محتوى سياحي يُذهل الجزائريين.. "هل فعلاً هذا المنظر في بلادنا؟"

[ad_1]
da1f0112 eeef 497c a0af ac0c0d85abb8

يعتبر محمد أمين برحال، الملقب بـ”الدقس”، أحد أبرز صنّاع المحتوى السياحي في الجزائر، وقد انطلق بأجهزة تصوير متواضعة ووسائل تنقل بسيطة، ومع ذلك تمكّن من استقطاب مئات الآلاف من المتابعين

عرف المحتوى السياحي المُقَدَم على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث إن العديد من صناع المحتوى باتوا يستخدمون أحدث التقنيات في التصوير والتقاط الصوت، أما من حيث المضمون فراحوا يتنافسون على استكشاف مناطق يُذهل أمامها حتى الجزائريون الذين عادة ما يُعلقون متسائلين: “هل فعلاً هذا المكان في بلادنا؟”.

يُحقق المحتوى السياحي في الجزائر تفاعلاً كبيراً من طرف جزائريين، يستكشفون عبره بلدهم “القارة”، بالنظر إلى أن الجزائر هي أكبر البلدان الإفريقية، ويزورون عبر كبسة زرٍ مناطق تتنوع بين الساحلية والصحراوية والغابية والجبلية.

غير أن الذي أبانته هذه الحركية في تقديم المحتوى السياحي، والسر وراء الإقبال عليها، هو كون العديد من المناطق ذات المواصفات السياحية العالمية بقيت مجهولة وغير مستكشفة لسنوات، أو معروفة فقط عند سكانها لكنها مجهولة لدى فئة كبيرة من الجزائريين الذين كانوا يضعون السياحة الداخلية في آخر اختياراتهم مفضلين الوجهات الخارجية خلال العطل والمناسبات.

وفيما اختار بعض صناع المحتوى السياحي الجزائريين التنقل بين البلدان لنقل أماكن سياحية عالمية، فإنّ آخرين تميّزوا باستكشاف أماكن أخرى من الولايات الداخلية، وهم يدعمون محتواهم بتوجيهات عن أسهل الطرق للتنقل إليها، ونصائح عن الفنادق المجاورة لها أو كيفية التخييم فيها، وفيما إذا كانت عائلية أم لا، وغير ذلك مما يُسهل للزَّائر دخولها.

ومن بين أبرز صناع المحتوى السياحي، خُبَيب كواس الحاصل سنة 2023 على جائزة “أحسن صانع محتوى سياحي في الجزائر”، وسليمان مدور الذي فاز بدوره بجائزة “أفضل صانع محتوى في القارة الافريقية” حيث يُركز في محتواه على التخييم والترحال. ومن هؤلاء أيضاً، مهدي شطاح الذي اختار نوعا آخر من المحتوى السياحي وهو التعريف بالأكلات التقليدية وكل ما يتعلق بتاريخها وأصولها للتعريف من خلالها بالمناطق.

“الدُّقس”.. من هواية إلى محتوى يلقى إعجاب الملايين
يعتبر محمد أمين برحال، الملقب بـ”الدقس”، أحد أبرز صنّاع المحتوى السياحي في الجزائر، خاصة وأن تجربته فريدة من نوعها كونه انطلق بأجهزة تصوير والتقاط صوت متواضعة ووسائل تنقل بسيطة، ومع ذلك تمكّن من استقطاب مئات الآلاف من المتابعين، وملايين المشاهدات في ظرفٍ قصير.

عن تجربته، قال “الدقس” لـ”العربية.نت”: “توجد أماكن سياحية كثيرة في الجزائر، منها تلك المعروفة كالشواطئ الكبيرة والشلالات والحظائر الوطنية. مثلما توجد مناطق أخرى، لا تقل سحراً وجمالاً، ومع ذلك فهي غير معروفة لدى الجزائريين”.

وواصل “الدقس”، الذي يتابعه مليون و400 ألف على فيسبوك وقرابة نصف المليون على انستغرام ومثلها على تيك توك، قائلاً عن طريقة استكشاف هذه المناطق: “دخلت العالم السياحي منذ سنة 2007، لكنني نقلت هوايتي على مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2019. ففي السابق، وقبل استحداث صفحاتي، كنا نتبادل المعلومة بيننا نحن المهتمين بالسياحة، بشكل تقليدي. شخصياً كان لي أصدقاء أو أقارب يحدثونني عن مكان أو آخر، فنتنقل إليه لاستكشافه، مثل صديق لنا يملك منزلاً في منطقة بني حواء، وأقارب من ولايتي بسكرة ووهران، كنا نتنقل إليها قبل انتشار أي محتوى سياحي يدلنا عليها”.

ولعل عاملين ساهما، حسب “الدقس”، في الإقبال على السياحة في الجزائر، أهمهما: الاستقرار الأمني الذي عرفته الجزائر، حيث لم يكن بالوسع من قبل التنقل بحرية بين الولايات، فما بالك بالمناطق النائية؟.. أما العامل الثاني، فهو بطبيعة الحال، انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، والتي صارت تمكّن 40 مليون جزائري من الاطلاع على المنشورات السياحية، مما سهل التعرف عليها، وحتى التنقل إليها عبر تطبيقات الخرائط.

ومن الوسائل التي مكنت “الدقس” من استكشاف المناطق السياحية في الجزائر “الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، للقرى والبلديات وكل المنشورات المتعلقة بالسياحة، ثمّ البحث عنها عبر الإنترنت والتنقل إليها”.

وعن سرّ إعجاب المتابعين بمحتوى “الدقس”، ردّ الأخير: “ما أفعله عندما أتنقل إلى مكان ما، هو بداية الردّ عن التساؤلات التي أطرحها أنا على نفسي، من مثل: هل المكان آمن؟ هل هو عائلي أم لا؟ هل يمكن دخوله بسهولة أو أن مسالكه وعرة؟ هل توجد أماكن مخصصة لركن السيارة وهل يمكن التخييم في المنطقة والحصول على الحطب والماء، وغيرها من الأسئلة التي أحاول الرّد عنها، ليكون المحتوى مفيداً وعملياً، وليس مجرد تصوير للطبيعة. ولأنني كنت أعمل وأقدم المحتوى في نفس الوقت، فإنّ المتابعين كانوا ينتظرون نهاية كل أسبوع ليطلعوا على محتوى جديد يستكشف لهم منطقة قد يقررون زيارتها لاحقاً”.

ومن أبرز المناطق “المظلومة” إعلامياً، حسب “الدقس” هي “ولاية النعامة التي تملك كل الميزات والخصائص من صحراء ساحرة، وجبال، وواحات وحمامات وغيرها، ومع ذلك، فإن الكثيرين يجهلون سحرها”، إضافةً إلى “ولاية عين تموشنت، التي لا تسلط عليها الأضواء، رغم أ ن شواطئها خلابة، ومن ذلك أيضاً ثنية الحد في تسمسيلت التي بها حظيرة جميلة جداً”.

ووجّه “الدقس”، رسالة إلى زائري تلك المناطق بالمحافظة عليها، واحترام سكانها، “كي لا تتشوه مع الوقت”.

[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى