العقل السياسي الجنوبي أمام إختبارات تاريخية كبرى
[ad_1]
العقل السياسي الجنوبي أمام إختبارات تاريخية كبرى
/ صالح شائف
تأثير وقيمة أي نجاح في ميدان الحياة السياسية؛ لا يقاس بالقدرة على وضع الرؤى والبرامج السياسية؛ ولا بطبيعة الخطط الموضوعة أو بالقرارات المتخذة بشأن القضايا الوطنية الكبرى؛ بل يقاس ويختبر النجاح وبصوره المختلفة في ميادين الحياة الفعلية.
وهذا الأمر هو ما يجعل من تلك الرؤى والبرامج والقرارت حقائق عملية ملموسة؛ تتجسد في حياة الناس العامة ومعيشتهم اليومية؛ ويقطفون الثمار التي تبعث لديهم روح الأمل واليقين بقدوم الأجمل في قادم أيامهم؛ ومع ثقتهم الأكيدة بإنتصار مشروعهم الوطني؛ إلا أنهم يدركون جيداً بأنهم لن ينالوا كل ما يطمحون إليه دفعة واحدة؛ لأنهم يتمتعون بقدر كبير من الإستيعاب لطبيعة معركتهم التاريخية وتعقيداتها مع أعداء شعبهم وقضيتهم الوطنية.
وكذلك بالقدرة والمهارة في التغلب على تعقيدات الأوضاع وتجاوز التحديات والمخاطر على تنوعها وتعدد مصادرها؛ وبأقل الخسائر الممكنة التي لا مفر من دفعها كضريبة مستحقة ومبررة؛ وهو ما يشكل اليوم تحدياً كبيراً للمجلس الإنتقالي الجنوبي؛ وقدرته على إختيار الأدوات والوسائل والقرارات الصحيحة والمناسبة وفي وقتها المناسب؛ والمطلوبة وطنياً ووفقاً للميثاق الوطني الجنوبي؛ الذي جعل من إستكمال الحوار الوطني الجنوبي أولوية ملحة في هذه المرحلة.
فالوقت برأينا مناسب لذلك؛ والظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق هذا الهدف؛ وأن يتم الإعتماد في تنفيذ السياسات المقرة والقرارات المتخذة؛ على القدرات والإمكانات والمؤهلات المطلوبة والخبرة الكافية؛ التي ينبغي أن تتوفر لدى من تسند لهم عملية القيام بتلك المهام؛ على تعدد مجالاتها وأهدافها الآنية والمرحلية والبعيدة المدى؛ ولعل أهمها وأخطرها في اللحظة الراهنة؛ هي مهمة المشاركة في العملية السياسية – التفاوضية ومكانة قضية شعب الجنوب فيها وبالدفاع عنها والإنتصار لها.
ففي ذلك ضمانة للنجاح وعدم المراوحة؛ أو الوقوع في دائرة الأخطاء التي لا يمكن إصلاحها بسهولة ويسر؛ بعد أن تكون قد وقعت وأستثمرها الأعداء وأصبحت بالنسبة لهم مكاسب لا يمكن التنازل عنها؛ وهو ما يفتح الباب لجولات جديدة من الصراع معهم؛ وهذا ما لاينبغي حدوثه نتيجة لسوء التقدير لإمكانيات الأعداء؛ ولما لديهم من خبرة في أساليب المكر والخداع؛ أو التقليل من تأثير وقوة تحالفاتهم العنكبوتية والمهارة في توزيع الأدور فيما بينهم؛ وقدرتهم على إثارة العصبيات ونوازع الفتنة والإنقسامات.