لأغراض عسكريّة.. ما هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التي اختبرتها إسرائيل ضدّ غزة؟
[ad_1]
في ظل تطورات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تحاول إسرائيل تعزيز جهوده لتحسين قدراته التكنولوجية، ومن بين هذه الجهود بدأ الجيش الإسرائيليّ باختبار تقنيات جديدة عبر الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي مع استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، بينما يسعى الجيش الإسرائيلي إلى زيادة عدوانه على القطاع بمختلف الطرق والوسائل.
مخاوف متزايدة
في أحداث غزة الأخيرة، استخدم الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في القطاع، بهدف التصدي للمسيّرات ورصد أنفاق حركة حماس.
ورغم فعالية هذه التقنيات في المعركة فإنها أثارت مخاوف متزايدة من دور الأسلحة ذاتية التشغيل في الحروب، حيث إن استخدامها قد يؤدي إلى تصعيد الصراع وتأجيج الأوضاع الإنسانية في المنطقة بشكل أكبر.
وتثير هذه التقنيات قلقاً كبيراً لدى منظمات حقوق الإنسان، وخاصة في ظل الحصيلة المرتفعة للقتلى في صفوف المدنيين، إذ تقول الخبيرة في قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، ماري ويرهام، لوكالة فرانس برس: “نحن نواجه أسوأ وضع ممكن لجهة القتل والمعاناة، وجزء منه تتسبب به التقنية الجديدة”.
وأيدت أكثر من 150 دولة، في كانون الأول الماضي، قراراً للأمم المتحدة يتحدث عن “تحديات ومخاوف جدية” في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي وأنظمة السلاح ذاتية التشغيل.
أسلحة جديدة
ونشر الجيش الإسرائيلي، في 22 كانون الأول الماضي، مقاطع فيديو تظهر وحدة “ماجلان” وهي تستخدم قذيفة هاون جديدة ذات دقة عالية، تُعرف باسم “اللدغة الحديدية” (Iron Sting)، خلال عمليات قصف تستهدف المدنيين داخل قطاع غزة.
وكانت هذه القذائف قد أعلنت عنها شركة “أنظمة إلبيط” الإسرائيلية منذ آذار عام 2021، ولكنها استخدمت أول مرة في الحرب الحالية على قطاع غزة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتُعتبر تلك القذيفة المتطورة إحدى الأسلحة الجديدة التي تستخدمها “إسرائيل” في قصف قطاع غزة، وعلى الرغم من أنها ليست السلاح الوحيد الذي يتم اختباره في هذه الحرب، فإنها تمثل جزءاً من تشكيلة الأسلحة الجديدة التي تُجربها “إسرائيل” حالياً.
ومن الواضح أن إسرائيل تلجأ دائماً إلى تجريب تلك الأسلحة الجديدة في سياق حروبها على الأبرياء العُزّل في قطاع غزة وفي مناطق أخرى.
في غضون الأسابيع الثلاثة بعد “طوفان الأقصى”، أرسلت شركة “سكايديو” الأمريكية أكثر من 100 مسيّرة جديدة، وذلك بناء على طلب الجيش الإسرائيلي وتعتمد المسيّرة في تحركها على الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى توجيه بشري، وتُستخدم في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أنواعها، وفقاً لتقرير صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.
وقام الجيش الإسرائيلي بشراء طائرات ذاتية القيادة من شركة “شيلد إيه آي” الأميركية، وتحديداً طائرات “نوفا 2″، وهي طائرات مسيّرة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة للتحرك الذاتي داخل المباني.
ad
ويُلاحظ أن هذا النوع من المسيّرات يتم استخدامه بشكل أساسي داخل المباني، حيث يتم التحكم في حركتها من خلال تخطيط مسارات محددة واستخدام خوارزميات الرؤية الحاسوبية، دون الحاجة إلى نظام “جي بي إس” (GPS) أو التوجيه البشري.
وفي منتصف عام 2023، قدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية تقنيات حديثة جداً مصممة لتجهيز دبابات الجيش، حيث كشفت عن “دبابة المستقبل” التي أطلقت عليها اسم “كرمل”، ووُصفت هذه الدبابة بأنها آلية فريدة، حيث يتضمن تصميمها الداخلي شاشات كبيرة تعمل باللمس، وتتمتع برؤية تصل إلى 360 درجة، ومجهزة بنظام تشغيلي ذاتي وأجهزة استشعار متطورة.
وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية فإن دبابة “كرمل” يمكن أن يكون بها جنديان اثنان، وبها خيار القيادة الذاتية للمركبة، وتحديد الأهداف بمساعدة أجهزة الاستشعار والكاميرات، إلى جانب الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى دبابة “كرمل” تتوفر أيضاً دبابة “ميركافا باراك”، التي تصنفها وزارة الدفاع الإسرائيلية كـ “جيل خامس”، وتتضمن هذه الدبابة أنظمة استشعارية شاملة للكشف عن الأهداف، وتمتلك القدرة على مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع وحدات أخرى في القوات المسلحة.
مع هذا، فإن استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على المسيّرات الحديثة، بل يمتد أيضاً إلى تحديد الأهداف أثناء القصف على الأرض، فبعد الحرب على قطاع غزة في أيار عام 2021، أشار المسؤولون إلى أن إسرائيل خاضت “حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي”، ولكن النزاع الحالي فتح الباب أمام الجيش الإسرائيلي لاستخدام هذه التقنيات في نطاق أوسع بكثير من المرة السابقة.
وتُعد منصة تحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي المعروفة باسم “جوسبل” (The Gospel) من الأمثلة على هذا الاستخدام المتقدم للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة.
ويعتمد الجيش الإسرائيلي على منصة “جوسبل” لتقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، واقتراح الأهداف ذات الصلة بالهجوم داخل منطقة محددة، وحساب كمية الذخيرة اللازمة للعمليات العسكرية.
وتُعَدُّ هذه الخوارزميات أحد أكثر الطرق تدميراً وفتكاً في القرن الحادي والعشرين، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، وذلك ما يفسر نجاح الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات القصف على قطاع غزة بالوتيرة العالية التي شهدناها.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن خوارزمية “جوسبل” قامت تلقائياً بتحديد الأهداف بوتيرة سريعة، حيث أشار إلى أن الخوارزمية سجلت 100 هدف يومياً لعمليات القصف، بينما كان يتم تحديد حوالى 50 هدفاً سنوياً للقصف في قطاع غزة، كما وصف ضباط سابقون في الجيش الإسرائيلي هذه الخوارزمية بأنها “مصنع للاغتيالات الجماعية”.
ويعتمد نظام “جوسبل” على معلومات وصور من الطائرات المسيّرة والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات، كما يستخدم بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، ثم يعطي إرشادات لأهداف يجب مهاجمتها، مع بيان حول عدد الأشخاص المحتمل قتلهم في القصف. (الخليج أونلاين)
[ad_2]