إيطاليا تطلب من إيران تأجيل الرد: التوصل لاتفاق حول غزة قد ينهي الأزمة
ايطاليا صحيفة الدستور الأخبارية متابعات
طلب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، من وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، خلال مكالمة هاتفية جرت يوم أول من أمس، تأجيل الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لحين انعقاد مباحثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، يوم الخميس، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق سيكون مفتاحاً لحل الأزمة الذي “إن تقرر فإنه من الممكن أن يغير السيناريو بشكل جذري”.
وأضاف تاياني، في مقابلة أجرتها معه صحيفة لا ستامبا الإيطالية، اليوم الأربعاء، أنه قال لباقري خلال المكالمة التي استمرت لمدة 40 دقيقة: “انتظروا على الأقل لحين انعقاد قمة 15 أغسطس/آب، ومن ثم اتخذوا قراركم. إن مفتاح كل شيء في هذه المسألة يكمن في وقف إطلاق النار في غزة، وإذا تقرر فسوف يكون من الممكن أن يتغير السيناريو تغيراً جذرياً. ولعل الصورة الآن أكثر وضوحاً للجميع في المنطقة أن الوقت قد حان لإيقاف هذا التصعيد العسكري المستمر”.
وبحسب ما قال تاياني في المقابلة، فإن “طهران تطالب بالحق في الرد على إسرائيل، وقد حذرت علي باقري كني (من التسرع) وأن الأمر جله بيد إيران، وعليها أن تقرر إمّا أن تنتظر أو لا. أمّا إذا نفذوا الهجوم (قبل انعقاد القمة) فسوف تضيع فرصة التوصل إلى اتفاق، وربما تعم الفوضى”. ورأى أن “وقف إطلاق النار من شأنه إزالة أسباب الهجوم، إن كانت غزة وإطلاق دينامية سياسية جديدة في الشرق الأوسط موضع اهتمام حقيقي بالنسبة للإيرانيين”، مستدركاً بقوله إنه “على الرغم من أنني لم أتلق رداً من كني، فإن ذلك لا يعني أن موقفه لا يبعث على الاطمئنان، ففي هذه الساعات من الوارد أن يحدث أي شيء. ونحن على اتصال لا ينقطع مع الحلفاء ومع سفاراتنا. وطالما أن ثمة مساحة للتفاوض، فهناك أمل”.
ورداً على سؤال حول المبادرات التي من الممكن أن تتخذها إيطاليا بهذا الأمر من موقعها بصفتها رئيساً للدورة الحالية لمجموعة السبع، مع الاستفادة أيضاً بقنوات الاتصال التي تملكها تقليدياً مع إيران، قال وزير الخارجية الإيطالي: “سوف أتقدم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد الشهر المقبل في نيويورك، بمقترح مشروع على مستوى المجموعة لإعادة إعمار غزة ليس فقط من الناحية الإنسانية وإنما أيضاً من المنظور السياسي والاقتصادي”.
وأكد استعداد بلاده لإرسال “قوة عسكرية من أجل العمل -في المرحلة الانتقالية التي يتعين أن تخضع لإدارة الأمم المتحدة وقيادة الدول العربية- على تأسيس دولة فلسطينية من خلال التوحيد بين قطاع غزة والضفة الغربية، على أن يكون محاورنا في هذه الحالة السلطة الوطنية الفلسطينية وليس حماس”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة طلبت من إيطاليا تولي مهمة تدريب قوة أمنية فلسطينية مؤهلة على يد قوات الدرك الإيطالية (الكارابينييري)”.
وعن السبب في عدم شروع إيطاليا في هذا المسار من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، مثلما فعلت دول أخرى من بينها إسبانيا، أوضح تاياني أن إيطاليا “تؤيد قيام دولة فلسطين، إلا أن ثمة حاجة لتقديم منظور واقعي ملموس للشعب الفلسطيني”، مضيفاً “كيف لنا الاعتراف بدولة في ظل وجود حماس التي تسيطر على جزء كبير من فلسطين وتقول إنها تريد تدمير إسرائيل؟، صحيح أن دولاً أخرى اعترفت بدولة فلسطين، ولكن ماذا تغير في الوضع؟”. وتابع “نحن لا نريد في هذا التوقيت أن نوجه لإسرائيل صفعة أخلاقية (باعترافنا بدولة فلسطين)، وإنما نرغب في أن نجلبها إلى مفاوضات من شأنها إضفاء الواقعية على حل الدولتين”.
وأوضح تاياني أن موقف بلاده “واضح في مساندة إسرائيل، ولكن هذا لم يمنعنا كأصدقاء من دعوتهم إلى احترام القانون الدولي. وأنا لا أتفق مع من يقول، في الحكومة الإسرائيلية، إنه يجب تجويع مليوني فلسطيني. ولكنّي أُذكّر هنا بأن حماس استخدمت السكان المدنيين في لعبة سياسية قذرة للغاية. والحقيقة هي أن الهجمات المشتركة من غزة ومن حزب الله كانت تهدف دائماً إلى مقاطعة اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية”.
وحول الاتصال الهاتفي الذي أجرته رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مع نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي دعته فيه إلى تجنب التصعيد في جنوب لبنان (حيث يتمركز العسكريون الإيطاليون)، علق تاياني قائلاً: “على حزب الله أيضاً أن يتجنب السيناريو الأسوأ وأن يتوقف عن إطلاق الصواريخ. وعلى أية حال، فسوف نكون على أتم الاستعداد، إذا لزم الأمر، لإجلاء المدنيين الإيطاليين”.