أزمة السودان.. الجوع والعطش يفتكان بالمدنيين مع احتدام المعارك
[ad_1]
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع” خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
«لاءات» البرهان تبدد أمل السلام في السودان
وقالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية”، إن المعارك بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”، تواصلت اليوم بمناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم.
وبحسب المصادر، فإن طيران الجيش السوداني، قصف بالمسيرات مواقع لقوات “الدعم السريع” بمنطقة شرق النيل.
وقال المواطن السوداني، ميسرة الطيب، إن استمرار الاشتباكات المسلحة في العاصمة الخرطوم أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية، بسبب الجوع والعطش.
وأضاف الطيب لـ”العين الإخبارية” أنه “نعاني نقص الغذاء وتوقف جميع محطات المياه، ما أدى إلى ازدياد حدة الجوع والعطش.”
إسقاط طائرة حربية
وميدانيا، قالت قوات “الدعم السريع” في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إنها أسقطت ليل السبت – الأحد ، طائرة حربية من طراز “ميغ” بالعاصمة الخرطوم.
وبحسب البيان فإن قوات الدعم السريع، تصدت لاعتداءات من أسمتهم “فلول النظام البائد” على المدنيين بإسقاط طائرة حربية من طراز “ميغ” تناثر حطامها في منطقة شرق النيل بالخرطوم، والقبض على أحد الطيارين، فيما لقي الآخر حتفه بعد احتراق مظلته التي كان يحاول النجاة عبرها.
وأوضح البيان، أن طيران الجيش هاجم عددا من القرى في ولاية الجزيرة (وسط) والخرطوم ونيالا (غرب) ما تسبب في مقتل وإصابة مئات المدنيين.
الجوع والعطش
وتشهد مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، معارك عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه.
ووصف المواطن السوداني عز الدين الهادي، الوضع قائلا إن سكان المدينة يعانون الجوع والعطش، بسبب استمرار المعارك الحربية.
وأضاف الهادي لـ”العين الإخبارية” أنه “نناشد المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين من الجوع والعطش بسبب الحصار.”
ومع تصاعد وتيرة العنف، تشهد منطقة دارفور، نقصا حادا في الغذاء والدواء، وانقطاع الإمداد الدوائي، بسبب تدهور الوضع الأمني.
وقال المواطن السوداني، أيمن عبد الله، إن “معسكرات النازحين في دارفور تعاني من تدهور الوضع الإنساني، جراء نقص الغذاء.”
وأضاف عبد الله في حديثه لـ”العين الإخبارية”، “نتوقع مجاعة تسبب في موت جماعي بدارفور، بسبب نقص الغذاء منذ اندلاع الحرب في أبريل الماضي.”
وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيث، إن ما يقرب من 9 أشهر من الحرب دفعت بالسودان إلى دوامة تزداد تدميرا يوما بعد الآخر.
وأوضح غريفث في بيان أن المعاناة الإنسانية تتعمق فيما يتقلص وصول المساعدات الإنسانية ويتضاءل الأمل مع توسع النزاع.
ويحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص في أنحاء السودان إلى المساعدات الإنسانية في عام 2024، إلا أن تكثيف الأعمال العدائية يمنع الوصول إلى غالبيتهم. وقد توقفت عمليات توصيل المساعدات عبر خطوط النزاع.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن العنف المتصاعد في السودان يعرض أيضا الاستقرار الإقليمي للخطر، مضيفا أن الحرب أطلقت العنان لأكبر أزمة نزوح في العالم، إذ شُرد أكثر من 7 ملايين شخص، عَبَر نحو 1.4 مليون منهم إلى دول الجوار التي تستضيف بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين.
بناء الجبهة المدنية
وفي سبيل إيجاد مخرج للاقتتال، أرسلت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، خطابات إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، والحزب الشيوعي السوداني، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، تطلب فيها اجتماعات مباشرة وعاجلة لبحث سبل وقف وإنهاء الحرب وبناء أوسع جبهة مدنية ديمقراطية تتصدى لهذه المهمة.
وتقاتل الحركة الشعبية، القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ يونيو/حزيران 2011، كما تقاتل حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور في دارفور غربي السودان.
وقالت التنسيقية في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، إنه “نؤكد في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) إننا لن ندخر جهدا من أجل وقف وإنهاء الحرب في بلادنا، والتواصل مع كل القوى الثورية والوطنية الساعية لوقف الحرب والتحول المدني الديمقراطي، سنسارع الُخطى لطي هذه الصفحة الكئيبة من تاريخ بلادنا، واستشراف مستقبل أفضل للسودان تظلله قيم الوحدة والسلام والعدالة والحرية والرفاه لكل أبنائه وبناته.”
إعلان أديس أبابا
وتأتي دعوة حمدوك للقاء الحركات المسلحة والقوى السياسية، بعد توقيع قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بالسودان، إعلان “أديس أبابا” للعمل على وقف الحرب في البلاد.
هذا التوقيع توج اجتماعات استمرت يومين بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في إطار جهود إنهاء الحرب المستمرة بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان الماضي.
ويشمل الإعلان الذي وقعه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، من جانب القوى المدنية، فيما وقَّعه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عن قوات الدعم السريع، قضايا من “بينها وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة”، بحسب بيان تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية.
وأشارت تنسيقية القوى المدنية إلى أن “طرفي الإعلان عقدا العزم على إنهاء الحرب”، وأن “قوات الدعم السريع أبدت استعدادها التام لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري غير مشروط عبر تفاوض مباشر مع الجيش”.
وكبادرة حسنة النية، تعهدت قوات الدعم السريع بـ”إطلاق سراح 451 أسيرا، وفتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق سيطرتها”، بحسب الإعلان.
كما نص الإعلان على “تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب وإحلال سلام مستدام، ولجنة وطنية مستقلة لرصد كل الانتهاكات في البلاد، وتحديد المسؤولين عن ارتكابها”.
وأكد الإعلان أنه تم “الاتفاق على القيادة المدنية للعملية السياسية، مع الالتزام بمشاركة واسعة لكل الأطياف لا تستثني إلا المؤتمر الوطني (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية السياسية وواجهاتها”، في إشارة لكل روافد الإخوان الإرهابية