بن سلمان يكشف عن وضع : الحوثي ما بعد غزة..!؟ وعن الدولة التي وجهته للهجوم على القوات السعودية في جيزان
[ad_1]
خالد سلمان*
أكد الكاتب السياسي اليمني خالد سلمان، أن توقيت الهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي، الأربعاء، على القوات السعودية في جازان، يكشف أنه تنفيذه بتوجيهات من إيران.
ويوم الاربعاء، هاجمت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، قطاع جازان على الحدود اليمنية السعودية، ما أسفر عن استشهاد 4 من الجنود السعوديين، وهم : الشهيد: احمد العميري، والشهيد: خلد مخلوطي، والشهيد: ناصر رديني، والشهيد سلطان الحارثي.
وسلط خالد سلمان، الضوء على الهجوم الإرهابي الحوثي، على القوات السعودية، في مقال سياسي جديد قال فيه:
أربعة قتلى سعوديين آخرين يوم أمس بقصف حوثي ، وقبله بحرانيين ، في ظل مناخات كل مافيها كانت تنبئ أننا مقدمون على حالة إنفراج في العلاقات بين الطرفين، الحوثي والسعودي الرسمي بعد الزيارات المتبادلة، والتفاهمات الثنائية بما في ذلك حلحلة الكثير من القضايا العالقة، لصالح الحوثي وعلى حساب الأطراف الأخرى.
السعودية تذهب في الإتجاه الخاطئ بالرهان على طرف لايؤمن كمنهج وسياسة بالسلام ، ولايمكن أن يشكل إضافة حقيقية في بناء منطقة ،تتبادل في ما بينها المنافع بدلاً عن الحروب والقصف المتبادل.
القرار السيادي في صنعاء مختطف من قبل طهران وهنا لا جديد في القول، وبالتالي لا مجال لتفسير هذا القصف الحوثي لجازان لجهة مصلحة يمنية ، بقدر ماهو في توقيته وعلاقاته بما يجري من تجاذبات سياسية إقليمية، على خلفية حرب غزة، يأتي بتوجيهات إيران، لتمرير تقديرات موقف خاص بها ، تبعثه للأطراف الدولية الإقليمية، خطه العريض أن إيران عبر أدواتها لاعباً مقرراً ،وأنها تمتلك أوراق ضغط تمس قلب المصالح الدولية الإقتصادية ، وأن أي مغامرة إستهداف مباشر لها ولمصالحها ، ستحرق خاصرة الغرب ،بإستهداف مناطق النفط، عصب الإضطراب والإستقرار الدولي.
بعد القصف الأخير هل يمكن رمي كل ماتحقق من تفاهمات سعودية حوثية ، خلف ظهر اللحظة القلقة المضطربة الراهنة ، وإعادة تقديم سردية أقل تفاؤلاً ،وأكثر إنفتاحاً على إنتاج مقاربة مختلفة ، تقوم على خيار العودة للعنف ، هذه المرة بدعم إمريكي حد الشراكة؟.
الإدارة الأمريكية تواجه ضغوطاً متصاعدة ،على خلفية إستهداف قواتها في العراق وسورية ، وترمي مراكز صناعة القرار هناك باللائمة ،على تراخي القبضة الإمريكية ،وعدم الرد الصارم على القوى التي تمسك بالسلاح ، مطالبة إياها بفتح مواجهة شاملة مع أذرع إيران في المنطقة بما في ذلك الحوثي، الذي تتقلص إيجابيات التعويل على إشراكه في تسوية سياسية، مغطاة من عواصم القرار الدولي ، في ما تتزايد مؤشرات توصيفه كقوة مارقة .
عملية يوم أمس في جازان ومحاولة الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل ولو دعائياً، يعيد تقييم المخاطر ذات الصلة بالحوثي ،ويفرض آليات تعامل بديلة أو بالأصح العودة للخيار رقم واحد ، أي إسقاطه من حسابات السياسة ، وإضعافه عسكرياً بقوة نيران هائلة وقرارات إقصاء أو حتى إضعاف حاسمة.
السعودية قطعة السكر التي تجذب إليها الهوام، وتتحول إلى متلقٍ للرسائل الإيرانية المرسلة لواشنطن، وفرض طهران معادلة بحدين: أما المزيد من الإعتراف بدورها في المنطقة، وأما إعادة مناطق إنتاج النفط ،إلى مربع عدم الإستقرار السياسي السعري في الأسواق العالمية ناهيك عن إرهاق قواتها بمناوشات جانبية آخذة بالتزايد .
