عن خبراء ومحللين سياسين كيف ستكون الأشهر الـ6 الأولى في حكم ترامب

تحليل/الدستور الإخبارية/خاص:

في ضوء الانتخابات الأمريكية، وانعكاس نتائجها على الملفات في العالم والشرق الأوسط، كان لـ”سبوتنيك” وقفات مع عدد من المحللين السياسين والخبراء، الذين كشفوا خلالها أن ترامب سيعمل على إنهاء الملفات الخارجية خلال الأشهر الستة الأولى من حكمه، ليجلب الأموال إلى أمريكا وتحديدا من دول الخليج.

واعتبر الخبراء أن فشل الديمقراطيين في الحكم سهّل الفوز على الجمهوريين، ومهد الطريق أمام دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأعطاه شعبية غير مسبوقة سيعتمد عليها في اتخاذ قرارات مستقبيلة في أكثر من ملف.

وأشار إلى أنه على الرغم من قدرة ترامب على تحقيق ما وعد به اقتصاديا لأمريكا، إلا أن طريقه خلال الستة الاشهر الأولى من حكمه لن تكون سهلة، وبالتالي ترامب يحتاج أولا إلى البدء بالملفات الخارجية وعليه إنهاء الحرب الأوكرانية والحروب في الشرق الأوسط وتهدئة العالم حتى يستطيع جلب الأموال إلى أمريكا وتحديدا من دول الخليج، معتبرا أن الحرب الأوكرانية وفي الشرق الأوسط ترهق الخزينة الأمريكية.

من جهته، شدد الباحث السياسي الدكتور نبيل سرور، أن وصول ترامب إلى سدة الرئاسة سيكون له أبعاد إيجابية وتحديدا فيما يتعلق بملف الحرب الأوكرانية وهذا يمكن أن يُعزز وضع روسيا نتيجة العلاقات الإيجابية معه، مشيرا إلى أن إعلان ترامب بأنه سيعمل على وقف الحرب في أوكرانيا أثار حفيظة الدولة العميقة في الولايات المتحدة، لكن على الرغم من ذلك ترامب سيعمل بجدية على حل الأزمة الأوكرانية.

ولفت إلى أن شخصية ترامب على المستوى السياسي شخصية برغاماتية تأخذ بالاعتبار البعد الاقتصادي في ما يتعلق بمصالح أمريكا وهذا ما يجعله مرناً في التعاطي مع الملف الأوكراني، موضحا أنه قد يكون لدى ترامب أدوات كثيرة لتغيير السياسة الأمريكية في أوكرانيا عن السياسات التي اعتمدت خلال عهد بايدن.

ورأى سرور أن القيادات الأوروبية من أضعف القيادات منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك من المحتمل أن يكون هنالك إملاءات أمريكية على أوروبا تقضي بوقف الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا قد تكون حذرة في ما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا على الرغم من مجيء ترامب إلى السلطة.

وشدد على ضرورة الحذر تجاه السياسة الخارجية الأمريكية التي لا تزال تتحكم بها العقلية الإمبريالية إضافة الى الدولة العميقة التي قد تعيق مساعي ترامب لحل الأزمات.

وفي السياق ذاته، أكد الباحث السياسي، نادر رونغ هانغ، وعضو مجلس الإدارة الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط من بكين، أن موقف الصين تجاه الولايات المتحدة يستند إلى مبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل، مشددا أن الصين لا تريد المواجهة مع واشنطن ولكن هذا يتوقف على السياسات التي ستعتمدها الولايات المتحدة في ظل ترامب.

وأوضح أن الصين تريد تفادي الحروب التجارية او العسكرية مع الولايات المتحدة، وتريدها أن تفهم أنه يمكن لهما أن تستفيدا من التعاون المشترك الإيجابي في ما بينهما.

ولفت نادر رونغ هانغ إلى أن الصين مستعدة للتبادل والتعاون الاقتصادي والتجاري مع الولايات المتحدة بما يعود بالفائدة على الفائدة الشركات الأمريكية والصينية.

وعن العلاقات الأوروبية الأمريكية في ضوء نتائج الانتخابات، رأى الباحث السياسي المتخصص بالشأن الأوروبي، تمام نور الدين، أن مشكلة الأوروبيين هي أن ترامب سيتعامل مع كل دولة أوروبية على حدة وليس بصفتها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهم قلقون من أن يفرض ترامب رسوماً على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة ويتخوفون من احتمال تقارب ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد أن المواضيع الاقتصادية وموضوع أوكرانيا من أهم المواضيع الخلافية بين الدول الأوروبية وترامب، وخصوصا أن الأوروبين لا يستطيعون وحدهم دعم أوكرانيا، ولذلك يشعرون أنهم في ورطة لأن ترامب يتعامل من منطلق رجل الأعمال الذي يقيم الحساب للربح والخسارة الاقتصادية.

أما الدكتور، رزق زغيب، الأستاذ المحاضر في القانون الدولي بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، فقد رأى أن أولى الملفات التي ستنال اهتمام ترامب هي الحروب الواقعة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وبناء على ذلك سيعمل على إيقاف حدة الجبهات في أوكرانيا حتى ولو وصل الأمر إلى وقف القتال على ما هو عليه اليوم.

وعن نتائج الانتخابات الأمريكية، اعتبر زغيب أنها كانت مفصلية وتاريخية نسبة للتصويت الشعبي للرئيس ترامب وهذا أمر نادر الحدوث في أمريكا، ويُظهر عمق الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي.

‏ولفت زغيب إلى أن الرئيس المنتخب والذي سيستلم بعد عدة أشهر السلطة، يرغب أن تكون الأمور لصالح أمريكا جذريا في الشرق الأوسط ولكن هناك حقائق ووقائع في المنطقة، كما أنه ليس هناك من توجه في الدولة العميقة بأمريكا لقلب الأمور رأساً على عقب في الشرق الأوسط، لأن ذلك سيخلق “فاكيوم” على صعيد السلطة من أفغانستان وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي سيفتح هذه المنطقة على براكين وأهوال لا يمكن لأحد من ضبطها في هذا العالم.

بدوره، اعتبر الباحث السياسي وعضو قيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، رياض عيد، أن الرئيس ترامب لا يمكنه الترشح لولاية أخرى، ومن هنا قد يكون متحرراً من الجالية اليهودية، فهو يريد أن يهتم بأمريكا على صعيد الشعار الذي أطلقه “أمريكا أولاً”.

وتحدث عيد عن “سبع اتصالات تمت بين ترامب والرئيس بوتين والتي وعد خلالها بإنهاء الحرب في أوكرانيا”، لافتا إلى أنه في حال حصل ذلك سينعكس النظام الأمني العالمي.

وأشار عيد إلى أن استراتيجية ترامب هي محاربة الصين اقتصاديا، ولذلك يريد أن يسحب روسيا من علاقتها مع الصين ولكن ذلك لن ينجح.

أما بالنسبة للملف النووي الإيراني، فقد رأى عيد أنه من المرجح أن يدخل ترامب بصفقة مع إيران وفق اتفاق جديد، كي يسحب إيران من الفلك الصيني، لافتا إلى أن ترامب يريد أن يقوم بصفقة كاملة وشاملة في الشرق الأوسط تنهي كل النزاعات.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى