النووي الإيراني مكشوف للأميركيين.. وواشنطن تُسمع طهران رسائلها
[ad_1]
“نقطة على السطر”
خلال الأشهر الماضية، تابعت إيران تخصيب اليورانيوم عند مستويات 60% ولديها كميات كبيرة منه، ومع ذلك لم يتسبب الأمر بحالات الهلع التي شهدناها من قبل عندما رفعت إيران نسبة التخصيب إلى حدود 30%.
مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية يؤكدون أن مسألة تخصيب اليورانيوم في إيران أمر مقلق، وفي تصريحات خاصة بـ”العربية” و”الحدث” قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إنه “من الضروري لنا الإيضاح، كما فعل الرئيس منذ اليوم الأول من بدء إدارته، وهو أننا لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ونقطة على السطر”.
وأضاف أن “كل الخيارات على الطاولة لمعالجة هذا الأمر، ونحن ننسّق عن قرب مع شركائنا وحلفائنا في ذلك”.
البيانات الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد انتهاء اجتماعات مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى تمسّك الإدارة بهذه السياسة.
معلومات إضافية لـ”العربية” و”الحدث” من الإدارة الأميركية تشير إلى أن الأميركيين لديهم “رؤية واضحة” لما يفعله الإيرانيون في مقراتهم النووية، والأميركيون قادرون على رصد أي تطور في البرنامج النووي الإيراني، وهم مرتاحون الآن إلى وضوح معلوماتهم، وسيتصرفون لو كانت هناك ضرورة.
تقدير الأميركيين الحالي للمشروع الإيراني وقدرتهم على رصد نشاطه يجعلهم إلى حد كبير مطمئنين إلى أن إيران لن تعمل الآن على بناء سلاح نووي.
صد إيران
من الصعب مقارنة هذا الحزم الأميركي في الشأن النووي مع موقف إدارة بايدن من نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
إدارة دونالد ترامب الجمهورية تبنّت سياسة تقوم على مواجهة التصرفات الإيرانية، والإصرار على أن تعود إيران إلى داخل حدودها، وتتخلّى عن دعم الميليشيات الموالية لها.
إدارة بايدن استعملت منذ العام 2021 تعبير “صد إيران”، وهي غير محددة المعالم، لكن المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية يريدون القول إن مقاربة إدارة بايدن تقوم على التعاون مع الشركاء والحلفاء في المنطقة وفي العالم لـ”صد ايران” وتصرفاتها المزعزعة للاستقرار.
مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قال في تصريحات خاصة بـ”العربية” و”الحدث” إن “ما هو واضح جداً هو ما تتحدّث عنه إيران حول دورها في المنطقة والمجموعات التي تدعمها وكيف يحاولون التأثير على الأمور لمصلحتهم، وهذا يتناقض بشكل كامل مع ما تقوله الدول في المنطقة عن رؤيتهم ورؤية العالم للمنطقة”.
ردع إيران
كانت معلومات لـ”العربية” و”الحدث” في شهر فبراير/شباط الماضي أشارت إلى أن مسؤولين من الإدارة الأميركية التقوا مسؤولين في الحكومة الإيرانية على أراضي دولة عربية، وخلال الاجتماع وجّه الأميركيون باسم الرئيس الأميركي تهديداً واضحاً بأنه سيحمّل إيران مسؤولية ما تقوم به الميليشيات الموالية لها في سوريا والعراق، خصوصاً الهجمات على الجنود الأميركيين.
كما هدّد الأميركيون الإيرانيين بأن بايدن سيأمر بقصف مواقع على الأراضي الإيرانية لو تابعت الميليشيات الهجمات، وخصوصاً لو سقط ضحايا أميركيون.
المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية قال في تصريحات لـ”العربية” و”الحدث”: “أستطيع القول إننا كنا واضحين. لدينا قنوات اتصال مع الإيرانيين ونقول لهم ما يقلقنا بشأن تصرفاتهم عامة، وكذلك ما هي عواقب هذه التصرفات”. وتابع قائلاً: “أعتقد أنهم يسمعوننا بوضوح تام”.
تعتبر الإدارة الحالية أنها نجحت في ردع إيران، كما نجحت في وقف هجمات الميليشيات في سوريا والعراق لكنها لم تنجح في الوصول إلى النتيجة ذاتها في اليمن، خصوصاً أن الحوثيين يتابعون هجماتهم على الملاحة في المياه الدولية، ويتسببون بمخاطر عالية للسفن، كما أنهم يستنزفون قدرات هائلة لدى البحرية والقوات الجوية الأميركية.
مسارات النظام المقلقة
معارضو إدارة جو بايدن لا يأخذون سياسته بكثير من الجد، ويعتبرون أنه هادن إيران عندما دخل إلى البيت الأبيض، كما يعتبر صقور الجمهوريين أن البرنامج النووي الإيراني خطير جداً، ودعم الميليشيات يهدد الأمن في المنطقة ويجب التعامل معه بحزم أكثر بكثير.
ولكن الإدارة الحالية تعتبر أنها تقود سياسة متوازنة وحازمة، ويختصر المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية الموقف من إيران بالقول لـ”العربية” و”الحدث”: “أعتقد أن النظام يعبّر عن لا مبالاة في الاستماع إلى شعبه ويتابع مساراً مقلقاً جداً على صعيد السياسة الخارجية وكيف يتعاملون مع المنطقة”.