خيارات «صعبة» لإسرائيل ونتنياهو.. كيف سيرد بايدن على «اجتياح رفح»؟

[ad_1]
f4106215 007b 4bc9 9082 122351061d3a

«لا موعد للقاء، ولا كلمة بالكنيست، والمساعدات العسكرية مهددة».. هكذا تحول «الإحباط المكتوم» للرئيس الأمريكي جو بايدن، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى «غضب ظاهر».

رد فعل بايدن جاء في أعقاب إصرار حكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو على استمرار التصعيد في غزة رغم الخسائر البشرية الفادحة التي تسببت في حرج شديد للحليف الأمريكي، والتصريح بالاستعداد لاجتياح رفح الذي يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

«لا لقاء أو كلمة»
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، أنه لم يحدد موعدا لاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف بايدن أنه “لا يعتزم أيضا في هذه اللحظة إلقاء كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي”.

في تصريحات تنبئ، بحسب مسؤولين بالإدارة الأمريكية، بمستقبل قاتم للعلاقات وخاصة التعاون العسكري بين البلدين، مع استمرار تدهور العلاقة بين بايدن ونتنياهو.

«تقييد المساعدات العسكرية»
ووفقا لأربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين، فإن “الرئيس بايدن سيفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدمًا في اجتياح واسع النطاق لرفح».

وأوضح المسؤولون لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أن “انفتاح بايدن على اتخاذ هذه الخطوة يعكس التوترات الشديدة في علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي رفض الجهود الخفية التي بذلتها إدارة بايدن لكبح جماح إدارته للحرب مع حماس”.

وفي حين أن بايدن لم يتخذ أي قرار بشأن الحد من عمليات نقل الأسلحة في المستقبل، إلا أن المسؤولين قالوا إنه “قد يفعل ذلك إذا شنت إسرائيل عملية جديدة تزيد من تعرض المدنيين الفلسطينيين للخطر”.

وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية للصحيفة: “إنه شيء فكر فيه بالتأكيد”.

وأعطى بايدن مؤشرات متباينة حول مبيعات الأسلحة المستقبلية لإسرائيل، ووصف في العام الماضي فكرة تكييف المساعدة العسكرية بأنها “فكرة جديرة بالاهتمام”.

وفي مقابلة أجريت معه في نهاية الأسبوع، قال بايدن إنه سيواصل إرسال الأسلحة إلى البلاد، وخاصة نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” الذي يحمي من صواريخ حماس.

لكنه قال في المقابلة نفسها لشبكة «إم إس إن بي سي» إن الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين في غزة كانت بمثابة “خط أحمر” بالنسبة له، مضيفا: «لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطيني إضافي».

وبحسب الصحيفة، فقد استخدمت إدارة بايدن مجموعة من التكتيكات الدبلوماسية للتأثير على إسرائيل، وقد يكون التحرك نحو فرض شروط على المساعدات وسيلة أخرى لحمل إسرائيل على تغيير تفكيرها بشأن حملة واسعة النطاق على رفح».

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، في بيان، لـ«بوليتيكو»: «لن نعلق على تكهنات مصادر مجهولة أو نضيف إلى ما قاله الرئيس في نهاية هذا الأسبوع».

لكن عند سؤالها عن استعداد بايدن لربط المساعدات بالإجراءات الإسرائيلية المستقبلية، قالت نائبة المتحدث الصحفي للبيت الأبيض أوليفيا دالتون: “إنه يعتقد أن هناك أساليب أخرى اتخذناها ونتخذها وهي أكثر فعالية”.

وأضافت للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: “لا أعتقد أنه من المفيد تخصيص مصطلح من نوع (الخط الأحمر) لمجموعة معقدة للغاية من السياسات. لقد رأيتم الرئيس يتحدث بصوت عالٍ وصريح للغاية بشأن ما نفكر فيه بشأن الوضع على الأرض وما يجب أن يحدث من هنا”.

ولاحظت شانا كيرشنر، أستاذة سياسات الشرق الأوسط في كلية أليغيني، كيف أن الإدارات السابقة، بما في ذلك الإدارات الجمهورية، جعلت المساعدات لإسرائيل مشروطة بالخلافات السياسية.

وقالت: “إذا استمر الوضع، واستمر بالمعدل الذي نحن عليه الآن، فهذا شيء عليك أن تفكر فيه”.

بين العناق والضغط
وفي وقت مبكر من الحرب، اتبع بايدن استراتيجية العناق في العلن والضغط في السر مع إسرائيل، على أمل أن يسمح ذلك للولايات المتحدة بالحفاظ على نفوذها مع نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.

