صدمة كبيرة لأمريكا ومفاجأة لم تكن في الحسبان جاءت من اليمن!.. ماذا حدث؟

تحدث باحث سياسي يمني عن أحداث شكلت صدمة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ومفاجأة لم تكن تتوقعها جاءت من اليمن، وقلبت العديد من الموازين والحسابات .

 

صدمة أمريكا وأوروبا

 

وقال الباحث عبد السلام محمد، إن “المستجدات في الساحة الإقليمية والدولية بالذات ما شهدته غزة والبحر الأحمر صدمت فعليا الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والأوربيين”.

 

واضاف في مقال تحليلي رصده المشهد اليمني،: “فلم يكن لدى واشنطن ولندن وحلفائهما معلومات دقيقة عن قدرات حماس الفلسطينية والحوثيين في اليمن، ولا حتى عن الاستراتيجية الإيرانية العابرة للحدود والمتعدية للخطوط الحمراء، حتى تفاجئوا بهجوم السابع من اكتوبر وسيطرة إيرانية شاملة على البحر الأحمر ، فلماذا كانت الصدمة؟ ولماذا لم يتوقعوا الحدث؟”.

 

تحقيق مكاسب!

 

وذكر أن أمريكا وبريطانيا، خلال الثلاثة العقود الماضية وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، شعرت بالحاجة لإعادة رسم الجغرافيا في الشرق الأوسط من أجل تحقيق العديد من المكاسب مثل :

 

1) إضعاف الحركات السياسية المناهضة للغرب اليسارية والقومية والإسلامية من خلال بناء حركات موالية ترفع شعار الديمقراطية أو الإسلام صوريا.

 

2) دعم الأقليات للوصول للحكم لإبقاء السيطرة على القرار وموارد النفط والغاز والمعادن .

 

3) تقسيم المنطقة بين إيران وإسرائيل لضمان تفكيك الدول والجماعات العربية الصلبة وبقاء التهديد على دول الخليج الغنية مستمرا .

 

حرب واستغلال

 

وفي ضوء هذه الاستراتيجية – يضيف الكاتب والباحث السياسي – شهد العقد الأول والثاني حربا على ما يسمى الديكتاتوريات والإرهاب وكان أول الضحايا أفغانستان والعراق ولبنان وصب ذلك في مصلحة إيران التي تمددت غربا وشرقا .

 

أما العقد الثالث “فقد تم استغلال الربيع العربي لدعم حروب أهلية لتمكين الأقليات في الحكم وواصلت إيران سيطرتها في المنطقة ووضعت يدها على سوريا واليمن” . بحسب الباحث.

 

وأضاف: “استغل الأمريكان والبريطانيون الأحداث ودعموا كيانات وأحزاب ومراكز أبحاث ومنظمات فهلوية للترويج لرؤيتهم الجاهزة، لكن مع طول المدة تعلمت هذه المؤسسات من أين تؤكل الكتف، وخلعت ثوب المهنية ولبست جلباب التجارة، وتعاملت مع كل الأطراف حسب ما يريدون وحسب ما يدفعون، ومع استمرار الكذب صدق الأمريكيون كذب أدواتهم، وأصبحت معظم المعلومات التي يعتمدون عليها غير دقيقة، ولم يفيقوا من الصدمة إلا بعد أن رأوا جنود إسرائيل الحليف الأهم في قبضة كتائب القسام، وصواريخ جماعة الحوثي المدعومة من إيران المقاول من الباطن لهم تلاحق البوارج الأمريكية وتضرب سفن التجارة الدولية وتفرض واقعا جديدا بين مضيق باب المندب وقناة السويس في البحر الأحمر ، وبين مضيق هرمز وخليج عدن في البحر العربي والمحيط الهندي”.

 

الجماعة الفهلوية

 

وتابع: “ورغم كل هذا الفشل لازالت الجماعة الفهلوية التي تروج للكذب، تبيع الماء في حارة السقائين، ولأن السوق راكد فهي تضطر لتقديم خدمات سقي ماء البحر المالح مجانا على ضفاف الأنهار العذبة”. بحسب تعبيره.

 

وواصل انتقاده لمن وصفهم بالفهلوية، الذين “بلغت ثقتهم في أنفسهم للقول: “لا يمكن لهذا العالم أن يناقش قضية اليمن بدوننا”، والحقيقة نحن نريد هذا العالم المخادع لنفسه أن يثق فيكم لتفشل استراتيجية التقسيم الجديد للمنطقة” . وفق قوله.

 

وأتم مقاله بالقوله: “كان على هذا العالم أن يدرك أن مصالحه في استقرار المنطقة وإعادة التوازنات حسب الواقع، لا حسب خيال مصالحه، لأن الهزات في الشرق الأوسط تتحول براكين في أوربا، ولو وصلت النار جارك اليوم ستمسي في دارك غدا !!”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى