اغتيالات وهجمات: ماذا وراء استهداف السعوديين في إفريقيا؟
الدستور الاخبارية/متابعات خاصة
في 17 يناير 2018، اغتيل الداعية السعودي عبد العزيز بن صالح التويجري في هجوم مسلح بمنطقة غينيا العليا شرق غينيا، في حادثة صدمت الرأي العام السعودي، وكانت الثانية من نوعها التي تطال سعوديين في القارة الإفريقية.
كان التويجري، الذي كرس حياته للدعوة الإسلامية في إفريقيا، قد وصل مع زملائه للمشاركة في مشروع خيري لبناء مسجد بدعوة من أحد الدعاة المحليين. وقبل اغتياله بيوم، ألقى خطبة في قرية “كانتيبالاندوغو”، الأمر الذي أثار حفيظة بعض سكان القرية من أتباع الديانات المحلية، ودفع أربعة منهم لنصب كمين له أثناء مغادرته.
أُطلقت النار على التويجري وهو على دراجة نارية، فأصيب برصاصتين في الصدر وفارق الحياة فورًا، بينما نُقل سائق الدراجة إلى المستشفى بحالة خطيرة. وتمت إعادة جثمان التويجري إلى المملكة بعد أن نقل مؤقتًا إلى العاصمة الغينية كوناكري.
وفي الوقت نفسه، نجا الداعية السعودي أحمد المنصور، الذي كان برفقة التويجري، من الهجوم دون إصابات. وذكرت السلطات الغينية أنها تمكنت من القبض على القاتل، يوسف كانتي، البالغ من العمر 27 عامًا، الذي كان يعمل في التنقيب غير الشرعي عن الذهب، إلى جانب تحديد هوية شركائه.
حادثة سابقة: هجوم مسلح في النيجر
وقعت حادثة مشابهة في ديسمبر 2009 عندما تعرض ستة سعوديين من عائلة واحدة لهجوم مسلح بمنطقة تيلا بيري الصحراوية في النيجر، بالقرب من الحدود مع مالي. كان السعوديون في رحلة صيد عندما أطلق مجهولون النار عليهم، ما أسفر عن مقتل أربعة منهم، بينما أُصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، أحدهما فقد ساقيه بسبب الإصابة.
تمكنت السلطات النيجرية من القبض على الجاني، علي الحسن ولد محمد، المعروف بـ”الشيباني”، الذي هرب لاحقًا من السجن في عام 2013 وأعيد القبض عليه في مالي.
تحديات أمنية في إفريقيا
على الرغم من قرب السعودية جغرافيًا من إفريقيا، إلا أن القارة تواجه أوضاعًا أمنية متدهورة بسبب النزاعات المسلحة والصراعات القبلية، ما يجعل العمل فيها محفوفًا بالمخاطر. هذه التحديات الأمنية أدت إلى استهداف النشاط السعودي مرتين، تاركة أثرًا عميقًا في تاريخ العلاقة بين المملكة والقارة السمراء.