الروبوتات البشرية قادمة فهل نحن مستعدون، منشور تشويقي جدًا يعرض لكم الفرق بين الروبوتات العادية والبشرية وأنواع الروبوتات البشرية مع صورهم.(صور)
تكنولوجيا/الدستور الإخبارية/خاص:
في شهر يوليو المنصرم، كشف إيلون ماسك أن شركة Tesla ستبدأ تصنيع واستخدام “الروبوتات البشرية” بدايةً من العام القادم. وفي “مؤتمر الروبوتات العالمي” الذي أُقيم بنهاية أغسطس بالعاصمة الصينية بكين، ظهر روبوت Tesla الذي يحمل اسم “Optimus” خاطفًا الأنظار، وهذا بالرغم من وقوفه خلف حائلٍ زجاجيّ دون أن يُحرك ساكنًا بينما كانت الروبوتات الأخرى تُمارس أنشطة مختلفة مثل إعداد الطعام، والعزف على الآلات الموسيقية، حتى تحدي الأطفال بألعاب الطاولة.
يُمهد روبوت Tesla الطريق أمام ظهور المزيد من هذه “الروبوتات البشرية” في المستقبل القريب، صحيحٌ أنه ليس الأول من نوعه، غير أن اسم إيلون ماسك دائمًا ما يلفت الأنظار ويُحرك الأسواق، ولكن لحظة.. هل نحن مستعدون؟
كما يتضح من الوصف؛ تُصمم الروبوتات البشرية (Humanoids) بطريقةٍ تحاكي شكل تفاعلاتنا وحركاتنا، إذ عادةً ما تأتي برأس، وذراعين، وساقين محمولين على جذع قوي. تتجذر أصول هذه الروبوتات في الحضارات القديمة، ففي الحضارة الإغريقية مثلًا، صنع هيرو الإسكندري أجهزة ميكانيكية عديدة يمكن اعتبارها نماذج أولية للأنظمة الروبوتية، وفي الصين القديمة، صمم المهندسون أجهزة ميكانيكية كانت الأولى من نوعها في العالم آنذاك، فضلاً عن أن فكرة الروبوتات البشرية عمومًا ما زالت ركيزة أساسية من ركائز الخيال العلمي وأعماله.
معظم الروبوتات الموجودة في عصرنا هذا ليست روبوتات بشرية، لأنها لا تتصرف أو تُفكر مثل البشر، وإن كانت تدخل في العديد من التطبيقات الصناعية منذ خمسينيات القرن الماضي. اليوم، يُقدر عدد الروبوتات النشطة في الصناعة بنحو 3.5 مليون وحدة، مع توافر أكثر من نصف مليون وحدة جديدة كل عام.
أما الروبوتات البشرية الموجودة على الساحة الآن عددها محدود للغاية، تعرف على أشهرها:
Apptronik: Apollo
أزاحت شركة Apptronik الستار عن الروبوت Apollo في عام 2023، وجرى تصميمه على هيئة إنسانٍ لمساعدة البشر في المهام الخطرة والشاقة، وجرى توزيعه في خطِّ إنتاج Mercedes Benz لمساعدة العمال على فحص مكونات السيارات وتمرير القطع على خط الإنتاج، ولقد اشتُهِر بأنه الروبوت الذي قد تُرسله ناسا إلى المريخ يومًا ما.
Figure AI: Figure 01
سمع كثيرون عن هذا الروبوت لأنه من تشغيل OpenAI، وكشفت عنه شركة Figure AI في مارس 2023، ثم بعد ذلك بعام، واستعرضت قدراته في مقطعٍ قصير استطاع فيه أن يؤدي الكثير من المهام البشرية، بل يُفسر سبب أفعاله! وتصف Figure AI روبوتها الشهير بأنه “أول روبوت بشري تجاري في العالم يمكن استخدامه على نطاقٍ واسع”.
Sanctuary AI: Phoenix
من تطوير شركة Sanctuary AI، وهو روبوت بشري مُصمم للاستخدامات العامة والمعقدة ويدخل في كثير من الصناعات والتطبيقات المنزلية. تقول الشركة: “لقد صممنا Phoenix ليكون أكثر روبوت بشري مزود بمستشعرات، والأقدر جسديًّا على الإطلاق”. جديرٌ بالذكر أنه يُباع مقابل 65 ألف دولار.
Unitree Robotics: H1
أسرع روبوت بشري في العالم حتى يومنا هذا، وهو من تطوير الشركة الصينية Unitree Robotics المتخصصة في صناعة الروبوتات. لا يمتلك يدين، ولهذا فإنه سيكون عاجزًا عن تأدية الكثير من المهام المتوقعة من روبوت بشري، غير أن سرعته الكبيرة ومرونته الواضحة تجعلانه ممتازًا في تطبيقات مثل الأمن والتوصيل. بانتظار جاهزيته التي ستكون في غضون 3-10 سنوات حسبما تشير التوقعات لنرى كيف يمكننا الاستفادة منه.
احتياجات وتحديات
“هل نحتاج إلى الروبوتات البشرية”؟ سؤالٌ إجابته الواضحة والمباشرة هي نعم، فهذه الروبوتات تدخل في تطبيقات لا حصر لها، سواء على مستوى الصناعة وأتمتة المهام التي يتولّاها العمال، ومن ثم زيادة الإنتاجية والأمان، أو القطاع الطبي ومراقبة المرضى وتقديم الاحتياجات الأساسية لهم على مدار الساعة، أو غيرهما في كثير من القطاعات الأخرى. المشكلة أن الأمر ليس بهذه البساطة لأن الحديث عن الروبوتات وفوائدها دائمًا ما يقترن بالاعتبارات الخُلقية والتحديات الهندسية.
على الرغم من كل فوائد واستخدامات الروبوتات البشرية المحتملة، فإن وجودها بيننا يُبرز القلق ويثير التساؤلات حول العلاقات البشرية، فمؤخرًا ظهر سوقٌ متنامٍ للروبوتات البشرية الجنسية التي قد تُزعزع المعايير المجتمعية، وهذا حِمل خلقي جديد يجب علينا أن نتعامل معه بالتوازي مع الاعتبارات الأخرى المتعلقة بسوق العمل وخلافه.
علاوة على ذلك، هناك تحديات هندسية كبيرة تُفسر شُح الروبوتات البشرية مقارنةً بنظيراتها العادية مثل الوصول إلى حركةٍ مرنة ومتزنة على التضاريس المختلفة بالقدمين، وهذا شيء صعب للغاية؛ صعب لدرجة أن الإنسان البدائي احتاج إلى بضعة ملايين من السنين حتى يحققه وفقًا للدراسات العلمية. كذلك فإن التحكم بالأشياء التي تأتي بأشكال وأحجام وأوزان متباينة، يُعد تحديًا حقيقيًّا آخر أمام هذه الروبوتات، وإن كانت الشركات تُحرز تقدمًا ملحوظًا في هذا الأمر.