري في ليبيا. في تلك الحالات، أدى انهيار الأنظمة إلى صراعات أهلية استمرت لسنوات طويلة. وبالتالي، فإن قدرة الجولاني على إعادة بناء سوريا مع الحفاظ على التوازن بين مختلف الفصائل قد تشكل التحدي الأكبر له في المرحلة المقبلة.

وبعد الانتصار على بشار الأسد، يبدأ الجولاني الآن مرحلة جديدة، حيث يتعين عليه إدارة عملية إعادة الاستقرار في سوريا وسط تحديات داخلية وخارجية كبيرة.

 

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى