سيدة تستكين للمطر (بورتريه)

[ad_1]

 

كانت لديها مزهريات تحتل شرفة منزل حديثها الهادئ، تتفتح وتذبل حسب ما تشعر به أنفاس طقس غائم عابر في مخيلتها.

الماء لا يروي وحده عطش تراب ورداتها، ولا النسيم وحده يسافر بهن إلى أعلى نافذة طيبتها، تشتاق لجمال زهر باسق في مدى وجناتها.
***

هواء ساخن وثلج أبيض ناصع في راحتيها الباردتين والدافئتين. تحتضن أطفال أهلها ومتعبي الأقارب والجيران. تمتطي جواد لينها، تتفانى في ضم وشائجهم وأحلامهم.

تفرح لنسائم أهواء شغف (إنساني) مانع، تُفرِّجُ كرب شجون ريح مواجعهم. تعارك وهن جسد ضئيل، بزيارات لا تنتهي من الألم. لا تستحي من إخفاء سرور فضائلها عن ظنون العيون.

لا تشح بوجهها عنهم، تصبو لسكينة حبها لهم، لا تكل من دعم طامحين لكرمها المتوج. تشغل بالها وطاقتها بهم لدرجة الوهج المضني. لا تستريح إلا لتواصل ما تصر على القيام به.
***

كبركان غضب، تنفجر أحيانا، في وجه ناكر أو ماكر أو قريب عاثر الحظ أو بعد سائب جائر، وتهدأ كرعد حل فجأة واختفى.

كأنها ليست من هاجت، عاصفة عاتية في شتاء بحري مظلم.
تمضي مشاداتها مع نفسها بردا وسلاما.

تهفو لأمنية تسكن عطر روحها، تتأخر قليلا لحكمة في بهاء سكينتها. تقف على حدود طفولتها، تهوى أن تبتل خصلات شعرها المخبأ بين أزهار ربيع زاخر بزخات مطر ناعم.

رحال لحسيني
12 أكتوبر 2023

 

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى