شمسان.. فشل في قيادة تعز وأصبح عقبة أمام إنقاذها..(5-20)

إبراهيم ناجي

منذ تعيين نبيل شمسان محافظًا لتعز، تعاني المحافظة من أزمات متتالية وتدهور كبير في الخدمات العامة، وسط عجز واضح في تقديم حلول جذرية لهذه المشاكل، ويتهم العديد من سكان تعز المحافظ بالتسبب في مضاعفة معاناتهم، حيث يعتقدون أن السياسات التي ينتهجها لا تسهم إلا في تفاقم الأوضاع، وتهدر الموارد التي كانت يمكن أن تخفف من وطأة الأزمات المتعددة التي تعصف بالمحافظة.

تعز، المحافظة التي كانت في يوم من الأيام منبعًا للحضارة والتعليم في اليمن، أصبحت تعيش اليوم ظروفًا مأساوية نتيجة ضعف إدارة المحافظ وفشله في تحقيق أي تقدم يُذكر، وإن الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية، شهدت تدهورًا غير مسبوق، والمواطنون أصبحوا يعانون بشكل يومي للحصول على أبسط احتياجاتهم، بينما يتهمون المحافظ بإهدار الموارد وتسخيرها لمصالحه الشخصية ومصالح بعض القيادات المرتبطة به.

من بين المشكلات الأكثر إلحاحًا التي يعاني منها سكان تعز هي مشكلة المياه، وأصبح الحصول على المياه النظيفة أمرًا شبه مستحيل، حيث يضطر المواطن البسيط لدفع 6000 ريال لكل ألف لتر من المياه، وهذا الوضع أدى إلى زيادة الاستياء الشعبي، خاصة في ظل وجود منظمات محلية ودولية تعمل منذ سنوات على تنفيذ مشاريع لتوفير المياه لسكان المحافظة.

ورغم هذه الجهود، يبدو أن الأموال الضخمة التي تُصرف على قطاع المياه لا تجد طريقها إلى تحسين الوضع، بل تذهب إلى جيوب الهوامير الذين يتصدرهم المحافظ شمسان، حسب ما يتداوله العديد من أبناء المحافظة، وهذه الهوامير تستغل معاناة الناس لتجني أرباحًا على حساب معيشة المواطن البسيط، مما جعل الحصول على المياه أمرًا مكلفًا وشاقًا.

هناك اتهامات واضحة موجهة إلى نبيل شمسان بتوجيه الموارد لصالحه ولصالح بعض القيادات التي جاءت بناءً على نظام المحاصصة، وهذا النظام الذي يكرس الفساد ويفاقم المعاناة، يجعل من الصعب على المحافظة النهوض بأي شكل من الأشكال، فبدلاً من استخدام الموارد المتاحة لتحسين الخدمات أو إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب، يتم هدر هذه الموارد في مصالح ضيقة وشخصية.

وفي ظل هذا التدهور المستمر، تزايدت الدعوات الشعبية لتغيير المحافظ وتعيين شخصية وطنية قادرة على انتشال تعز من واقعها الأليم، وهناك كثير من المواطنين يرون أن نبيل شمسان قد فشل بشكل ذريع في تلبية تطلعاتهم، وأن استمراره في المنصب يعني المزيد من المعاناة والتدهور، ويتطلعون إلى شخصية وطنية تتحلى بالنزاهة والكفاءة، وتعيد لهم الأمل في تحسين أوضاعهم المعيشية وتخفيف وطأة الأزمات.

يبدو أن محافظة تعز تواجه تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، من تدهور الخدمات الأساسية إلى استغلال الموارد بطريقة غير مسؤولة، وإن فشل نبيل شمسان في إدارة المحافظة وإيجاد حلول حقيقية لهذه المشاكل أدى إلى تعميق الفجوة بين القيادة والمواطنين، الذين أصبحوا يتطلعون بشدة إلى التغيير.

تعز تحتاج اليوم إلى قيادة جديدة تعيد لها الأمل وتضع مصلحة المواطن في صدارة الأولويات، بعيدة عن المصالح الشخصية والمحاصصات التي أرهقت المحافظة وجعلتها تعيش في واقع مأساوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى