نستهدف صدارة أوروبا في «ألعاب باريس 2024»
[ad_1]
جزر مارشال… آخر فريق وطني لكرة القدم في العالم
نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تقريراً مطولاً عن جزر مارشال، وهي آخر دولة في العالم تحاول تشكيل فريق وطني لكرة القدم، للمشاركة في المحافل الإقليمية والدولية.
وتتكون جزر مارشال من سلسلة من الجزر البركانية والجزر ذات القاعدة المرجانية في وسط المحيط الهادي، وقد ارتبطت منذ فترة طويلة، بدور المضيف للتجارب النووية الأميركية.
والآن تأمل في أن تصبح قوة مستقلة في عالم كرة القدم، إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه قبل أن تصبح هذه الأحلام حقيقة.
وفي طليعة هذه التطلعات – ليس فقط إنشاء فريق وطني لجزر مارشال، بل فريق قادر على المنافسة عالمياً – يأتي الإنجليزي لويد أويرز من أكسفورد شاير، مع خلفية تدريبية قادته إلى دول مثل كندا والولايات المتحدة والسويد، تم تكليف أويرز ببناء الأسس، التي ستوصل كرة القدم في البلاد.
بدأ كل شيء في «محادثات عشوائية» مع رئيس اتحاد كرة القدم في البلاد، شيم ليفاي، بعد منشورات مدونة التدريب عبر الإنترنت التي كتبها أويرز.
وقال أويرز لـ«بي بي سي سبورت»: «بدأ الأمر عبر رسائل البريد الإلكتروني، ثم أصبح من الأسهل التحدث عبر (واتساب) بسبب فارق التوقيت. ثم وصلت إلى المرحلة التي طُلب مني فيها وضع مقترح جنباً إلى جنب مع فلسفتي الخاصة حول كيفية رؤية اللعبة تنمو».
وترأس لويد أويرز المحادثات والجلسات خلال زيارته الأولى لجزر مارشال في وقت سابق من هذا العام، حيث قام كمدير فني لجزر مارشال، برحلة طولها 13 ألف كيلومتر إلى البلاد لأول مرة هذا الصيف.
وهناك، أشرف على أول جلسة كرة قدم للأطفال بقيادة اتحاد جزر مارشال لكرة القدم، الذي أسسه ليفاي في عام 2020.
الهدف، مهما طال الوقت، هو أن تحصل الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة على عضوية اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم – قبل خوض المباريات العالمية في نهاية المطاف.
وبالنسبة لأويرز البالغ من العمر 33 عاماً، كانت فرصة قيادة المشروع الطموح منذ بداياته فرصة لا يمكنه رفضها.
وأضاف أويرز: «على المستوى الشخصي، كانت هذه فرصة لأن أكون جزءاً من شيء كبير مثل هذا؛ الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لديها فريق وطني محدد».
وأضاف: «لكن هذا كان أيضاً الطموح. الاتحاد يريد أن يكون جزءاً من اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم، لكنه يريد أيضاً أن يصبح في نهاية المطاف عضواً في الـ(فيفا). إنهم لا يريدون فقط اللعب ضد منتخبات محلية، بل يريدون أن يكونوا جزءاً من برنامج أكبر.
نعلم أننا نريد أن نكون جزءاً من تصفيات كأس العالم. نريد أن نكون جزءاً من بطولة أوقيانوسيا، ونريد أن نكون جزءاً من كرة القدم السائدة. أعتقد أنه خلال 10 سنوات، إذا واصلنا السير بالطريقة التي يريد بها الاتحاد تحقيق أهدافه وطموحاته، فلا يوجد سبب لعدم حدوث ذلك».
واحتلت الولايات المتحدة جزر مارشال في أعقاب الحرب العالمية الثانية واستخدمتها قاعدة لاختبار الأسلحة النووية، حيث قامت الولايات المتحدة بتفجير 67 سلاحاً نووياً في جزر مارشال بين عامي 1946 و1958. لكنها أصبحت في نهاية المطاف دولة ذات سيادة في عام 1986.
ويعتقد أويرز أن التأثير الثقافي الأميركي مسؤول جزئياً عن زيادة شعبية كرة القدم في الجزر، حيث قال: «من الواضح أنه لا يوجد ما يمكن إخفاؤه من ذلك لأنه جزء من ثقافتهم، إنه جزء من التاريخ».
وقال أويرز: «هناك قاعدة عسكرية أميركية تعمل بكامل طاقتها في كواغالين (إحدى جزر مارشال). إنها جزء من هويتهم، ولأنها ذات ثقافة أميركية كثيفة، هناك اهتمام كبير بالرياضات مثل البيسبول وكرة السلة. ولكن الآن مع كرة القدم، لأنها تنمو في الولايات المتحدة، فقد نمت أيضاً في جزر مارشال».
في حين أن التداعيات الناجمة عن التجارب النووية الأميركية لا تزال تؤثر على الحياة في جزر مارشال، فإن تغير المناخ يشكل تهديداً بيئياً مباشراً – حيث يشكل ارتفاع مستويات سطح البحر مصدر قلق دائم.
وفي العاصمة ماغورو، يجري بناء ملعب وطني محاط بدفاعات بحرية. وهناك، يتوقع البنك الدولي أن يؤدي ارتفاع متر واحد إلى إغراق 40 في المائة من المباني.
وقال أويرز: «على مدى السنوات الأخيرة، كان هناك إدراك كبير ومثير للدهشة بأن جزر مارشال ستفقد للأسف الكثير من الجزر – وبحلول عام 2050 ستفقد معظم الأراضي».
ومن المأمول، من خلال كرة القدم، أن تتمكن الأمة من جذب المزيد من الاهتمام إلى تأثير تغير المناخ.
واكتسب حساب الاتحاد الوطني لكرة القدم بجزر مارشال على منصة «إكس» نحو 5 آلاف متابع منذ إنشائه في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تتصدر الحساب جملة بعنوان «نحن آخر دولة على وجه الأرض من دون فريق كرة قدم وطني. أخيراً، نأمل أن يكون هذا على وشك التغيير. من فضلك تابعنا وساعدنا في تحقيق حلمنا بكرة القدم الدولية في جزر مارشال».
وكشف مؤخراً عن القميص الأول لكرة القدم، الذي من المنتظر أن يرتديه اللاعبون المارشاليون خلال المباراة الافتتاحية بحلول يوليو (تموز) أو أغسطس (آب) 2024.
وقال الاتحاد إنه «مندهش للغاية من ردود الفعل الإيجابية الرائعة التي تلقيناها من الناس في جميع أنحاء العالم على القميص»، وسيتم إعادة استثمار أرباح بيعه في البرامج الشعبية والبنية التحتية ومرافق التدريب.
وقال أويرز عن رد الفعل: «كنا نأمل لكننا لم نتوقع ذلك على الإطلاق. كانت العملية الأولية للمشاركة هي المساعدة في خلق وعي للبلاد، وهو ما تمكنا من تحقيقه. لقد كان التأييد الكامل لكرة القدم في البلاد مذهلاً. بالنسبة لنا، كان الأمر يتعلق أولاً بوضع البلاد على الخريطة. لقد فعلنا ذلك».
وأردف قائلاً: «إذا نظرت إلى خرائط غوغل، فهي نقطة صغيرة جداً. عندما ذهبت قبل أكثر من شهر، استغرق الأمر أكثر من 40 ساعة للوصول إلى هناك، وعندما تصل إلى هناك، تدرك مدى صغر حجم البلد».
التحدي التالي – والحاسم إلى حد ما – الذي يواجه أويرز هو إنشاء فريق تنافسي من اللاعبين لتمثيل أول فريق لجزر مارشال بمجرد أن تصبح البلاد جاهزة لخوض مباراة كرة قدم دولية.
ولتحقيق ذلك، يخطط لبدء التعاقد مع لاعبين قريبين من موطنه، بما في ذلك أولئك الذين يلعبون حالياً في الجزر المحيطة في الدول التي لديها أندية ومنتخبات وطنية راسخة.
علاوة على ذلك، فقد بدأ بالفعل التقدم نحو بناء بنية تحتية مستدامة، مع وجود هيكل للدوري وجلسات منظمة منتظمة متاحة للأطفال والكبار كل أسبوع.
وأضاف أويرز: «هناك الكثير من اللاعبين في الجزر المحيطة لدينا جزر سليمان وبابوا نيو غينيا – كل تلك الدول التي تلعب بالفعل. هؤلاء الأشخاص يعيشون في جزر مارشال ويساعدون في تنمية اللعبة».
وقال أويرز: «أولاً، سنتنافس ضد الدول المحلية التي لديها أهداف مماثلة، لكن أهدافنا على المدى الطويل أكبر بكثير من ذلك. نريد أن يتم الاعتراف بنا من قبل (فيفا) ونريد أن نكون جزءاً من دورة الألعاب القارية والتصفيات الأولمبية».