لكن إسرائيل رفضت باستمرار نصيحة البيت الأبيض من خلال شن حملة عسكرية شاملة لاستئصال حماس من غزة، وهي الحملة التي أدت إلى نقص واسع النطاق في الغذاء والماء والدواء وغير ذلك من الإمدادات في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة.

ولكن مع تزايد انتقاد بايدن للعمليات الإسرائيلية بشكل علني، لم يتحرك نتنياهو إلا بشكل هامشي.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، أن “قواته ستنتقل إلى رفح”، على الرغم من تحذيرات الرئيس.

وأضاف في تصريحات صحيفة: “سنذهب إلى هناك. لن نتركهم. كما تعلمون، لدي خط أحمر. هل تعرف ما هو الخط الأحمر؟ إن السابع من أكتوبر/تشرين الأول لن يتكرر مرة أخرى.. لن يحدث ذلك مرة أخرى».

هل اقترب الاجتياح؟
ورغم التصريحات العلنية بشأن الشروع في اجتياح رفح، إلا أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا، طلب عدم الكشف عن هويته، أكد أن “اجتياح رفح ليس وشيكاً”.

وأضاف المسؤول: “لا تزال هناك حاجة لإجلاء المدنيين وتجهيز القوات قبل دخول المدينة الواقعة على الحدود بين غزة ومصر”، مؤكدا أن “العملية لا يمكن أن تبدأ اليوم حتى لو أعطى نتنياهو الأمر”.

وأكد مسؤول أمريكي خامس، أن إسرائيل لم تشارك بعد خطة “ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ” لحماية المدنيين في رفح مع إدارة بايدن.

وتريد الولايات المتحدة أن ترى ذلك قبل أن تعطي الضوء الأخضر الضمني لتقدم إسرائيل.

خلافات مستمرة
وكانت خلافات بايدن ونتنياهو واضحة حتى قبل الرد على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص.

وندد بايدن علنًا بخطة نتنياهو لإصلاح القضاء الإسرائيلي، وأشار سرًا إلى أن رئيس الوزراء يتصرف “كمجرم”، مقارنًا جهوده بمسعى الرئيس السابق دونالد ترامب لإلغاء انتخابات 2020، وفقًا لمسؤولين آخرين مطلعين.

ومنذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول، بدأ كبار مساعدي بايدن مناقشة خاصة حول الشكل الذي ستبدو عليه إسرائيل ما بعد نتنياهو، معتقدين أن الإخفاقات الأمنية التي حدثت في 7 أكتوبر/تشرين الأول ستؤدي في النهاية إلى الإطاحة برئيس الوزراء.

وبعد خطابه عن حالة الاتحاد، والذي قرر فيه بايدن مرة أخرى دعم إسرائيل بينما وعد بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، إلا أنه أعلن في نهاية هذا الأسبوع عن خوفه من أن خوض نتنياهو للحرب يضر بشكل لا رجعة فيه بمكانة إسرائيل في الحرب.

وقال بايدن في المقابلة: “لديه الحق في الدفاع عن إسرائيل، والحق في مواصلة ملاحقة حماس، ولكن يجب عليه، أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تُزهق نتيجة الإجراءات المتخذة».

وأضاف: «من وجهة نظري، فهو يضر إسرائيل أكثر من مساعدتها. وهذا يتناقض مع ما تمثله إسرائيل، وأعتقد أنه خطأ كبير. لذلك أريد أن أرى وقفاً لإطلاق النار».

يعد وقف القتال أمرًا حيويًا بالنسبة لبايدن الذي يتعامل مع رد فعل سياسي حاد، يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وزيادة المساعدات المدنية للفلسطينيين في غزة.

مصير نتنياهو
وفي سياق متصل، قال آرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط، الذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “إنه يائس، ليس فقط بسبب محاكمته، لكنه يعلم جيدا أنه عندما تنتهي الحرب، فإن الضغط سيتصاعد لتحديد من كان مسؤولاً عن الفشل الإسرائيلي في منع هجوم حماس”.

وحول قيام إسرائيل باجتياح رفح، وهو ما يقول معظم المحللين إنه سيحدث بعد شهر رمضان، فإن السؤال الأكبر بالنسبة لبايدن بشأن اشتراط المساعدات سيظل: هل سيجبر ذلك إسرائيل على تحسين الوضع الإنساني في غزة؟”.

هذا ما أكد ميلر أنه “لا يمكنه القيام بذلك دون التعاون والتنسيق النشط مع حكومة إسرائيل”.

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button