بايدن لايمكن أن يشتري كرسي الرئاسة مجدداً ،بمنح شيك مفتوح في دعم إسرائيل فقط ، في ما قواته عرضة لإستنزاف القوة والمصداقية في العراق وسورية ، وحلفائه الخليجيين تحت رحمة الصواريخ الحوثية ، ومالم يفعل الإثنين معاً: دعم الوحشية الإسرائيلية وتكسير أذرع إيران ، فأن جائزة الفوز بالبيت الابيض ستبقى وفق صناع السياسات الإمريكية ،محفوفة بالشك وبكثير من المخاطر.
الإستهداف الأخير يخلط الأوراق السعودية، الخاصة بالإنسحاب الآمن بأي ثمن من المستنقع اليمني ،ويفتح على قراءات متعددة بما في ذلك العودة ثانية لمربع الحرب.
وفي مقال اخر بعنوان (الحوثي ما بعد غزة ) كتبه الكاتب خالد سلمان قبل لحظات في صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه : الموقع يعيد نشر نصه كما جاء :
لاتوجد وحدة ساحات ولا جبهات موحدة ولا غرفة تدير جميع مسارح العمليات ، كل تلك المترادفات لما تسمي نفسها بمحور الممانعة ، أثبتت جريمة إبادة غزة أنها بروبجندا موجهة للداخل العربي، وعلى الأخص لنواتها التنظيمية الطائفية المتعددة.
عبداللهيان ل “سي إن إن “، يغسل يديه تماماً من إمكانيات الدخول على خط الحرب، ويعلن أن حماس لديها مايكفي من القوة والسلاح لمواجهة إسرائيل منفردة ، وأن إيران تدعم فقط سياسياً، وفي سياق مضاد بما يشبه لعبة خلط الأوراق وتوزيع الأدوار، يذهب قائد الحرس الثوري بعيداً في التصعيد ،ودفع المواجهة إلى حافة الهاوية ،بقوله أن مالا نستطيع الوصول اليه مع إسرائيل نستطيع الوصول إليه في القواعد الإمريكية.
فلسطينياً هناك غضب لم يعد مكتوماً بل خرج إلى العلن ، غضب من أن حماس وغزة تٌركت لوحدهما، حيث تلاشت الوعود وكُتبت وحدة الساحات بالطباشير لابوحدة البنادق والإرادة ،ما أن هبت رياح الحرب حتى تلاشت.
الحرب الحقيقية ومفتاح ترتيب كل أوراق المنطقة حزمة مفاتيحها في مآلات غزة ، وكل مناوشات حدودية وقصف منضبط حد التهذيب من ملحقات إيران ،ليس سوى رفع عتب إخلاقي وإستجداء لعواطف الداخل، والهروب من إستحقاقات ملحة ، كما يفعل الحوثي من ممارسات صبيانية لاتصل مفاعيلها غزة ،ولكنها تمنحه مشروعية لقمع معارضيه، وإعادة ترتيب أولوياته على قاعدة كل شيء مؤجل لمواجهة العدوان، لا يهم ماهية هذا العدوان ، أحيناً يستدعيه بالشعارات الكبرى إسرائيل إمريكا، وأحيناً بالجوار ، وغالباً بوصم بكل يمني يتوق للخلاص بالطابور الخامس، والقوى الناعمة الأخطر من العدوان.
إيران تقدم نفسها للغرب كطرف محايد ، وكقناة لحل موضوع الرهائن ، فيما تطلق العنان لأذرعها بإحداث فرقعات تبييض سياسي ، لخطابها الثورجي في فسحة السلم، والإنسحابي في حال إنفجار صواعق الحرب ومواجهة لحظة الحقيقة.
ستؤجل واشنطن إيران وستبدأ بتقطيع أذرعها في المنطقة، وسيتحول الحوثي ببلاهة مغامراته من شريك سياسي في مسارات التسوية، إلى خطر يتخطى اليمن، وواجب التحجيم إن لم يكن الإجتثاث، وفي الحالتين -التحجيم او الإجتثاث- ، تتراكم سوانح حل مستدام، خارج عبثية الحوثي وإرهاب السلاح.
في إعادة ترتيب كل المنطقة، إقصاء الحوثي كحاكم يطل على المضائق ،ويهدد مناطق الثروات، حجر أساس.
*من صفحة الكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي