مملوءة يأسا وبشرا.. رفح الفلسطينية.. «طنجرة الضغط»
[ad_1]
وفي وقت سابق اليوم، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للجيش بإعداد خطة لعملية عسكرية واسعة في رفح جنوبي قطاع غزة حيث يوجد نحو 1,2 مليون نازح في المدينة.
وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن الخطة تشمل إخلاء السكان المدنيين من رفح، ما يمكن أن يحرك أزمات كبيرة مع مصر التي ترفض الضغط على النازحين الموجودين في المدينة الحدودية رفح.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية حذرت من عملية عسكرية في رفح. كما أطلقت القاهرة أيضا تحذيرات من عواقب مثل هذه العملية.
الموقع الجغرافي
تقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية على خط الطول الشرقي 30-52، وخط العرض الشمالي 29-36.
وتبتعد المدينة عن ساحل البحر المتوسط 5.5 ميل، وعن مدينة غزة 38 كم، وعن خان يونس 13 كم، وعن قرية الشيخ زويد في سيناء 16 كم، وعن مدينة العريش المصرية 45 كم.
وترتفع رفح عن سطح البحر بـ 48 متراً. وتتميز بأرضها الرملية، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة. وعرفت رفح قديماً بأنها الحد الفاصل بين مصر وسوريا على البحر المتوسط، فمن بعدها تقل الأمطار وينتهي الخصب وتبدأ الصحراء.
أصل التسمية
يرجع أصل تسمية مدينة رفح إلى العهود القديمة، فتاريخ تأسيسها يرجع إلى خمسة آلاف سنة، وكان المصريون القدماء يطلقون عليها إسم روبيهوى، أما الآشوريون أطلقوا عليها إسم رفيحو، أما الرومان واليونان أسموها رافيا. فيما يعود إسم رفح الحالي إلى العرب.
وتاريخيا، مرّت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام.
وفى عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد حدثت فيها معركة عظيمة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصر في هذه المعركة للآشوريين.
وفي عام 217 قبل الميلاد، حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام، وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون وسيطروا على المدينة.
أما في العهد المسيحي؛ اعتبرت رفح مركزاً لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
وفي القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خراباً ثم عادت للازدهار بعد ذلك. وقد مرّ بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، وزارها كل من الخديوي إسماعيل، والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعه تحت شجرة السدرة القديمة في رفح.
وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين.
وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها الإسرائيليون في عام 1956، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967، حينما احتلت من جديد.
وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء ووضعت أسلاك شائكة لتفصل رفح سيناء عن رفح الأم.
التركيبة السكانية
يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948، وترجع أصولهم إلى مختلف قرى ومدن فلسطين خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية، ارتفع عدد سكان مدينة رفح في آخر تعداد للسكان (121774 )، فيما وصل إليها ١,٤ مليون نازح منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي, بحسب بعض التقديرات الغربية
وقبل أسبوع، عبّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء دفع بالسكان للفرار إلى مدينة رفح.
وأضاف أن تصعيد القتال في خان يونس “أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا، الذين سعوا إلى ملاذ في رفح خلال الأيام القليلة الماضية”.
وتابع “واصل آلاف الفلسطينيين الفرار إلى الجنوب، الذي يستضيف بالفعل أكثر من نصف السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة”، واصفا رفح بأنها “بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس”.