عندما يكون ( الدفاع ) عن القضية هدفًا لإرباك القيادات
[ad_1]
/ صالح شائف
أزدادت في الآونة الأخيرة حالة التعبير عن القلق والخوف على قضيتنا الوطنية؛ بل أن الأمر وصل عند البعض إلى الإحباط واليأس الكامل؛ وبأن القضية قد ( ضاعت ) بسبب ( تراخي ) الانتقالي؛ وأصبح موقفه محيرًا بالنسبة لهم؛ ومحل تشكيك بإخلاصه وبصدق تمسكه بالقضية؛ ولعل في هكذا آراء ومواقف من قبل البعض تنطلق من الحرص الشديد النابع من إخلاصهم لقضية شعبهم الوطنية؛ وهذا أمر يمكن تفهمه وتقديره تمامًا؛ غير أن هناك من يستخدم قناع الحرص و( الدفاع ) عن القضية للنيل منها عبر إرباك القيادات وإظهارها بموقف العاجز وغير المؤهل للدفاع عن الجنوب وقضيته وبدوافع سياسية مختلفة.
لقد سبق لنا وأن حذرنا مرارًا من تأثير التفاعل السلبي مع ما يتم ضخه عبر شبكة التواصل الإجتماعي وبكل منصاتها؛ وهو ما يتطلب حضور الفهم والوعي السياسي العميق والإدراك الشامل؛ من قبل المدافعين عن قضيتهم والمخلصين لها حقًا وفعلًا؛ وبما يجعلهم يستوعبون وعلى نحو لا لبس فيه ولا غموض؛ بأن معركة شعبنا مع الإعلام المعادي ومن يدور في فلكه ولأسباب خاصة بهم وليس بالدفاع عن القضية؛ هي معركة حقيقية كبرى وخطيرة وتدور على مدار الساعة؛ لإستهدافها وعي الناس مباشرة بهدف تشويش الصورة لديهم بشأن دور وموقف الانتقالي من قضيتهم وموقفه من عملية التسوية؛ وهز قناعاتهم أملًا بتغيير مواقفهم من قضيتهم أساسًا وليس من الانتقالي وحده بطبيعة الحال.
إن الحرص على مسار قضية شعبنا الوطنية وضمان وصولها إلى بر الأمان؛ لا يمر عبر التشكيك بالانتقالي ومحاولة عزله ومحاصرته بل وحتى إسقاطه كما يعمل البعض على ذلك وبكل ما لديهم من قدرات وطرق ووسائل؛ ويأملون من خلالها الوصول إلى هدفهم التآمري المعروف لدى شعبنا: لأن ذلك لايعني غير نجاحهم في إفشال مشروع الجنوب الوطني؛ ويمثل لهم ذلك نصرًا كبيرًا ومن بوابة إفشال الانتقالي؛ الذي يقف حجر عثرة كبرى في طريق تحقيق أهدافهم؛ لأنه ببساطة الكيان الوطني الواسع والأكبر والأكثر حضورًا وفعالية على كامل خارطة الجنوب الإجتماعية والجغرافية؛ وأصبح اليوم يتمتع بحضور فعال على الساحتين الإقليمية والدولية ولا يمكن تجاوزه.
ونحن هنا لا ندعو للكف عن توجيه النقد والملاحظات الجريئة للإنتقالي؛ أو للتوقف عن توجيه الرسائل الوطنية والسياسية له؛ بهدف لفت إنتباهه لكثير من القضايا ودعوته لتصحيح وتصويب الكثير من الأمور المتعلقة بسياساته وخطواته العملية؛ وسلوك وممارسات البعض من القيادات العسكرية والمدنية المحسوبة عليه أو التي تتصرف بأسمه؛ بل نحن مع كل ذلك تمامًا؛ وكنا ومازلنا ممن يمارسون وبوعي مثل هذا الموقف ومنذ أن تأسس الانتقالي؛ وسيبقى الأمر هو ذاته طالما تطلب الموقف الوطني ذلك