حمى الضنك تغزو شرق السودان .. والأطباء في قلب العاصفة
السودان/الدستور الاخبارية/متابعات
لا تزال حمى الضنك تحصد المزيد من الضحايا في السودان، حيث ارتفعت حصيلة الإصابات إلى أكثر من 6 آلاف، وتزايد عدد الوفيات، وفق وزارة الصحة.
وتشكل ولاية كسلا شرق البلاد بؤرة الوباء. فيما اجتاحت حمى الضنك قطاع الصحة في المدينة.
إصابة نحو 150 طبيباً ووفاة 4
كما أكدت مصادر طبية لـ”العربية.نت” أن الوباء انتشر بشكل واسع، ما أسفر عن وفاة طبيبة امتياز بمستشفى كسلا التعليمي تدعى ولاء حاتم.
غير أن رحيل الطبيبة الشابة كان بمثابة جرس إنذار جديد يكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها القطاع الطبي في كسلا.
إذ تم تسجيل إصابة نحو 150 طبيباً في المدينة فضلاً عن وفاة 3، ما يزيد من تعقيد الوضع ويسلط الضوء على هشاشة النظام الصحي في مواجهة الوباء.
“كارثي ومثير للرعب”
ووصفت مصادر طبية الوضع في كسلا بأنه “كارثي ومثير للرعب”، فالأطباء أصبحوا الآن في قلب العاصفة. لكن رغم ذلك، يصرون على مواصلة عملهم وتقديم الرعاية للمرضى.
كما قال طبيب، فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العربية.نت”: “كنت في قلب المعركة ضد حمى الضنك، وأصبت بالمرض فجأة”، مضيفاً: “لم أكن أتخيل أنني سأصبح ضحية لهذا الوباء الذي كنت أواجهه يومياً”.
لا أدوية ولا أسرّة
في الوقت نفسه، يواجه المواطنون شرق السودان واقعاً مريراً إذ يتعرضون لخطر الموت بسبب تزايد حالات الإصابة بالمرض، ما يتطلب استجابة فورية وحاسمة من الحكومة والمنظمات الصحية المحلية والدولية.
فالوضع في المستشفيات بالغ الصعوبة، إذ لا تتوفر فيها الإمكانات اللازمة لمكافحة الوباء بشكل فعال.
كما أن هناك نقص حاد في الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية، ما يضطر المرضى إلى شراء احتياجاتهم من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة.
فضلاً عن أن النقص الشديد في الأسرة أيضاً، يجبر المرضى لدفع مبالغ ضخمة لاستئجار الأسرة تصل إلى 2000 جنيه للساعة، ما يزيد من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية.
في المختصر، تعكس هذه الأزمة مدى هشاشة النظام الصحي في السودان، في وقت يحتاج فيه البلد إلى تحرك سريع وحاسم لمكافحة تفشي حمى الضنك.