إثارة الحروب للخروج من الأزمة المستعصية
[ad_1]
محمود حکمیان*
الأزمة عميقة والمستعصية على الحل التي يواجهها النظام الايراني ويعاني من جرائها الامرين، خصوصا وإن مختلف المساعي المحمومة التي بذلها طوال الاعوام السابقة من أجل الخروج الرمال المتحرکة لهذه الازمة قد باءت وتبوء بالفشل، فإن هذا النظام وبعد أن أوصله أسلوب الهروب للأمام الى طريق مسدود تماما، فإنه لم يجد أمامه من سبيل إلا بتأزيم الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي وذلك بإثارة حرب ومواجهة بالغة الخطورة تهدد الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم.
الجنرال ويسلي كلارك المرشح الرئاسي السابق والقائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، کان دقيقا في کلمته أمام اجتماع مجلس الشيوخ الامريكي الذي عقد تحت عنوان “سياسة إيران – التعامل مع تهديدات النظام خلال انتفاضة الشعب من أجل الحرية”، عندما قال في جانب منه: ان( 40 عاما من الارهاب الذي يمارسه الملالي والرغبة في الهيمنة الاقليمية السبب الرئيسي في استمرارا ازمة الشرق الاوسط .)، ومن دون شك، فإنه ومهما حاول وسعى البعض من أجل إبعاد الشبهات عن تورط النظام الايراني في الحرب الدامية الدائرة في غزة، لغايات وأهداف ضبابية، فإن الرأي العام السائد يٶکد على ضلوع النظام الايراني ومن إنه الذي يقف وراء هذه الحرب لأکثر من هدف وغاية وعلى رأسها إيجاد مخرج لأزمته الداخلية القاتلة من جهة ووضع العقبات أمام الرفض الشعبي العارم ضده من أجل إسقاطه.
الاوضاع في إيران وخصوصا منذ أن تم تنصيب ابراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية، تسير من سئ الى أسوء وتشهد إيران سلسلة أحداث وتطورات تسير کلها بإتجاه في غير صالح النظام، بل وحتى يمکن القول بأنه وطوال ال44 عاما المنصرمة، لم يصل النظام الى وضع بالغ السوء يمکن أن يشابه الواضع الحالي.
من المهم جدا البحث والتقصي في الاسباب الکامنة وراء قيام النظام الايراني بإشعال فتيل الحرب في المنطقة. الجدير بالملاحظة والاخذ بنظر الاعتبار والاهمية، إن أزمته الداخلية التي يعاني منها جرائها الامرين وهي بمثابة مربط الفرس، وبقدر مايريد هذا النظام من خلال إشعال نار الحروب وإستغلال مآسيها ومصائبها المروعة من أجل الخروج من أزمته الخانقة، فإن على المجتمع الدولي مواجهة هذا النظام من نفس هذه الزاوية تماما والسعي من أجل تفعيلها ومنحها کل عوامل القوة، والزاوية المقصودة هي الرفض الشعبي المستمر بوجه النظام والنضال من أجل الحرية والتغيير والدور المحوري الفعال لمنظمة مجاهدي خلق الذي يحاول النظام بشتى الطرق والاساليب للحد منه وإخراجه من المعادلة إذ أن دعم وتإييد هذا النضال الشعبي ودور وتأثير مجاهدي خلق، فذلك من شأنه ماسيغير من المعادلة القائمة الحالية تماما، بل وحتى يقلب الطاولة على رأس النظام وبدلا من أن يکون طرفا يسعى لفرض شروطه في أي إتفاق لإنهاء الحرب، فإنه سيصبح طرفا مدانا ينتظر الاحکام الصادرة ضده لکي يقوم بتنفيذها!
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية