التصالح والتسامح: حكاية جنوبية من الدم والأمل
[ad_1]
يحتفل أبناء الجنوب بالذكرى الخامسة عشرة لتوقيع اتفاق التصالح والتسامح الجنوبي، الذي أقيم في العاصمة عدن في 13 يناير 2007.
ويعتبر هذا الاتفاق من أهم المحطات التاريخية في مسيرة الجنوب، حيث أنه كسر رهان الأعداء بتحويل ذكرى أليمة إلى مناسبة للتصالح والتقارب والعمل الوطني الموحد.
وكانت أحداث 13 يناير 1986 قد أسفرت عن مقتل وجرح مئات الجنوبيين، في إطار حملة قمع واسعة شنتها قوى صنعاء المختلفة ضد الحراك الجنوبي.
ولكن الجنوبيين استطاعوا أن يتجاوزوا جراح الماضي، ويتجاوزوا محاولات تشتيت صفوفهم، من خلال المصالحة الوطنية التي أعادت للجنوب أمله في تحقيق طموحاته الوطنية.
ثمرات التصالح والتسامح
ومن ثمار التصالح والتسامح الجنوبي تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يقود نضال شعبنا بإرادة صلبة حتى وصل إلى ما وصل إليه من انتصارات ونجاحات وإنجازات أعادت للجنوب مكانته وقراره.
فخر وتحدي
يتفاخر الجنوبيون بترسيخ مشروع التصالح والتسامح، كدليل يعكس مستوى الوعي الوطني والأخلاقي الذي جسدوه، بعد تجاوز الماضي الأليم، والتأكيد على الاستفادة منه وترسيخ قيمه الوطنية.
وأفشل مشروع التصالح كل محاولات الفتنة بين الجنوبيين وتفجير صراع مناطقي بينهم، وساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار في الجنوب، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق بين مختلف المكونات الجنوبية.
ورغم النجاحات التي حققها مشروع التصالح والتسامح، إلا أنه يواجه تحديات مستمرة، أبرزها استمرار الحرب في اليمن، ومحاولة قوى خارجية زعزعة الاستقرار في الجنوب.
ومن أجل استعادة الجنوب فإن التآزر والتلاحم ووحدة الصف وجمع الكلمة والعمل معا هو المطلوب الآن ودائما، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.
أرضية الاستقلال الصلبة
يشكل التصالح والتسامح الجنوبي ظاهرة حضارية اختطها شعب الجنوب ليتجاوز المحن التي مر بها، حيث استطاع الجنوبيون تجاوز الماضي الأليم، والتأكيد على الاستفادة منه وترسيخ قيمه الوطنية.
لم يكن التصالح والتسامح الجنوبي مجرد شعار، بل مشروع حقيقي دشنه الجنوبيون في يناير 2006 على أرضية صلبة ومتينة، تمثلت في إرادة الشعب الجنوبي والإيمان بضرورة الوحدة الوطنية والاستقرار في الجنوب.
وأثمر مشروع التصالح والتسامح الجنوبي عن انطلاق الحراك الجنوبي كأرضية صلبة تحرك عبرها قطار الثورة التحررية الجنوبية، حيث استطاع الحراك الجنوبي بفضل التصالح والتسامح الجنوبي أن يوحد الصف الجنوبي، ويحظى بدعم شعبي واسع، ويحقق العديد من الإنجازات السياسية والعسكرية.
وأثبتت حرب 2015 أهمية التصالح والتسامح الجنوبي، حيث تداعى أبناء الجنوب بكل أطيافهم ومشاربهم للدفاع عن الجنوب، وحققوا العديد من الانتصارات العسكرية، وحافظوا على وحدة الصف الجنوبي.
ورغم التحديات التي يواجهها الجنوب، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي يظل أرضية صلبة لتحقيق الاستقلال الجنوبي، حيث يشكل رمزاً للوحدة الوطنية والاستقرار في الجنوب.