لماذا انسحب الجيش السوري من المدن مما أدى إلى سرعة سقوط الأسد؟ خبير عسكري يوضح
الدستور الاخبارية/متابعات خاصة
بعد إعلان التليفزيون السوري رسمياً صباح اليوم الأحد عن انتصار الثورة وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وكذلك إعلان الفصائل السورية المسلحة أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الأسد، بالإضافة إلى كلمة رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي الذي أبدى استعداده للتعاون مع أي حكومة يختارها الشعب، أثيرت العديد من التساؤلات، أبرزها: لماذا انسحب الجيش السوري من المدن؟ ولماذا سقط النظام بسرعة؟
الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، ألقى الضوء على هذه الأسئلة، مؤكدًا أن ما حدث يمثل انهيارًا حادًا وسريعًا لنظام بشار الأسد أمام “جبهة تحرير الشام” خلال نحو أسبوع. هذا الانهيار انتهى بتخلي الأسد عن السلطة فجر الأحد 8 ديسمبر 2024، وهروبه إلى جهة غير معروفة، يُحتمل أن تكون روسيا.
وأوضح حسين أن أسباب هذا الانهيار تعود إلى فقدان القوات السورية لجزء من مكونها الأساسي منذ 2011، عندما انضم جزء من الجيش إلى الجماعات المعارضة. كما أشار إلى نقص في موارد الدعم والتطوير العسكري طوال العقد الماضي، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الداخلي في سوريا، بالإضافة إلى ضعف التدريب العسكري والافتقار إلى فلسفة وعقيدة قتالية واضحة بسبب المواجهات مع جماعات وميليشيات متفرقة.
وأضاف حسين أن القوات السورية كانت تعتمد على الدعم المستمر من ميليشيات حزب الله، الحشد الشعبي، والقوات الروسية، مما أثر بشكل كبير على الروح المعنوية لها. ومع انسحاب هذه القوات الداعمة، وخاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، انهارت معنويات الجيش السوري. كما أن التصريح الروسي الذي أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية قبل أيام، والذي أشار إلى أن روسيا ليس لديها خطط لدعم نظام الأسد طالما استمر انسحاب القوات السورية، كان له تأثير كبير.
وأشار حسين إلى أن الضغط الدولي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تدهور الوضع العسكري، ساهم في تسريع سقوط النظام. كما لا يمكن استبعاد وجود صفقة سياسية بين الولايات المتحدة وإيران، قد تكون قد أسهمت في هذا الانهيار.
وفي ختام تصريحاته، أكد حسين أن روسيا، التي تعاني من حرب استنزاف في أوكرانيا، قد أدركت هشاشة النظام السوري وضعف قدراته العسكرية، مما دفعها إلى اتخاذ مسافة من نظام الأسد.