الكشف عن 3 أسباب أحدهم “مفاجئ” وراء حياد السعودية تجاه أحداث باب المندب والبحر الأحمر 

[ad_1]

لا يبدو سهلاً تفسير الحياد السعودي تجاه الاشتباك الخشن بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين ايران وحلفاؤها عند باب المندب ؛ هذا المضيق الحساس للتجارة العالمية وهي المواجهة التي تأتي في ظل اقتصاد دولي مرهق بالازمات متعددة المصادر واخرها والعوامل الجيوسياسية. وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، الأستاذ سليمان العقيلي.

وبهذا الشأن، كشف المحلل العقيلي، عن ثلاثة أسباب وراء هذا الحياد السعودي، مشيرًا إلى أنه من النادر “في التاريخ السعودي الحديث ان تتنحى المملكة عن خيارات واشنطن الامنية خاصة في الخليج والشرق الاوسط لارتباط البلدين بما يشبه التحالف غير المكتوب”.

واعتبر العقيلي في مقال له اطلع عليه “المشهد اليمني”، أن الحياد السعودي في هذه المواجهة ذو دلالة عميقة تتعدى التفسيرات المختزلة الى التفاعلات الاقليمية والدولية ؛ الامنية والسياسية والاقتصادية.

“صيانة السلام اليمني والامن الاقليمي”

يقول الكاتب السعودي إن “الوساطة الصينية لتطبيع العلاقات السعودية الايرانية، غيرت كثيراً من الادوار في جيوسياسية الشرق الاوسط ؛ فرغم الترحيب الامريكي ( البارد طبعاً) باتفاق المصالحة غدا لبكين مكانة هامة في تفاعلات الاقليم تتعدى الاستثمارات والادوار الاقتصادية الى التفاعلات السياسية الاقليمية ، فبكين ضامنة للاتفاق بين القوتين الاقليميتين الاكبر في الخليج ولهذا يمكن ان يقال بانها وضعت قدماً في أمن الخليج”.

ونتج عن هذا الاتفاق نجاح الوساطة السعودية العمانية في الازمة اليمنية وبالذات اقناع الحوثي بفكرة التسوية السياسية. وفق ما يرى المحلل السياسي، الذي يضيف: “ولهذا كله فجزء من بواعث الحياد السعودي هو تثبيت مشروع السلام في اليمن ذلك البلد المهم للأمن القومي. وكذلك الحفاظ على العلاقة الودية والصفحة الجديدة مع طهران التي من جهتها تكسب بعلاقة جيدة مع الرياض فوائد عديدة من اهمها ابتعاد السعودية عن الفكرة الامريكية الاسرائيلية المتمركزة حول ان ايران عدو مشترك يتطلب المواجهة المشتركة. وكذا تحييد التأثيرات السعودية في دعم خصوم ايران سواء المعارضة او اقلياتها الداخلية او في افغانستان وباكستان واذربيجان التي تتوقع طهران ان تتمثل فيها ردود فعل سعودية على التهديد الايراني”.

ويضيف الكاتب “ان توازن الردع هذا الذي ارسته بكين للحفاظ على امن الدولتين والامن في الخليج مماثل لمبدأ الرئيس نيكسون ( توازن العمودان المتماثلان ) ولن يترك لواشنطن فرصة تخريبه خاصة اذا تبين ان هذا التخريب يهدف لحماية وتعظيم المصالح الاسرائيلية”.

“الشكوك في اهداف الصراع”

ويقول الكاتب إن “العقل السياسي في المنطقة يساوره شكوك حول الاهداف الغربية من المواجهة بجنوب البحر الاحمر ؛ فالقوة الغربية التي انسحبت من دورها التقليدي التاريخي في امن الخليج ، لا يمكن الاطمئنان بانها ستقوم بمثل هذا الدور في البحر الاحمر ! . كما ان هناك قناعة خليجية بان واشنطن اسهمت في تمكين سلطة الحوثي في اليمن بمنع الجيش الوطني اليمني وحلفائه من استعادة صنعاء و الحديدة عندما كانوا على مقربة منهما”.

ويضيف: “ويعتقد على نطاق واسع ان واشنطن تغاضت عن مرور كثير من الامدادات العسكرية الايرانية للحوثي عن طريق بحر العرب وخليج عدن و ميناء بربرة الصومالي. وهدفها بذلك توازن القوة وعدم انتصار جهة على أخرى !. ومن جهة ثانية لطالما سعت المملكة لانشاء منظومات امن وتعاون اقليمي مثل منظمة الدول المتشاطئة على البحر الاحمر وخليج عدن ، وهي المنظمة التي لم تخرج للوجود بسبب الضغوطات الدولية والتنافس الاقليمي”.

ويؤكد المحلل السياسي أن “الاسرة الدولية لم تستجب لنداءات الرياض حول حماية خط الملاحة الدولية بالبحر الاحمر في فترات سابقة”.

لذا يعتقد المراقبون بان هناك عدم ثقة اقليمية بالنوايا الامريكية جراء عملياتها في جنوب البحر الاحمر وخليج عدن . وان باعث التدخل الامريكي هو الحرص على المصالح الاسرائيلية والغربية فحسب. حسبما يرى الكاتب العقيلي الذي يستطرد: “ولو كانت واشنطن حريصة على امن البحر الاحمر والامن الاقليمي لقامت بالضغط على اسرائيل لايقاف حرب الابادة الاسرائيلية في غزة. حيث ترى الرياض ارتباطاً طردياً بين غزة وازمة البحر الاحمر “.

“القلق من تحول البحر الاحمر ساحة مواجهة دولية”

ويرى الكاتب أن التواجد العسكري الامريكي في ظل التواجد الصيني المكثف استثمارياً واقتصادياً في الموانئ السعودية على البحر الاحمر ، يبدو فكرة مثيرة للانتباه . فانتقال الصراع – بحسب الكاتب – بين القوى الكبرى الى البحر الاحمر ليس من صالح المنطقة . التواقة الى ان يتنافس العالم فيها استثمارياً واقتصادياً وبكافة عوامل القوة الناعمة .

وقال العقيلي: “الصين انتهزت خطأ واشنطن في عدم دفع شركاتها للاستثمار في رؤية ولي العهد الامير محمد بن سلمان التي ترمي لتحويل السعودية والشرق الاوسط الى اوربا جديدة. واستغلت غياب الولايات المتحدة التي استنزفت دبلوماسيتها بالمماحكات السياسية!”.

لذا فان على من يريد منافسة الصين ان يأتي بالاموال والافكار والمشروعات لا ان يرسل الاساطيل الحربية التي يشك كثيرون ان لديها القدرة على معالجة الازمات وتثبيت دعائم الامن والاستقرار في المنطقة . يختم الكاتب والمحلل السياسي السعودي مقاله.

السعودية: ندعو لضبط النفس وتجنب التصعيد

وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت 12 يناير الجاري، أنها “تتابع بقلق بالغ” العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن.

وجاء في بيان الخارجية السعودية الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية أن “المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية، التي تعرض لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.

وأضاف البيان أن المملكة “إذ تؤكد على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث”

 



[ad_2]

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى